نوجه نداء الشعب اليمني الأخير للرئيس عبد ربه منصور هادي بأن يقوم بواجباته كرئيس للدولة وممثل للشعب -الذي انتخبه وصوت له بأعلى نسبة لم يحظى اي من أسلافه بمثلها- بالتصدّي للتحديات الحقيقيه والخطيرة، واتخاذ قرارات شجاعه لمواجهة الأخطار الرئيسيه التي تهدد كيان الجمهورية، وتهدد بتمزق النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني ، واستعادة هيبة الدولة التي ضاعت خلال الثلاث السنوات الاخيرة ، وحماية البنية التحتية المتواضعة (الكهرباء والنفط) من العبث والتخريب , وإعادة الأمن والسكينة للناس في المدن والطرقات ، ونزع سلاح الميلشيات المسلحة ،سواء كان الحوثي في الشمال او الحراك في الجنوب ، ووقف انتهاك سيادة المجال الجوي للأراضي اليمنية من قبل الطائرات الامريكية واستباحة دماء اليمنيين متى شاءت وأينما شاءت. فخامة الأخ الرئيس: قبل وأثناء الحوار الوطني تحليتم بحكمة منقطعة النظير ومرونة في احتواء الكثير من الأزمات ، وابديتم رباطة جأش وشجاعة في التعامل مع كل الأطراف والذي كان محل إعجاب العالم أجمع .
وبعزيمتكم وإصرار كم تم التوصل الي كلمة سواء ووثيقة نهائية في مهمة كانت أشبه بالمستحيلة ، ولكن كان لكل شي ثمن فمن اجل إنجاح الحوار تم غض الطرف عن تجاوزات خطيرة في كثير من المناحي والاصعدة مما أدي الي فقد هيبة الدولة ، واستشراء الفساد بأكثر من ذي قبل ، وانتشر السلاح في العاصمة والمدن الأخير بشكل خطير ، وتم غض الطرف عن الحوثي واستفزازاته وأصبحت الثلاث السنوات فرصة ذهبية بالنسبة له للتوسع والتمدد رأسيا وافقيا وساعده في ذلك حكمة حكومتكم الرشيدة بقرار قطع مرتبات المشايخ الذي كان طليعة القرارات الحكيمة والذي جعل كثير منهم لقمة سائغة للحوثي.
كما تم غض الطرف أيضاً عن تجاوزات وممارسات الحراكيين المستفزه والمقززه ضد أبناء المحافظات الشمالية فخامة الاخ الرئيس ، بعد انتهاء مؤتمر الحوار لا نستطيع ان نجد لكم او حكومتكم اي عذر في عدم اتخاذ قرارات شجاعه، وخطوات تنفيذية سريعه عاجله لإرجاع الامور الي نصابها، بما يحفظ الأمن والسكينة للوطن والمواطنين، و الضرب بيد من حديد لمن تلطخت يده بالمساس و الإخلال بالأمن والسلم الاجتماعي ، وتنفيذ حدّ الحرابة جهارا نهارا لمن تمتد يده بالعبث بالكهرباء او النفط .
وانه للأسف الشديد والأمر المخزي حقاً ، ان يرى المواطن في شاشة تلفاز القناه الرسمية ويسمع في الإذاعة الرسميه بشكل أسبوعي او يومي في بعض الأحيان أسماء من يفجرون الكهرباء او أنبوب النفط في صورة تظهر عجز الدولة والحكومة عن ضبط أشخاص معروفين ، وعصابات معروفه خارجه عن القانون ، الأمر الذي يصيب المواطن بخيبة أمل وانعدام الثقة في الدولة والحكومة علي حد سواء والذي يعتبر سابقة جديدة توحي بفشل حكومي ذريع.
فخامة الأخ الرئيس ان للحكمة واللين وقت قد أخذ حقه وزياده طيلة سنتين مضت، وللحزم والشدة وقت اخر قد حان وقته، و أن الله قد أعطى جزء من هيبته تبارك وتعالى وسلطانه للحاكم وعلي هذا الأساس قال عثمان بن عفان رضي الله عنه "ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران " فاضرب ولا تخف ، فالله معك ، والشعب معك وفي مقدمته الشباب سيكونون في الصف الاول معك . فخامة الأخ الرئيس الشعب يعلم جيدا حجم ما يدبر من مؤامرات وتحالفات بين محاور الشر المحلية والإقليمية ، ويعلم أيضاً حجم ما يضخ من أمواله المنهوبة في شراء الولاءات والذمم والتخريب والتدمير والإخلال بالأمن والسكينة ، ولكنه أيضاً يريد منكم اتخاذ قرار شجاع خاصة بعد مؤتمر الحوار الذي يعد فرصة ذهبية لأتخاذ مثل هذه القرارات ،حتي يستطيع ان يخرج بالملايين الي الساحات والشوارع لتأييد قراراتكم ،وتأكيد ان الشارع الهادر بالجماهير المتعطشه لقراراتكم الشجاعة هو الضامن لتنفيذها والضامن التنفيذي لإخراج مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الي حيز التنفيذ.