السبت الماضي كان الشاويش الإماراتي ضاحي خلفان يكتب (أو للدقة يكتب له سكرتيره الصحفي) كلمة يزعم فيها إن الرئيس المصري محمد مرسي كان مرضياً عنه من قبل إسرائيل خلال فترة حكمه، ولذلك توقفت الغارات الإسرائيلية ضد غزة وتوقفت حماس عن مهاجمة إسرائيل خلال تلك الفترة! والمعنى من ذلك أن الخلفان يريد أن يقول؛ أو يردد مزاعم إعلامية مصرية موالية للسلطة الانقلابية؛ إن مصر السيسي تواجه مؤامرة صهيونية حماسوية بسبب العدوان على غزة؛ لأنه يسبب إحراجاً للسلطة الحاكمة في القاهرة، ويظهرها بمظهر المتآمر والساكت عن الإجرام الصهيوني، وخاصة بعد رفضها فتح المعبر البري، واستمرارها في فرض الحصار الخانق على قطاع غزة! وبغض النظر عن أن الهدف الحقيقي من تخاريف الشاويش خلفان هو محاولة ساذجة لتبرئة الدور المصري غير المباشر (حصار غزة) والمباشر (زيارة مدير المخابرات المصرية لإسرائيل قبيل العدوان والتحريض الإعلامي السافر لضرب حماس وغزة).. وبغض النظر عن حقيقة أن إسرائيل لم تخيب أماني بعض العرب وشنت عدواناً على غزة أيام حكم مرسي، وكان وما يزال موقف مصر مرسي ضده صفحة مضيئة في عهد الرئيس المنتخب الذي أجبر الصهاينة على إيقاف عدوانهم، والتوقيع على اتفاق تهدئة، وأرسل رئيس وزرائه إلى غزة تحدياً للعدوان، وسمح بذهاب حملات الدعم الشعبي على العكس مما يحدث هذه المرة وما كان يحدث أيام المخلوع مبارك! نقول: بغض النظر عن كل ذلك مما لا يفهمه الشاويش ولا يريد سكرتيره الإعلامي (هل نكون مخطئين إن استنتجنا أنه من رجال أمن مبارك العاملين في دبي!) أن يعترف به.. إلا أن الله تعالى كفى المؤمنين في غزة وخارجها مؤونة الرد على الشاويش، وسخر صحيفة أمريكية صدرت في اليوم التالي وفيها موضوع يرد عليه في اتهاماته لموقف مصر مرسي أثناء العدوان الصهيوني قبل الأخير على غزة في نوفمبر 2012! الصحيفة الأمريكية اسمها "كريستيان ساينس مونتير" وهي ذات خلفية دينية مسيحية، ومع ذلك لم تغالط قراءها لأنها صحيفة تحترم نفسها ومن يدفعون قيمتها، والعاملون فيها لا يصومون رمضان على طريق الشاويش خلفان ومهرجي الإعلام المصري، ومع ذلك فقد أبى عليهم احترامهم لأنفسهم وللعقل إلا أن يقروا أن الظهور القوي المفاجىء للقدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية بقيادة حماس كان سببه هو د. محمد مرسي الرئيس المصري الإخواني! واقرأوا ملخصاً للخبر كما جاء في صحيفة "المصريون": صحيفة أمريكية: مرسي سبب قوة حماس! - "الأحد 13 يوليو 2014: قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية إنه أثناء حكم الرئيس المصري السابق محمد مرسي استطاعت حماس الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة والمواد العسكرية مكنتها من إنشاء ترسانة صاروخية بقوة تدميرية أكبر ومدي أطول يستطيع الوصول إلي تل أبيب. ونوّهت الصحيفة إلى أنه عندما تم إزاحة مرسي في يوليو 2013 توقفت تلك الإمدادات إثر تدمير الأنفاق. ونوهت الصحيفة إلى أنه أثناء حكم مرسي كانت الإمدادات والأسلحة تنتقل من مصر إلي غزة عبر الطرق السريعة، إضافة إلى المعدات التي سمحت لحماس بالحصول على قدرات تصنيعية عالية في مجال الصواريخ. ولفتت الصحيفة إلى أن أكبر دليل على دعم مصر وحزب الله لحماس هو شبكة أنفاق الصواريخ التي أنشأتها حماس تحت الأرض، والتي جعلت من الصعب على إسرائيل اكتشافها، مشيرة إلى أنه نفس الأسلوب الذي استخدمه حزب الله في حرب 2006 مع إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن حماس أزاحت الستار عن ترسانة صواريخ ذات قوة تدميرية كبيرة ودقة عالية، مشيرة إلى أن صواريخ حماس أصبح بمقدورها الوصول إلي تجمعات سكانية ومراكز اقتصادية حساسة داخل العمق الإسرائيلي. وأضافت الصحيفة إنه منذ 19 شهراً أبدت حماس قدرات صاروخية أكثر قوة وفعالية في إصابة الأهداف التي تطلق باتجاهها، مشيرة إلي أنها أصبحت تمتلك 10 آلاف صاروخ أكبر من تلك التي استخدمتها في حربها الأخيرة مع اسرائيل في نوفمبر 2012. وأوضحت الصحيفة إن صواريخ حماس متوسطة المدي أكثر دقة، في حين تسعى للحصول علي صواريخ بعيدة المدي تستطيع الوصول إلي ما بعد تل أبيب والقدس لتضع 5 ملايين من سكان إسرائيل البالغ عددهم 8 ملايين في خطر، وهو ما تأكد الليلة الماضية عندما سقطت صواريخ حماس في بلدة الحضرة علي بعد 70 ميلاً من قطاع غزة أي ضعف المسافة بينها وبين تل أبيب..".
وكما هو مفهوم من الخبر الأمريكي وتخاريف الشاويش خلفان أنهما صدرا قبل إعلان امتلاك حماس طائرات بدون طيار ذات ثلاث نوعيات (استطلاعية- هجومية قاذفة- انتحارية) وإلا كان تخريف الشاويش أسوأ كأن يقول إن العلاقة الطيبة بين مرسي وإسرائيل دفعت حماس لصنع طائرات صغيرة بدلاً من طائرات مقاتلة حقيقية كما كان يتمنى! ولأن صناعة طائرات بدون طيار؛ في غزة المحاصرة من الشقيق والعدو؛ تحمل قنابل وقذائف وتستطلع مواقع العدو في سماء فلسطينالمحتلة؛ وليس للاستعراض في سماوات المدن العربية لجذب السائحين والمستثمرين لصناعة الفيمتو والكاسترد والصابون وتنظيم مسابقات أجمل فتاة وفتى وكلب؛ فلأن ذلك أمر يشكل صدمة لأمثال الشاويش خلفان فتوقعوا أن يزيد هذيانه وأمثاله في الأيام المقبلة وافتراءاته على مرسي والإخوان.. لأن هذه الإنجازات العسكرية التقنية؛ بالإضافة إلى تطور نوعية الصواريخ التي طالت معاقل العدو؛ تفضح الشاويش الذي تفرغ منذ عامين للنيل من كل إسلامي حتى ألجمه الله بحقيقة أن هؤلاء الإسلاميين الذين يحرض عليهم وعلى دمائهم، ويتهمهم بالفشل فعلوا ما لم يفعله نظام عربي سابق ولا لاحق.. وأنه في الوقت الذي تعجز أجهزة الداخلية العربية عن اكتشاف عصابات الصهاينة وهي تدخل وتخرج كما تشاء إلى بلدانها لتقتل الفلسطينيين؛ ها هي المقاومة الفلسطينية لا تقتلهم فقط عندما يحاولون التسلل إلى غزة بل تطاردهم إلى عرينهم ومعسكراتهم، وترسل طائرات (طائرة يا بني آدم مش حفاظات بامبرز وأدوات تجميل!) لتصوير ما تريد بتقنية عالية ثم تعود معظمها سالمة إلى قواعدها! لا شك أن هذه الإنجازات العسكرية؛ ومن قبل الصمود الأسطوري للمقاومة بفضل الله؛ يثير حساسية الدول الكرتونية التي تعتمد في حماية حكامها وأمنها على القوات الأجنبية التي تستأجرها بفلوس.. وإن كان ذلك لا يمنع للأمانة هذه الدول الكرتونية من إنفاق عشرات مليارات الدولارات سنوياً لشراء الطائرات والأسلحة الخطيرة بوصفها من فروض الكفاية فقط.. ولتشغيل مصانع الحماة الغربيين الأشاوس.. وليس لا قدر الله من أجل الحرب.. لأن للحرب رجالها وجيوشها، وسياسة الدفاع عند هذه الدول الكرتونية قائمة على مبدأ: "بفلوسي.. أحمي حدودي! والدولار الأبيض يوفر الدم في السلم والحرب! ودع سمائي لأن جيوش العم جون والعم سام تحميها..".
ملحوظة: نحن لا نقلل من أهمية وجود صناعات غذائية واستهلاكية في أي بلد عربي، لكن كل بلد وكل إنسان عليه أن يعرف قدره وقدر صناعاته، ومقدرته على الدفاع عن نفسه وبلده من عدمها.. والعظماء سيظلون عظماء ولو كانوا فقراء ومحاصرين لأنهم فقط شرفاء وأصحاب قضية عادلة؛ مع أنه كان بإمكانهم أن يصنعوا مثل محمد دحلان وغيره من العملاء الذين يحتضنهم أمثالهم من.. المهرجين! حقائق.. غزة! هناك حقائق ثابتة في المواجهة بين المقاومة والصهاينة: الصلف والإجرام اليهودي العنصري الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، ومعه التأييد العنصري الإجرامي لدول الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة.. والثاني هو الصمود الأسطوري والعبقرية التي تبديها المقاومة كل مرة في مواجهة العدوان.. والأخير هو.. الخذلان العربي والفلسطيني الرسمي، ومشاركة دول عربية في التحريض ضد غزة وحماس، وربما المشاركة في التخطيط، وتقديم الدعم والتمويل والمعلومات على أساس: عدو عدوي صديقي.. وهذه الأنظمة عدوها حماس والإسلاميون.. أعداء إسرائيل! مستوطنون وجنود.. أطفال! لتبرير عدوانها وجرائمها يقول الصهاينة إن المستوطنين الثلاثة الذين خطفوا وقتلوا في حادثة لم تتبنَّها أي منظمة فلسطينية حتى الآن؛ وكان ذلك سبباً لكل هذه الجرائم؛ كانوا.. أطفالاً! رغم أن صورهم المنشورة تدل على أنهم فتيان في مرحلة الشباب الأولى.. لكن هذا هو سلوك التزوير عند الصهاينة وأمثالهم، وستجدهم يقتلون ويعتقلون صبياناً فلسطينيين وأطفالاً حقيقيين في كل مكان دون السؤال عن شهادة الميلاد! الخلاف حول تحديد الطفولة والشباب محل جدل كبير في عالمنا العربي وخاصة فيما يختص بتحديد سن الزواج وتحمل المسؤولية الجنائية.. وعلى الطريقة اليهودية فبعض العرب يتلاعب في المسألة؛ فإن كان جعل السن القانونية 18سنة يتفق مع أجندته فهو كذلك.. وإذا كان تغيير المعايير وتخفيض الحد يخدمه فلا مانع.. ويحضرني في هذه المناسبة حالة الغضب التي انتابت عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية؛ وأحد أبواق السلطة الانقلابية على الطريقة القومية بتاع الستينيات؛ عندما استنكر الأستاذ فهمي هويدي في مقال له وجود مئات الأطفال المصريين في المعتقلات (إلى جنب النساء والشيوخ) فحينها انتفض الصحفي القومي العربي ولا أيام القاهر والظافر، ورفض قبول الاتهام معللاً موقفه بأن هؤلاء ليسوا أطفالاً.. لأن الطفل هو من لم يتجاوز عمره 12 سنة! إنت فين يا.. كعتية باشا.. ويا جدة عميّة عثمان!