بعد أكثر من أربعة أشهر من سيطرة مليشيات جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومدن في شمال البلاد وتغلغلها في السلطة، دعا زعيمها (عبدالملك الحوثي) إلى «التعاون الصادق» لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة. و«السلم والشراكة» هو اتفاق سياسي وقُع بالتزامن مع سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في 21 من سبتمبر/ أيلول الماضي، أبرز بنوده في الملحق الأمني تشدد على انسحاب المسلحين من المدن وبسط سلطة الدولة، لكن ذلك لم يتحقق حتى اللحظة.
من خلف زجاج واقِ من الرصاص بدأ (الحوثي) خطبته التي استمرت أكثر من ساعة، وفي الربع الأخير منه، بدأ بتوجيه رسائل من بينها التمهيد لمعركة قادمة في محافظة مارب النفطية (شمال شرق البلاد).
وقال « قواتنا لم تنتشر هناك، فقد حرصنا في الفترة الماضية على تقدير حساسيات الوضع في مارب، ونحمل الجهات الرسمية والقوى السياسية كافة تبعات ما قد يحدث هناك».
وأضاف «لن نقف مكتوفي الأيدي، إذا لم تبادر الجهات الرسمية.. فإننا لن نجعلها تسقط في أيدي العابثين».
وفتحت سيطرة مليشيا الحوثيين على مدن من بينها العاصمة دون مقاومة، شهية التوسع على الأرض، والتمدد نحو الشرق في محافظاتمارب والجوف والبيضاء.
وقال «نريد أن تنفذ بنود الملحق الأمني في اتفاق السلم، المتعلقة بمارب والجوف والبيضاء، هناك من يحاول اسقاط مارب»، واتهم الحوثي السلطة بغض الطرف بما تفعله «القاعدة»، «هناك من يدير مؤامرة».
ويوم الخميس، قُتل خمسة جنود ومسلحان قبليان، في مواجهات مسلحة بين رجال «مطارح القبائل» وكتيبة من قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقاً)، بمنطقة نخلا في مارب، واتهمت القبائل تلك القوات، بمحاولة إيصال الأسلحة التي بحوزتها إلى جماعة الحوثيين.
والمطارح هي تجمعات قبلية مسلحة نصبتها القبائل على مداخل محافظة مارب، تحسباً لهجوم الحوثيين على المحافظة النفطية والسيطرة عليها.
وجدد الحوثي إتهامه لواشنطن بإدارة مشاريع تدميرية وتسليط «قوى إجرامية» على اليمن، وقال إنها ودول إقليمية أخرى (لم يسمها)، تريد إغراق اليمن في التمزق.
وقال وهو يقرأ من ورقة في مغازلة تعز، إن عليها التمسك برصيدها الثوري، والحذر من النعرات المناطقية وإثارة الفتن التي يحاول «البعض» الإساءة إلى رصيدها الثوري.
وما تزال تحركات لوفد حوثي في مدينة تعز يقودها (صادق أبو شوارب) مستمرة، والتقى أكثر من مرة بأعيان عدد من البلدات، لكنه اصطدم بإجماع رسمي وشعبي لرفض تواجد أي مليشيات في المدينة.
واتهم زعيم الحوثيين، «البعض» بتدبير محاولات «انقلابية»، من خلال فرض مشروع الأقاليم الستة، وقال إنها مخالفة «واضحة وفاضحة» لاتفاق السلم والشراكة، وفي مسعاً لتدمير البلد وتجزئته».
وأعلن عن ثلاث خطوات جديدة لجماعته، «مكافحة الفساد، وفرض الشراكة لأنهاء الاستبداد، والتعاون مع الجيش والأمن من خلال اللجان الشعبية للدفاع عن الشعب ومؤسسات الشعب»، حسب تعبيره.