جميع شعوب العالم المتقدمة أو المتخلفة في شتى دول العالم مهما وصلت من رقي وتقدم صناعي وتكنولوجي أو تخلف وفقر جميعهم يحافظون على شي ثمين وغالي ألا وهو تراثهم و ارثهم تاريخي . ما نشهده في محافظة حضرموت هذه الأيام من عبث و لامبالاة و إهمال وتدمير بقصد لكل ما يربط حضرموت بماضي عريق و مشرف من معالم و صروح أثرية قد دمرت أو في طريقها للضياع والاندثار بتجاهل متعمد مع سبق الإصرار و على مراء الجميع ، أن كل واحد منا يتحمل مسئولية تجاه حماية تراثه وحضارته . و ما يقصد بالتراث هو البناء العمراني و يتمثل في البنايات والمآثر العمرانية وما تحمله من نقوش وزخارف وهندسة معمارية وأنواع أخرى وتشمل أدوات الزينة والملابس وأوان منزلية ومهنية وعادات وتقاليد و مخطوطات أثرية و موروث شعبي …..الخ . و من اجل التصدي بكل قوة وحزم لكل المحاولات التي تسعى إلى تدمير وضياع وطمس تراث وتاريخ حضرموت ، تأسست عام 2006م مؤسسة حضرموت للتراث والتاريخ والثقافة بالمكلا وأسسها الإعلامي والباحث المعروف والمهتم بتراث وتاريخ حضرموت الأستاذ/ خالد سعيد مدرك و تهدف المؤسسة إلى التعريف بالمآثر والمعالم التاريخية والثروات الأثرية ، و حماية وصيانة وانقاد التراث من الضياع و الاندثار لأسباب مختلفة ، و تنظيم المهرجانات وتنشيط التراث الفني والقابل للاندثار ودمج هذه الأنشطة في برامج التنمية ، وإصدار الكتب والكتيبات والنشرات التي تعرف بتراث وتاريخ حضرموت ، وتتناول بالدراسة والبحث هذا التراث والتاريخوالإسهام في الحفاظ على الهوية الثقافية الحضرمية من الطمس. رغم الصعوبات و التحديات التي تواجهها في زمن قل من يهتم بالتراث أو يلتفت لأهميته ، تناضل المؤسسة للبقاء والاستمرار من اجل حضرموت و تراثها الغني والمشرف و كنزها الحضاري ، أن رقي وثقافة الشعوب والأمم يقاس بقدر حفاظها على تراثها وهويتها التاريخية والحضارية ، لان الاهتمام بالتراث و الثقافة ليست من الكماليات والترف ولكنه من أسس الأمم ، أن المقومات التراثية و التاريخية من الخصوصيات التي تميز الشعوب والأمم عن بعضها و تحدد الانتماء ، وفي حالة فقدان هذه الخصوصيات يصير الشعب مستلباً ومغترباً تجاه نفسه وتجاه غيره وبدون هوية ، كما يساهم التراث كركيزة في بناء ودعم الحاضر في إطار التنسيق بين الأصالة ومتطلبات المعاصرة . مؤسسة حضرموت للتراث والتاريخ والثقافةبالمكلا في خطر وقد تتوقف عن مزاولة أنشطتها ، و توجه نداء استغاثة و تناشد السلطة المحلية بالمحافظة و كافة أبناء حضرموت المخلصين الوقوف معها و مساندتها في محنتها و ذلك لاستمرار جهودها في خدمة تراث وتاريخ حضرموت ، و إفشال كل المخططات لإلغائها من الذين لم يستوعبوا بعد أهمية تراث وتاريخ وثقافة حضرموت. و تدعو مؤسسة حضرموت للتراث والتاريخ ، السلطة المحلية بالمحافظة و جمعيات المجتمع المدني و أبناء حضرموت واليمن من الميسورين الحال و أصحاب الأيادي البيضاء في الداخل الخارج إلى دعم وتشجيع المؤسسة في مواجهة الظروف المالية القاسية و شحت الإمكانيات كونها مؤسسة تطوعية و لا يوجد لها مصدر تمويل ويقوم عليها أشخاص تطوعوا من اجل أمهم حضرموت التي لن ينسوها و لها فضل عليهم وعلينا ، حضرموت كنزها التراثي والحضاري الشامخ الذي نفتخر به دوماً، و قد ترك بصمات واضحة و تأثرت به شعوب في العديد من دول أفريقيا و أسيا . إن التمتع بالتراث حق من الحقوق الأساسية التي تكفلها كل المواثيق، ولكن الفرد يظل مسئولاً بدوره على حمايته وتنميته، و ليبقى تراثنا شاهداً على حضارتنا العريقة وجذورها العميقة لضمان بقاء الصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل .