مازال أنصاره يأملون الزهو بخطابه, ومازال هو حتى اللحظة يعتقد أن النصر له. ولكنه لن يكون عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي ظهر ذات مسإٍ دافئٍ ، وبيده اليمنى بازوكةً مشتعلة, وباليسرى ملزمة الخيارات الإملائية. خيّر الدواعش، وهم من وجهة نظره وفي مخيلة أتباعه كل مواطن يمني يرفض السماع لصوته، خيرهم جميعاً بين الموت على درب مسيراته القرأنية أو القتل الزؤم. قال لهم فيما يمكن تلخيصه بجملةٍ واحدة : لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد . أعلن التعبئة العامة لجيش كان بالكامل قد أعلن للتو تقديم الخدمات المجانية له ، ولأتباعٍ لا تبلغ نسبتهم السكانية في أعلى تقدير نصف سكان تعز . وعدهم بفتوحات تتجاوز حدود مملكة أجداده التاريخية . ولكنه لم يوضح لهم في خطابه ، ماذا لو صارت داعش بحكم الدفاع عن الأرض والعرض حقيقةً بعد أن صنعها من الوهم ! . كيف يُقدر حجم التضحيات في صفوف أنصاره حين التصدي لدرئ المخاطر الأتية منهم. كل شيئ بدى له على ما يرام . أكد على ذلك وبعد يومين على ظهوره خطاب حامل واقيه ، الذي كان أكثر سفوراً في تحديد ملامح المعركة المصيرية بالنسبة لهم . حتى أن منفذ الفرار المسموح به كان مرسوما . لم يساور أي من الرجلين الشك أن هادي سيهرب ، وأن حُمى القذائف وزخات الإم .طا كفيلة ُُ بتشتيت لجان المقاومة الشعبية في عدن . وفي المحصلة سيرضى الجنوب والبلدات من حولها بمكارم السيد وحسنات الزعيم . الليلة في خطابه ربما لا نسمع البتة مفردة داعش ولا تعز العز ، ولن نسمع شيئا مما كنا نسمعه عن حصص المناصب للجنوب ومستحقات الزيادة لسكان مدن النفط . حليفه بالأمس توسل قادة عاصفة الحزم أن يتركوا له ولأبنائه حتى طاقة يخرجوا منها خروجاً أمناً ، وبالمقابل لا أحد منهم وعلى ضمانة المؤتمر الشعبي العام سيترشح لهذه الرئاسة حسب وصفه . عبدالملك شابُُ جهادي وليس جبان طامع . سوف يقول لهم : أنتم جنيتم على أنفسكم ، وغداً سترون من هم داعش الأصلي باللهجة البلدي . مما لا شك سيطال شعبه العظيم الرافض لمسخه سوأً كانوا إعلاميين أو طالبين الله أقدح عبارات التهديد والوعيد . كل من رفع رأسه للسماء ، وقال : حمداً لك يا الْحَمَد، لقد أزحت عنا كابوساً ، ما كنا بعد موتتنا هذه لنصحوا منه . كل هؤلاء في نظره هم الخونة والعملأ ، وهم من فرط بالسيادة ورضي عن مرمطة جيشه البطل . وحتى لا نظلم أحداً ، هذا الجيش الذي تشكّر له السيد عبدالملك في كل خطاب من بعد فتح عمران وحتى اليوم ، قدم عرضاً عسكرياً أمام فخامة سارق سوع ، وأصبح جيشاً قادته يؤدون الصرخة الإيرانية ... ، ولن نطيل عن ما آل إليه هذا الجيش، فلقد تمت مرمطته على يد من صنعوه جيشاً عائلياً ، وباعوه جيشاً لتقديم الخدمات بالجملة والتفريق.
مرةً أخرى لخطاب السيد هذه الليلة . لن يتفوه بذكر إسم المخلوع صالح ليبين للأنصار والأعدأ طبيعة العلاقة بينهما ، تماماً كما فعل الأخير ، شيئ شبيه ب one night stand ، أي كما علاقة جنسية إباحية لليلةٍ واحدة ، قد لا يعرف أو لا يتذكر الشريكين إسم أي منهما.
الليلة سنسمع فائض جمل عن حجم المؤمرة الصهيونية الأمريكية على أمتنا العربية . سينحى بكلامه للإستغراب , لما لا يتوجه طيران التحالف لتحرير القدس وفلسطين . سيقول هذا ، لأنه لا يدرك أن فارس صارت تهدد الوجود العربي من أساسه، وأن معركة عاصفة الحزم أتت لتؤمن المنطقة كيلا تصبح فارستان . َولْيٌثبِت لنا العكس لما قلناه له مراراً وتكراراً : إيران ستجعلكم وقود حرب من إجل أن تكونوا دعاية إعلامية لها للإستهلاك المحلي . وما أنتم إلا زنابيل ، ولن تضحي إيران بجندي واحد من أجل صرختكم البلهاء ! * إلى هنا وأختتم ، دعونا نرى ما سيقول السيد !