الحرب والخوف متلازمان لدى من يعترف بأداة الحرب بأنها الوسيله الوحيدة للتعبير عن الذات ، ولدى من يعاصر الحروب من الأوطان أيضاً . و الذي يتحمل إخفاقات الحروب المتتالية هو " الوطن " ، ابتداء بإنعكاس ذلك على سمعة الفرد اليمني في المنطقة ، ومروراً بإستمرار السقوط ، خصوصاً مع إنعدام خطط تفيد الوطن على ارض الواقع ، واقع بعيد عن الاحلام يشارك فيه شباب اليمن وينتجونه بعقولهم ، ويحصدون الثمر بالتساوي ، بدون معايير سئمنا من فرضها والقبول بها بشكل مستمر ، حتى أثرت على مستقبل الكثير من ابناء الوطن ، والذين يُستقطَبون من أي جهة ، ويُستخدَمون ضد الوطن ، ثم ندعي أن إنضمام بعض شبابنا إلى أي مجموعة غوغائية ، لا يزال غير مفهوم ! ، وانتهاءً بالشتات الذي يحصده المواطن اليمني جراء تلك الحروب ، والسمعة الدولية السيئة التي تجلب الكثير من المتاعب على المدى القريب والبعيد .
ولابد لنا أن نقف وقفه حقيقه مع اليمن وكفى ، بالقدرة على حب الوطن أكثر من الخطابات ، وفتح المجال امام الضمير الصحفي ، ليبحث عن اللبنة الحقيقة لبناء مستقبل جديد ، لأن احتمال التغيير سيظل بعيد المنال ، طالما الواقع محاط بهالة من الغموض! .
وأياً كان دور المثقفين العرب والكتاب العالميين في استخدام قضايا اليمن لشهرة ما ، او لمصلحة ، أو لأداء واجب " معلوماتي " مفروض بزي المهنة ، فيجب أن نؤدي دورنا نحن ك" يمنيين " يربطنا مصير الارض والإنسان !. سنتحمّل نحن فقط كل نتائج السكوت ، ونتائج الأجندة الخارجية ، التي سمحنا لها من خلالنا بالولوج إلى أمن الوطن ، والخروج بمصالح نتوهم أنها مشتركة ، فلن يفيد الصراخ بعد الدمار!.
اذا لم نتدارك بأن الوضع مريب ، وبأن الوطن يحتاج الى ضمائر الأقلام ، أكثر من أي وقت مضى ، ستغدو أقلام أخرى ضميرها مصبوغ بحب أوطان غير وطننا ، ليخيطوا لنا ثوباً يريح قادتهم ، ويستغلوا فقرنا المزمن ، والذي لا علاج له إلا ب " القليل من الوفاء " من قادتِنا ، ونصير دمى تحركنا أيادي أجنبية.
اليمن ليس بحاجة إلى الإعتراف بالذنب ، أو إستخدام القوة عكسياً على الضمير الصحفي ، تحت أي مبرر ، كما أنه ليس بحاجة إلى فرض العقاب على الجناة الحقيقيين ! ، على الاقل في الوقت الحاضر .
فلنتحاور ونضع الكراهية جانباً ، ونعترف بفضل كل شطر على الآخر ، ونترك قصص الكراهية القديمة والتي لا اساس لها من الصحة ، والتي يلوكها الكثير من العامة والمثقفين على السواء هذه الأيام، فهي تصنع جدار عازل بين ابناء الوطن الواحد لا أكثر .
ونحدد مطالبنا تحت سقف الوحدة اليمنية ، ونبتعد عن ظلمها ، فإن اساء البعض إستخدامها ، فيجب علينا أن نكون أكثر حيادية ، فالوحدة نتاج الشهداء وحلم الأحياء الذين عاصروها ، مهما تجاوز الظلم مداه ، تظل هناك مرجعية سليمة ، نستبدل بها الأفراد الخطأ بآخرين ، بدل أن نقضي على وطن لكل الأفراد ! لماذا نصر على أن نحصل على حقوقنا بالعودة الى الوراء ؟! ، ونسعى إلى الإصلاح بالتدمير ؟!، ولماذا نعطي فرصه للمخطئ أن يحتال على الحقوق المشروعه ؟!.
إن وحدنا الصف ، وبحثنا عن العقاقير الصحيحة ، سوف نعالج اليمن بالفكر الواعي أولاً، الذي يسبق الحلول السياسية ، الفكر الذي يقودنا إلى النجاة من حروب أخرى مكررة ، او مستحدثه .
وفي الوضع الراهن " الضمير الصحفي " المستقل و السليم ، هو الجدير بإدارة مشروع النجاة للوطن ، إما ان يُسمح له بالكلام والملام ، وإما أن تُترك المصالح الشخصية والمطامع الدولية لتلعب بمصيرنا ، فيصبح الوطن حسب المصالح والاطماع قيد التسليم !.