نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، السبت، تحقيقا مطولا عن مشكلة اليمن مع نبتة القات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه والاراضي الصالحة للزراعة لسد الطلب المتنامي على هذه النبتة المخدرة. وقالت الصحيفة إن اليمن في طريقه إلى التدمير الذاتي إذا استمر اليمنيون في مضغ هذه النبتة، وقالت إنه على سبيل المثال فإن العاصمة صنعاء التي يبلغ النمو السكاني فيها 7 بالمائة سنويا ستغدو بلا مياه صالحة للشرب بحلول عام 2017 بسبب استهلاك مياه حوض صنعاء المائي في انتاج نبات القات وهو نفس العام الذي سيتوقف فيه دخل اليمن من النفط الذي يمثل حاليا ثلاثة ارباع مصدر دخل الدولة.
وتضاعف سعر المياه الصالحة للشرب في العاصمة ثلاث مرات خلال الماضي الماضي، فيما تزايدت المواجهات المسلحة على مصادر المياه على اطراف المدينة بينما تضطر بعض الأسر إلى صرف ثلث دخلها على شراء ماء الشرب.
وقالت الصحيفة إنه لا توجد حلول عملية لمواجهة هذه المشكلة سوى الحد من زراعة القات حسبما يرى المعنيون، لكن السير في هذا الخيار ليس بالأمر السهل لانه سيتسبب باضطرابات سياسية واجتماعية، إذ أن عددا كبيرا من السكان يعملون في هذا المجال.
ومن المفارقات ان التقديرات الحكومية تشير إلى أن نحو مليار لتر من وقود الديزل تم استهلاكه في ضخ مياه الآبار الآيلة إلى النضوب لري القات وبما أن هذا الوقود مدعوم من قبل الدولة هذا يعنى أن نحو 700 مليون دولار صرفته الدولة لاستنزاف مواردها من المياه.
ويقول دبلوماسيون إن مشاجرات وقعت في بعض المناطق القبلية بشأن استخدام المياه. وجفت عدة بساتين للبرتقال في صعدة وهي محافظة شمالية تعاني بالفعل من صراع مع المتمردين الذين اتفقوا مع الحكومة على هدنة هشة.
وقال دبلوماسي "من منظور يمني القاعدة مشكلة أصغر من المياه. ماذا تفعل إذا لم تكن هناك مياه بالمدن الكبيرة؟ من سيريد الالتزام بأي استثمار هنا؟"
وتفاقمت الأزمة نتيجة الإسراف في الري من قبل المزارعين الذين يزرعون القات، الذي يقضى معظم الرجال نصف اليوم يمضغونه حتى في العمل.
وتقدر وكالة "جي.تي.زد" الالمانية للتنمية التي تدير عدة مشاريع للمياه في اليمن أن الزراعة تمثل أكثر من 90 بالمئة من استخدام المياه يذهب 37 في المئة منها لري القات.
ويقول خبراء إن القات يستهلك أيضا جانبا كبيرا من ميزانيات الاسر مما يفاقم الفقر ويؤدي الى سوء تغذية الاطفال وغيرهم.