أصبح رجل يمني أول سجين في خليج غوانتانامو تنظر محكمة أمريكية في ادعاءاته بسوء المعاملة في قاعدة غوانتانامو العسكرية، بحسب ما ذكرته منظمة دولية. وقالت منظمة ريبريف إن «عماد عبدالله حسن»، المحتجز في غوانتانامو منذ عام 2002، والذي قررت الإدارة الأمريكية الإفراج عنه منذ عام 2009، أجبرته إدارة السجن الأمريكية بالقوة على التغذية القسرية لأكثر من 5000 مرة منذ عام 2007 كجزء من جهود الجيش لكسر إضرابه عن الطعام.
وأضافت في بيان –تلقى «المصدر أونلاين» نسخة منه- ان أية محكمة أمريكية لم تستطع أن تراجع مشروعية الأساليب المستخدمة من قبل الجيش لإجبار المحتجزين في خليج غوانتانامو على التغذية القسرية، لكن هذه الحالة تمثل أول فرصة لتقوم محكمة أمريكية بذلك بعد أن اعترفت محكمة استئناف فدرالية في الشهر الماضي بالحاجة إلى عقد جلسة استماع كهذه.
وقالت المنظمة إن قضية المعتقل اليمني ضد الرئيس الامريكي باراك أوباما «تسلط الضوء على الوحشية المتزايدة في عملية التغذية القسرية في خليج غوانتانامو، والتي زادها الجيش تدريجياً بحيث أصبحت مؤلمة إلى حد لا يستطيع إلا المضربين الأكثر شجاعة الاستمرار في تحملها»، مشيرة إلى أن هذه القضية ستكون الأولى التي يطلب فيها قاض أمريكي مراجعة شهادة سجين غوانتانامو يصف فيها معاملته بالتفصيل - وسيجبر الجيش على الرد عليه.
وقال الفريق القانوني للمعتقل اليمني، والمدعوم ببعض الخبراء، إن «ممارسات التغذية القسرية في خليج غوانتانامو ترقت إلى درجة التعذيب».
وأضاف «السرعة التي يُضخُ فيها سائل التغذية إلى أمعاء السجناء هو شكل من أشكال التعذيب بالماء مشابه للإيهام بالغرق».
واستند الفريق القانوني إلى «أدلة واضحة على أن الممارسات والبروتوكولات العسكرية قد غُي�'ِرت عمداً لتسبب ألم ومعاناة لا مبرر لهما في محاولة لإجبار السجناء على التخلي عن احتجاجهم السلمي».
وجرى تقديم الالتماس بهذه القضية إلى محكمة فرعية في العاصمة الامريكية«واشنطن دي سي» يوم الاثنين من قبل اريك لويس من شركة «لويس باخ» للمحاماة، وجون أيزنبرغ وفرع منظمة ريبريف في الولاياتالمتحدةالامريكية.
وقال اريك لويس، رئيس فرع «ريبريف» في الولاياتالمتحدة: «تمثل هذه القضية خطوة تاريخية في صراع طويل الأمد لتحقيق الحقوق الأساسية مع غياب سيادة القانون في خليج غوانتانامو. لأكثر من عقد من الزمن، وقد أنكرت القاعدة العسكرية الأمريكية في غوانتانامو أية آلية قانونية فعالة تحد�'ُ من طريقة معاملتها للسجناء. وتطالب هذه القضية قضاة الولاياتالمتحدة باستعادة الحقوق الأساسية، والمعايير الطبية والكرامة الإنسانية لهؤلاء الرجال في خليج غوانتانامو».
ونقل بيان منظمة «ريبريف» عن المعتقل اليمني عماد حسن القول «كل ما أريده هو ما وعد به الرئيس أوباما، أي حريتي والمعاملة العادلة للآخرين. لقد قررت الإدارة الأمريكية الإفراج عني منذ خمس سنوات وتمت تغذيتي بالقوة لمدة سبع سنوات. رغم أني مضرب عن الطعام بصورة سلمية إلا أني لا أريد الموت ومن المؤكد أن لي الحق في الاحتجاج سلميا دون أن أتعرض لإساءة المعاملة وللذل اللذين تمارسهما السلطات الأمريكية كل يوم».
وتقول المنظمة إن عماد عبدالله حسين هو مواطن يمني وكان قد سافر إلى باكستان في عام 2001 للدراسة في الجامعة، في فبراير 2002، لكن قوات الأمن الباكستانية احتجزته ثم سلمته إلى السلطات الأمريكية مقابل مكافأة قدرها خمسة آلاف دولار. وقال انه لم يذهب إلى أفغانستان إلا عندما نقلته الولاياتالمتحدة إلى هناك ثم إلى معتقل غوانتانامو. وفي عام 2009، قررت الإدارة الأمريكية الإفراج عنه إلا أنه لا يزال مسجونا هناك.