أكد محامي معتقلين يمنيين في سجن غوانتانمو الأمريكي ان عدد المعتقلين المضربين عن الطعام منذ شهر فبراير الماضي وصل إلى 106 سجيناً، أي أكثر من نصف المعتقلين البالغ عددهم 166 محتجزا، مضيفاً أن 44 من المضربين عن الطعام يتم تغذيتهم قسرياً عن طريق الأنف. وتحدث المحامي الأمريكي ديفيد ريمز خلال مؤتمري صحفي اليوم الاثنين في صنعاء عقب لقاءه بعدد من أسر وأهالي معتقلين يمنيين في غوانتانمو.
لقراءة حوار سابق مع المحامي الامريكي ديفيد ريمز اضغط هنا ويضرب المعتقلون عن الطعام احتجاجا على احتجازهم لأكثر من عشر سنوات دون محاكمة، وعدم إطلاق سراح المعتقلين ال56 الذين تمت تبرئة ساحتهم من تهمة «الإرهاب» أو «الإضرار بمصالح أمريكا»، حسبما حكمت به محكمة أمريكية.
وقال المحامي الامريكي إن الإضراب هو الوسيلة الوحيدة أمام المعتقلين للفت انتباه العالم والمنظمات الدولية تجاه قضيتهم.
وأضاف «أنا أحثهم على الاستمرار في الإضراب لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للضغط على الإدارة الأمريكية. لجوء المعتقلين للإضراب رفع من حالة القلق لدى البيت الأبيض».
وتابع ديفيد «في نهاية 2010 قال أوباما: لا ينبغي أن ننقل أحداً من المعتقلين إلى اليمن. لكن في مايو هذا العام تحدث اوباما وقال انه سيفرج عن المعتقلين اليمنيين ويرسلهم إلى اليمن، لكنه لم يعط تاريخاً محدداً».
وأشار إلى أن اوباما قال إن ال56 الذين فصلت المحكمة في شأنهم يجب أن يعودوا إلي بلدانهم.
وأوضح أن تأخر الإفراج عن المعتقلين الذين برأتهم المحكمة يعود إلي وجود قلق لدى الإدارة الأمريكية من عودتهم مرة أخرى إلى صفوف تنظيم القاعدة، مشيرا أن الإدارة الأمريكية تصنف من الذي سيقعد في بيته ومن الذي سينظم للقاعدة.
وأضاف ديفيد «هذا هو الغباء الأمريكي. الذين أمثلهم أنا وأفرج عنهم عادوا للحياة العادية إلى أعمالهم في شركة النفط وبعضهم في محلات بيع العسل».
وتابع «هذه للأسف غطرسة أمريكية وغباء، لكن بصيص الأمل أن اوباما قال انه سيتم إعادتهم إلى بلدانهم»، مشيراً إلى أن من المؤشرات الجيدة أن اوباما عين شخصاً مسؤولاً عن إعادة هؤلاء المعتقلين.
وأوضح المحامي الأمريكي أن اوباما لدية الصلاحية الكاملة في إعادة المعتقلين، مضيفاً انه لا يحتاج إلى قانون في هذا الشأن. وقال: «بعض الناس يعتقدون انه يمكن تنفيذ قرار اوباما خلال سنة وأنا اعتقد انه ربما تطول هذه المدة».
وأشار إلى انه تم تصنيف السجناء إلى «عالي الخطورة» و«أقل خطورة»، مضيفاً أن 18 معتقلاً تم تصنيفهم على أنهم «عالي الخطورة».
وكشف المحامي الأمريكي أن 6 فقط من المعتقلين توجد أدلة شبه كافية لمحاكمتهم.
وأضاف ديفيد أن الجيش الأمريكي أصدر تقريره الخاص عن حالة وفاة عدنان عبداللطيف، مشيرا أن خلاصة التقرير تقول انه تعاطى جرعة زائدة من العلاجات أدت إلى وفاته، وأن الجيش الأمريكي لا يتحمل أي مسؤولية «لكنني اشكك في صحة هذا الكلام».
ويقول محامون أمريكيون أن اليمين المتطرف داخل الكونجرس يعرقل إطلاق معتقلي غوانتانمو، مشيرا إلى أن البيت الأبيض لا يملك الشجاعة لتنفيذ تعهداته إذ جعل الكونجرس الأمر أكثر صعوبة بتخويف الرأي العام حين يصور الأمر أنت معنا أم مع «الإرهابيين».
وكانت الحكومة اليمنية أعربت عن أسفها الأسبوع الماضي من تراجع الإدارة الأمريكية عن وعودها في إطلاق سراح المعتقلين اليمنيين وإرسالهم إلى اليمن.