أطل صحفي عراقي ومصور يمني لرواية شهاداتهيما عن انتهاكات تعرضا لها وهما يمارسان عملها أمام جمع من الصحفيين والحقوقيين اليوم الأحد، وقال الصحفي العراقي «لا يمكن للكلمات أن تصف ما حدث لي بالضبط». وافتتحت أمس الأحد بالعاصمة اليمنية صنعاء، الندوة الإقليمية السنوية حول «أمن سلامة الصحفيين»، التي نظمتها إدارة الحريات وحقوق الانسان بشبكة الجزيرة ونقابة الصحفيين اليمنيين، وبالتعاون مع أربع منظمات معنية بحماية حقوق الإنسان وحرية الصحافة والصحفيين، للنقاش حول أمن وسلامة الصحفيين.
حينما بدأ صلاح حسن وهو صحفي عراقي يعمل في تلفزيون الجزيرة رواية ما حدث له خلال اعتقاله في سجن «بوغريب»، عدّل من قبضته على «المايكرفون»، وقال «جردوني الجنود الأمريكيين من ملابسي، وبدأوا يغنون نشيد العيد».
وكانت القوات الأمريكية اعتقلت صلاح حسن في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2003 في العراق.
وقال صلاح الهتاري وهو مصور يمني عمل كمتعاون لدى محطات تلفزيونية إبان ذورة الثورة في اليمن، «اخترقت رصاصة قناص اعتلى مبنى في شارع الزبيري قبل عامين لمفصلي، وكدت أفقد ساقي بالكامل».
وأضاف «أخبرني قائد عسكري في قوات ما كانت تعرف بالحرس الجمهوري أن صور لي وزعت على قناصة، ووجهت أوامر بتصفيتي، إذا ما تواجد في تظاهرات شبان الثورة».
وتقول منظمات حقوقية إن معدل الانتهاكات بحق الصحفيين يتصاعد، مثلما يتصاعد الخطر المحدق بحياة الصحفيين في دول الربيع العربي.
وطبقاً لإحصائية دولية فإن ما يزيد عن 600 صحفي لقي حتفهم في مناطق مختلفة من العالم خلال الأعوام العشرة الأخيرة، ويفلت القتلة من العقاب بالطبع.
ويحتفل العالم في الثالث من مايو من كل عام باليوم العالمي لحرية الصحافة، لكن الصحفيين يستقبلونه ببعث بلاغات متواصلة عن اعتداءات وانتهاكات تطالهم.
وما يزال الزميل الصحفي عبدالإله حيدر شائع معتقلاً في زنازين السلطات اليمنية منذ 16 أغسطس 2010م، بتهمة ارتباطه بالإرهاب.
وكان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أعلن عن العفو عن الصحفي شائع، مطلع 2011، لكن اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي أوباما أوقف عملية الإفراج.
وناشد الاتحاد الدولي للصحفيين مجدداً الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الإفراج عن الزميل الشائع.
وقال رئيس الاتحاد جيم بو ملحة «أريد أن أذكرك ونحن نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة بأنه قد مر ما يزيد على سنة منذ لقائنا في صنعاء، ومناشدتنا لك بمتابعة مسألة العفو عن شائع».
وأضاف «رغم المخاطر وعدم الاستقرار الذي عصف باليمن خلال السنتين الماضيتين إلا أن الصحفيين اليمنيين أظهروا شجاعة ومهنية قل مثيلهما في المنطقة».
وقالت منظمة مؤسسة حرية للحقوق والحريات في أخر تقاريرها إن مستوى الخطر على حرية الاعلام في اليمن ارتفع إلى اللون «البرتقالي» وهو المستوى العالي في مؤشرات الخطر الذي تعتمده المؤسسة في تصنيفها للحالات الخطرة.
وتعرض الصحفي منصور نور في 17 من ابريل الماضي، لمحاولة اغتيال بمحافظة عدنجنوب البلاد، بعد أن مسلحون مجهولون النار عليه، وبُتِرت رجله لاحقاً بعد تأثّرها بالاصابة البليغة.
وقالت اللجنة النقابية في صحيفة 26 سبتمبر إن ثلاثة ملثمين في مدينة دار سعد بعدن باشروا بإطلاق النار على الزميل منصور اثناء وقوفه في الشارع العام بانتظار سيارة تقله الى مقر عمله بمكتب الصحيفة بالتواهي.
وفي ذات اليوم، زرع مجهول على عتبة مكتب مؤسسة المصدر للصحافة والنشر بالعاصمة عبوة ناسفة، تزن نحو 400 جرام، كادت أن تحدث مذبحة بحق عشرات العاملين في المؤسسة، التي تصدر عنها صحيفة يومية وموقع المصدر أونلاين الإخباري على شبكة الانترنت.
ويتواجد في المبنى إلى جانب مقر مؤسسة المصدر تلفزيون يمن شباب ومكتب تدريب هندسي، إضافة إلى سكن مالك العمارة وعائلته.
وكانت العبوة الناسفة مخفية في كيس أسود، وتتكون من مادة (تي إن تي TNT) شديدة الانفجار ومزودة بصاعق تفجير.
وكادت العبوة الناسفة أن تسقط ضحايا من العاملين في «المصدر»، باعتبارها المستهدف الأول والأقرب لموضع القنبلة، إلا أن خبير متفجرات تمكن من إبطالها.
وقبلها بخمسة أيام، تعرضت سيارة توزيع تابعة لمؤسسة المصدر، في ساعة متأخرة من الليل للسرقة من أمام مقرها بالعاصمة صنعاء.
وقال خبير المتفجرات الذي فكك العبوة،إنها كانت موقوتة للانفجار بعد ربع ساعة من زرعها.
وأواخر ابريل الماضي، اعتدى متظاهرون من أنصار الحراك الجنوبي على طاقم تلفزيون الجزيرة، ومراسل تلفزيون «سكاي نيوز» محمد القاضي أثناء تغطيته لفعالية أقامها الحراك بمدينة عدنجنوبي البلاد.
وقال مصور قناة الجزيرة سمير النمري «عشرات من المحتجين اعتدوا علي وزميلي ياسر حسن بالضرب أثناء تصويرنا لفعالية أقامها الحراك الجنوبي في ساحة العروض بمدينة عدن في ذكرى 27 ابريل».
وفي الندوة الاقليمية التي افتتحت أمس الأحد بالعاصمة صنعاء، قال مدير مركز الدوحة لحرية الإعلام يان كولن «يجب على المنظمات التي تعنى بالصحفيين التكافل من أجل حماية أكثر لهم».
وأشار إلى أن الحكومة، والمؤسسات الصحفية يتحملون أيضاً مسؤولية ضمان الحماية للصحفيين أثناء ممارستهم لمهامهم.
وأكد مدير قناة الجزيرة السيد مصطفى سواق على ضرورة متابعة المنتهكين ضد الصحافة، كأولوية وتسليهم للعدالة.
وقال رئيس مؤسسة حرية الزميل خالد الحمادي، إن الانتهاكات بحق الصحفيين في اليمن، زادت «هذا المعدل المتزايد لا تتحمله القيادة الجديدة للبلاد، بل له علاقة مباشرة بالانفلات الأمني».
وأضاف «137 حالة انتهاك خلال الربع الأول من العام الجاري، وتعددت مصادر الاعتداء، من قوى سياسية وقبلية وأفراد، وليس فقط الحكومة».
وأشار مراسل البي بي سي الزميل عبدالله غراب مقترحاً خلال مداخلة له في الندوة إلى إدراج المنتهكي بحق الصحفيين في قائمة سوداء، والضغط باتجاه تطبيق عقوبات عليهم، من بينها «تجميد الأرصدة».