دشن مجلس شباب الثورة السلمية اليوم الأحد أول مؤتمراته الخاصة بمشروع الدستور وتشريعاته ورؤيته لشكل بناء نظام الدولة القانوني والدستوري. وشارك في المؤتمر سياسيون وخبير فرنسي، وعدد من شباب الثورة.
وقال الباحث السياسي عبدالناصر المودع في ورقة عمل أعدها عن اشكال الدولة والانظمة السياسية، «الدول الكبرى تتجه صوب الفدرالية خصوصا تلك التي تعاني من ازمة تعايش».
وأضاف أن الديمقراطية ودولة المؤسسات والفصل بين السلطات هي أهم الاسس التي يبنى من خلالها النظام الفدرالي والتي لا يمكن ان يتحقق من دونها.
وأرجع المودع الاسباب التي دفعت الكثيرين في اليمن لتبني خيار الفدرالية الى فشل النظام السياسي السابق «عند سقوط أي نظام سياسي فاشل تكثر الاجتهادات حول الشكل القادم للدولة ويصبح السائد ان كل ما لم يكن عليه النظام في السابق يعد شيء ناجح في المستقبل».
وحذر من من تأجيج النزعات الانفصالية لدى النقاش عن الفيدرالية «لإنها تجعل اليمن أكثر انكشافا على الخارج»، حسب تعبيره.
وأكد الصحفي والباحث زايد جابر في ورقته التي تتحدث عن بناء الدولة على الدور الذي يلعبه الحوار الوطني في التوصل الى رؤية لبناء الدولة، وقال «هذا الامر كان ينبغي تحقيقه عقب اعلان الوحدة الوطنية في 90».
وقال في ورقته التي ناقشت محورين، الاول عن مرحلة ما بعد الوحدة وفشل القوى السياسية في بناء مؤسسات الدولة اثناء الفترة الانتقالية، «وهو ما ادى الى تقويض الديمقراطية واشتعال ثورة شبابية شعبية التي مثلت الفرصة التاريخية لبناء الدولة الحديثة وتحقيق الديمقراطية».
وناقش في المحور القضايا الرئيسية في بناء الدولة وذكر شكل الدولة نموذجاً لهذه القضايا, وقال جابر إن القضية الجنوبية تعد من ابرز واهم التحديات التي تواجه قضية بناء الدولة.
وبخصوص الفدرالية قال «نظرا للمخاطر المتوقعة من تقسيم اليمن الى اقليمين تميل عدد من القوى الى النظام الفدرالي ولكن على اساس تقسيم اليمن الى عدة اقاليم».
واشار زايد جابر الى امكانية الاخذ بفدرالية المحافظات في حالة الاصرار من جميع القوى على النظام الفدرالي.
من جانبه، قال خبير فرنسي متخصص بالدساتير إن بلاده لم تتدخل في كتابة الدستور اليمني الجديد، وأضاف فرانسوا روس «بعد متابعتنا وإطلاعنا لعدد من مقالات الراي عن دور فرنسا بكتابة الدستور اليمني، نحن لم ناتِ لكتابة الدستور اليمني».
واضاف فرانسوا «من غير المثمر ان يأتي شخص اخر يصوغ الدستور والمفروض ان يكتبه من التزمون بصياغته واليمنيين لديهم قدرات عالية في ذلك بنفس الوقت الذي يتملكون فيه عيوب كثيرة ايضاً».
ونوه إلى الدستور «ليس كتابة نصوص جميلة وحسب ولكن الدستور يجب ان يخدم البلد في الرد على أي قضية كانت بالوقت المناسب ولذا فاليمنيون هم المعنيون في كتابة الدستور».
وتطرق في حديثه إلى أن نقطة رئيسية يجب الاخذ بها وهي المكانة التي تحتلها اليمن حيث انها تحتل 30% من التجارة العالمية التي تمر عبر الممرات البحرية اليمنية.