أكد الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي، أن أعضاء المجلس أعلنوا خلال جلستهم يوم الثلاثاء بشأن اليمن عن استعدادهم للنظر في احتمالية اتخاذ تدابير وإجراءات ضد أي جهة تحاول وضع عراقيل أمام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني. أكد أن المجلس سيصدر قرارا خلال الأيام المقبلة لدعم الحكومة والشعب اليمني وقال سفير الأردن بالمنظمة الدولية الأمير زيد رعد زيد الحسين، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن، في مؤتمر صحفي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء عقب انتهاء أعمال جلسة مجلس الأمن المغلقة الخاصة بالاستماع إلى تقرير المستشار الخاص للأمين العام إلى اليمن جمال بنعمر، إن المجلس قرر في جلسته صياغة قرار خلال الأيام القادمة من أجل دعم مساعي الحكومة اليمنية وشعب اليمن.
وردا على أسئلة الصحفيين، أوضح أنه كانت هناك رغبة واضحة لدى كافة أعضاء مجلس الأمن باتخاذ تدابير ضد المعرقلين، مضيفا «أما بشأن طبيعة تلك التدابير، فهذه المسألة سيتم بحثها خلال الأيام القادمة إن شاء الله».
وفي السياق، أكد أيضا أن هناك خبراء سيجتمعون خلال الأيام القادمة للمناقشة والنظر في تلك التدابير المحتمل اتخاذها، رافضا الإفصاح عن أية معلومات تفصيلية بهذا الشأن، حيث نفى أن يكون أعضاء المجلس قد ناقشوا طبيعة تلك التدابير أو تفاصيلها، لكنه أكد أن جميع أعضاء المجلس أشاروا خلال جلستهم إلى هذه المسألة، دون مناقشة التفاصيل.
هناك لجنة خبراء ستجتمع لاحقا لدراسة التدابير المحتمل اتخاذها ضد المعرقلين ومتوقع أن تخرج بنتائج إيجابية وأضاف، ردا على سؤال آخر، أنه لا يريد استباق النتائج التي ستخرج بها الاجتماعات اللاحقة للجنة الخبراء بهذا الشأن، لكنه توقع «أن تكون هناك نتائج إيجابية في هذا الصدد».
وحول وجود انقسام بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وما يتردد بهذا الشأن من وجود رفض فرنسي لاتخاذ أية عقوبات ضد بعض المعرقلين المعروفين، رفض رئيس مجلس الأمن التعليق على ذلك، وقال «لا أريد التعليق على مواقف الدول نفسها»، موضحا أنه فقط يريد أن يضع الصحفيين أمام طبيعة النقاشات بشكل عام، وأضاف أيضا «لا أستطيع التعليق على تلك المسألة، وأرجو أن يوجه السؤال للسفير الفرنسي نفسه».
لكن جمال بنعمر، الذي عقد مؤتمرا صحفيا عقب مؤتمر رئيس مجلس الأمن، أكد عدم وجود انقسام في مجلس الأمن بشأن اليمن، وقال «ومن يعول على وجود مثل هذا الانقسام فهو واهم» مشيراً في هذا الصدد إلى توحد مجلس الأمن منذ البداية بشأن اليمن، من خلال بعثه برسالة واحدة وصوت واحد.
بنعمر: مجلس الأمن غير منقسم ومن يعول على انقسامه فهو واهم وأوضح أن هذه الوحدة في إطار مجلس الأمن بشأن اليمن، أفضت إلى قرار المجلس رقم (2051) الذي حذر باستعداده النظر في اتخاذ عقوبات ضد كل من يعرقل العملية السياسية، مضيفا «واليوم تكلم المجلس ايضا بصوت واحد» بمواصلة دعمه للرئيس والشعب اليمني، وأبدى استعداده «لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد كل من يعرقل تنفيذ مخرجات الحوار».
وأكد بنعمر أنه أحاط مجلس الأمن بوجود عرقلة ممنهجة للعملية الانتقالية في اليمن، مشيراً إلى البيان السابق لمجلس الأمن الذي أشار إلى وقوف بعض رموز النظام السابق وراء العرقلة في محاولة لإعادة العملية السياسية إلى الوراء. وتابع: ««استمع مجلس الأمن لإحاطتي.. كانت هناك عدة أسئلة ونقاش حول الحالة في اليمن، وسيلي هذا الاجتماع مشاورات ما بين أعضاء مجلس الأمن، وسيتخذون ما يرونه ضرورياً من إجراءات».
وألقى جمال بنعمر أمام الصحفيين إيجازاً حول الإحاطة التي قدمها لمجلس الأمن وفيما يلي نصها: قدمت إحاطة إلى مجلس الأمن قبل قليل حول زيارتي السابعة والعشرين إلى اليمن. أسعدني أن أبلغهم بإنجاز تاريخي هو اختتام مؤتمر الحوار الوطني. كانت العملية شاملة فيما يتعلق بمشاركة المكونات والقضايا التي نوقشت. كان الحوار الوطني جدياً وحيوياً، ويستحق اليمنيون التهنئة على إنجازهم.
العملية الانتقالية في اليمن هي العملية التفاوضية الوحيدة في إطار بلدان الربيع العربي، وأصبح اليمن البلد الذي شهد حواراً وطنياً هو الأكثر أصالة وشفافية وتشاركية.
يعود الفضل في إطلاق عملية التغيير هذه إلى شجاعة الشباب الذين نزلوا الساحات عام 2011. من دون جهودهم وحراكهم وتضحياتهم لما كان اليمن بلغ هذه المرحلة اليوم.
في إطار اتفاق حل القضية الجنوبية، توافق مؤتمر الحوار الوطني على إعادة هيكلة الدولة على أساس اتحادي، ونقل السلطة من المركز إلى المستويين الإقليمي والمحلي، حيث سيصبح للمواطنين قدرة أكبر على التحكم في مصيرهم. سوف يخدم اليمن الاتحادي الديموقراطي الجديد المواطنين على أساس المواطنة المتساوية واحترام وتعزيز حقوق الإنسان والحريات في ظل حكم القانون.
أبلغت مجلس الأمن أن الرئيس عبدربه منصور هادي أظهر قيادة قوية في المضي بمؤتمر الحوار الوطني نحو ختام ناجح، ويستحق كل دعمنا.
باختصار، قدم اليمنيون مجموعة أسس ومبادىء لبناء نظام حكم ديموقراطي جديد، ووضع البلاد على مسار تقدمي لا يمكن بعده العودة إلى الوراء.
تقد�'مت العملية الاتتقالية بشكل حقيقي، وهناك بداية لثقافة سياسية جديدة في اليمن، لكن الوضع لا يزال هشاً. وكما ذكر مجلس الأمن في بيانه الأخير في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، لا تزال عناصر من النظام السابق تتلاعب بمسار التغيير وتعرقله وتقوضه بهدف العودة إلى الوراء وتقويض العملية الانتقالية. كل المكاسب التي تحققت هي الآن مهددة.
أبلغت مجلس الأمن بوجود عرقلة ممنهجة وواضحة تشكل تهديداً حقيقياً قد يغرق البلاد في فوضى إذا لم تتم�' إزالة هذا التهديد قريباً.
قلت لمجلس الأمن إن الشعب اليمني يفعل ما في وسعه لإنجاح العملية السياسية ويعول على مجلس الأمن لكي يقوم بدوره كذلك.
ختاماً، أشكر مجلس الأمن على ثقته ودعمه الكبير لدوري كمستشار خاص وللمساعي الحميدة لأمين عام الأممالمتحدة في العمل مع اليمنيين على دفع عملية الانتقال السياسي قدماً.
المادة خاصة بالمصدر أونلاين، يمنع إعادة نشرها دون إذن مسبق
- شاهد المؤتمر الصحفي للرئيس الدوري لمجلس الأمن. - شاهد المؤتمر الصحفي لمبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر.