لعظيم صنيعه، لعلك لا تجد شيئا في صعدة إلا وهو يكن للمحافظ الأسبق يحيى العمري شعورا بالإجلال لا حدود له. لست محابياً. فما حققه هذا الرجل لا سبيل إلى نسيانه، حسبما يعتقد الكثير من أبناء صعدة. في مطلع 2006 تم تعيين يحيى الشامي خلفاً له. حينها رأى الكثير في هذا القرار مؤشرا على جدية الرئيس في إغلاق ملف صعدة نهائيا. وسوف يكون للشامي دور كبير في إخماد الجولة الثالثة من الحرب. وتم تكليفه برئاسة لجنة الوساطة مع الحوثي. كان يجري الحديث عن وقوف الخلافات السياسية بين العمري والحوثي حجر عثرة أمام إنهاء تلك الحروب الثلاث التي حدثت أثناء ولايته. ورغم نجاح العمري على المستوى التنموي إلا أنه في نهاية المطاف فشل في إحلال السلام بالمحافظة. امتدت فترة ولاية الشامي نحو عام، ركز خلالها على تقريب وجهات النظر بين السلطة والحوثي، ومنح الحوثيين الحق في الاحتفال بيوم الغدير. لقد حرص على إزالة كل أثار "الفتنة"، وعلى إعادة الموظفين الذين تم استبعادهم، وكان حريصاً على عدم اندلاع حرب أخرى، لكن ما تعرض له يهود آل سالم، كان كفيلاً بإشعال الحرب الرابعة. في منتصف أبريل 2007 تم إقالة الشامي. وتولى مطهر رشاد المصري المنصب بدلاً عنه، وبدا كأن الهدف من ذلك عسكري بحت يتمثل في كسر شوكة الحوثيين إن لزم الأمر. لكن المصري لم يحرز النجاح المتوخى، عندما اندلعت شرارة الحرب الخامسة. بعد عاماً ونيف تم تعيين المصري وزيرا للداخلية، وانتخب حسن مناع محافظاً لمحافظة صعدة بعد نزاع نشب بين شقيقه فارس مناع وعضو البرلمان عثمان مجلي، حيث دفع الأخير بشقيقه عمر مجلي لمنافسة أمين عام المجلس المحلي حينها المرشح لمنصب المحافظ حسن مناع. بفوز مناع عمت السعادة أبناء صعدة، باعتبار أن الرجل تولى، على مدى السنوات الماضية، منصب نائب المحافظ، وهو من أبناء المحافظة ولديه خلفية ودراية تامة بالمحافظة. لحظات عصيبة أمضاها سكان محافظة صعدة خلال العام الماضي، كان النصف الأخير منها بمثابة منعطف حاسم بعد أن تعرض المحافظ حسن مناع لعدة محاولات اغتيال. وكان للجولة السادسة كلمتها في حسن مناع: لقد أطاحت به وزجت بشقيقه فارس إلى سجن الأمن القومي، ودمر الطيران السعودي منزلهم. وجاء الدور على طه هاجر. ولست أدري ما الذي كان يدور في مخيلة الرئيس حينما قرر تعيين هذا الرجل محافظاً لصعدة. هل لأنه فقط شغل في أواخر التسعينيات منصب وكيل المحافظة؟ هاجر الآن في موقف لا يحسد عليه. فهل سيجتاز الامتحان بنجاح، أم إن مصير أسلافه يتربص به هو الآخر؟
هذه المادة جزء من ملف ينشره "المصدر أونلاين" بالتتابع في وقت لاحق حول "صعده بعد الحرب" ويتضمن: - حوار مع محمد بدرالدين الحوثي لماذا لم تؤل قيادة التنظيم إلى النجل الأكبر للحوثي وما العلاقة بين مرافقة عبد الملك لوالده أثناء مرضه في خولان وبين صعوده إلى قيادة الجماعة خلفاً لحسين - عبد الله عيضة الرزامي.. صديق من زمن الفرسان.. ما مدى صحة أن عبدالملك دبر عملية خطف الألمان للإيقاع بين الرزامي والجيش بغرض استدراج الأول للحرب ؟ - حوار مع أمين عام المجلس المحلي بمحافظة صعدة. - مراسل المصدر أونلاين في قبضة الحوثيين .. أربعون دقيقة موعظة للمراسل من ملازم "سيدي حسين" تنتهي بشعار "الله أكبر .. الموت لإسرائيل" .. لماذا اعتقل وكيف تم الإفراج عنه ؟