قال المهندس حيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء الأسبق أنه وقيادة الحراك الجنوبي يتلقون رسائل من مسؤولين جنوبيين في السلطة تحثهم على الإسراع في تحركاتهم نحو تحقيق الانفصال. وأكد العطاس الشخصية الأبرز في معارضة الخارج في حوار أجرته معه قناة الحرة مساء أمس الجمعة أن هذا هو موقف أغلبية المسؤولين الجنوبيين في السلطة الذين يستخدمهم النظام كديكور كما هو موقف وخيار الأغلبية الساحقة من أبناء شعب الجنوب.
واعتبر المهندس حيدر أبوبكر العطاس الحراك الحاصل في الجنوب عبارة عن رفض لكل الممارسات اللاوحدوية التي مارسها النظام وحولت وحدة 90 إلى احتلال.
ودان القمع الذي قال ان سلطة 7 يوليو تمارسه لإسكات الأصوات الرافضة، مشيراً إلى أن السلطة هي التي قامت بالتصعيد الأخير رداً على الزخم الذي شهدته فعاليات الحراك والتي أقيمت في 27 إبريل الماضي خاصة بعد انضمام شخصيات كبيرة للحراك مثل الشيخ طارق الفضلي والشيخ النقيب.
واتهم النظام بدس من وصفهم بالعملاء لإثارة الشغب في تلك الفعاليات التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت سلمية تماما، وأضاف: النظام دأب على دس المخبرين عبر الباعة المتجولين، فكثير من الباعة المتجولين في الجنوب هم رجال أمن وهذا العمل المشين عمم الضرر على الجميع.
واعتبر حديث النظام عن الحفاظ على الوحدة والديمقراطية اسطوانة مشروخة ملها الناس، وقال ان صاحب الكلمة في هذه القضايا هو الشعب "لكنه مغيب من قبل السلطة، الشعب كله مغيب وإذا كان الحراك ا يمثل الشعب استفتوا الشعب شوفوا ماذا يريد، فالشعب في الجنوب لا يريد هذه الوحدة على الرغم من أنه سعى لها".
وأشار العطاس إلى أن المعارضة ممثلة بالمشترك ضالعة في هذه المشكلة، وحملها جزء من المسؤولية وقال: هذا الكلام تسببت فيه المعارضة أيضا لأنها لم تحاول تصحيح الأوضاع أو تمنع النظام من اجتياح الجنوب، كما أنه لم يكن هناك تفاعل من المعارضة في الشمال، فكما سكتوا في 94 هم يسكتوا اليوم".
وأضاف العطاس أن أحزاب المشترك لم تنتصر لجماهيرها في انتخابات 2006م، حيث رضخت لابتزاز السلطة وتخويفها لهم بالتفجيرات التي قامت بها هنا وهناك حسب قوله.
ومضى العطاس في التأكيد على أن الخيار الوحيد الذي بات أمام شعب الجنوب هو الانفصال وأنه بات قناعة شخصية لديه بأن الانفصال هو الحل الوحيد لمشاكل اليمن، مضيفاً: قبل فترة أنا كنت أحد أنصار الوحدة وكنت مع خيار الفيدرالية لكن السلطة وممارساتها التي هي مستمرة إلى اليوم دفعت الناس إلى ما هو أبعد من ذلك ولا يمكن أن تكون هناك وحدة بالقوة.
واستطر العطاس قائلاً: الانفصال بات الآن خيارا تجمع عليه كل منظمات الحراك الجنوبي كما تجمع عليه الأغلبية الساحقة من شعب الجنوب الذي قال انه بعد 1994م تساوى مع الشمال في وضع اللادولة بعد أن كان الناس هناك اعتادوا على دولة نظام وقانون، وأضاف: تعزز الوضع القبلي بشكل أفضل فهذه الشراكة بين السلطة والقبيلة تجعل الوضع لا دولة وهذا يجعل أبناء الجنوب يثورون فالناس لا يأمن أن يترك سيارته مفتوحة بعد أن كان الواحد يترك دكانه مفتوحاً ويذهب للصلاة ويعود. وسخر من حديث النظام عن المشاريع التنموية التي نفذها في الجنوب معلقاً "المشاريع التي نفذت في الجنوب لا شيء، ما صرف هو من خيرات الجنوب أصلاً، ليس القصد أن تأتي تأكلنا وتشربنا ولكن أن أشارك في إدارة شؤوني، فكل المسؤولين المدنين والقادة العسكريين في الجنوب شماليين وكأنه ما كان فيش مسؤولين ودولة في الجنوب".
ودافع عن انضمام الشيخ طارق الفضلي إلى الحراك نافياً أن يكون انضمامه بإيعاز من السلطة بغرض شق الحراك واستطرد "كل واحد من أبناء الجنوب له حق المشاركة في الحراك فهو لكل أبناء الجنوب، والفضلي كان معادي للوضع في الجنوب واستخدمته السلطة قبل الوحدة كما استخدمته واستخدمت غيره في حرب 1994م لكن ممارسات السلطة أقنعت الفضلي وغيره من الشخصيات أن النظام لا يريد بناء دولة أو يريد شركاء وإنما يريدون ناس تبع لهم فتقدم الشيخ الفضلي خطوة وتقدم بعده الشيخ النقيب وكثير من الشخصيات الاجتماعية الوطنية الجنوبية في طريقها للانضمام للحراك، وهذه من النقاط التي أزعجت السلطة".
واعتبر العطاس لجان الدفاع عن الوحدة من المسائل الخطيرة وأنها خطة تشتري بها السلطة المتعاونين معها عن طريق الزج بهم في لجان الدفاع عن الوحدة بعد أن بدأوا يتململوا ويقتربوا من الحراك الجنوبي، محذراً أبناء الجنوب من الانسياق وراء مخططات السلطة التي تعتمد على القاعدة الاستعمارية "فرق تسد"، أو أن ينجروا لخطط السلطة التي تريد أن تضعهم في مواجهة أهلهم فذلك لن يكون في مصلحة الشمال ولا الجنوب على حد قوله.
وقال العطاس انه بعد أن رفضت السلطة الدعوة التي تقدموا بها للحوار الوطني في إطار قرارات مجلس الأمن لم يعد هناك من خيار سوى إجراء استفتاء شعبي تحت إشراف الأممالمتحدة.
واتهم النظام بتبني كل التنظيمات الإرهابية قبل وبعد الوحدة، وقال ان كثيرا من العمليات الإرهابية التي نفذت في اليمن يعرف العالم حقيقتها ويعرف حقيقة ما هي القاعدة في اليمن وأنها جزء من النظام.
واختتم حواره بدعوة صريحة لطرفي الوحدة "صالح والبيض" إلى التوجه للجامعة العربية والتوقيع على اتفاق فك الارتباط حقناً للدماء، وحرصاً على الحفاظ على ما تبقى من وشائج الإخاء بين الشعبين، كما دعاهما إلى توقيع اتفاقية إخاء وتعاون بين الدولتين الجارتين وبهذا سيدخلون التاريخ مرة أخرى "لأن أي وحدة بالقوة لن تكون إلا مصدر قلق ومشاكل ليس لليمن فحسب ولكن للإقليم كله".