نعم انها أمانة العاصمة تشاهدها اليوم بأكملها تزين باللون الأبيض والأخضر. تشاهد الزينة في الشوارع والجامعات والمعاهد والمساجد وفي كل مكان. وتشاهد اللافتات على كل الطرق مكتوب عليها أحاديث وشعارات وصور لأشخاص وآيات قرآنية وإن كانت أحيانا فيها أخطاء كالتي في شارع الستين مكتوب أنها آية من سورة الأحزاب وهي بالأصح الآية رقم 32 من سورة آل عمران! لا مشكله لنعتبرها خطأً مطبعياً. الغريب في الأمر أيضاً ان تشاهد كل تلك اللافتات مذيلة ب "رعاية أمانة العاصمة"! أيضاً لا مشكلة، عرفنا أن أنصار الله او ما يسمى بالحوثيين هم الدولة وليسوا جماعة ومليشيات مسلحة كما تدعون. ما يستفزني فقط ويجعلني أشعر بالغصة هو الاعتداء على تراثنا اليمني الذي يُطمس وتمحى كل معالمه مثل طلاء قبة المتوكل، والتي لها مئات السنين وتعتبر تاريخاً قديماً يطمس بكل سهولة وبدون أي اذن فيصبح لونها أخضر وتختفي منها كل معالم الحضارة والتاريخ. ما الداعي لطمس التراث الذي هو في الأساس متدهور وعلى وشك الانهيار بسبب الإهمال... فقط أبقوا لنا قليلاً من الحضارة التي لم نستطع ان نفتخر بها نحن رغم عظمتها. دعوها فربما تأتي أجيال بعدنا تستطيع ان تفتخر بها وتحافظ عليها.
جميعنا نحتفل بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ونقتدي به، ونؤمن بأنه خاتم الأنبياء والمرسلين ولكن ليس على طريقتكم ولا بإقصاء الآخر وطمس تراثه وتكفير ولعن كل من لم يلوّن جدران منزله بالأخضر والأبيض. نوقن بكل ما تقولونه ولكن بدون أي تطرف او جمود او تشكيك بالآخر.
* معلومة: دوغمائية (dogmatism) مصدر هذا المصطلح اللغة اليونانية وتعني الجمود الفكري والدوغمائي شخص متعصب لفكرة لا يقبل مناقشتها او التشكيك فيما يؤمن به وهذه الصفة يتصف بها المتطرفون السياسيون والدينيون.