تواصل السفينة الإيرانية التي تقول طهران انها تحمل مساعدات إبحارها إلى اليمن برفقة سفن حربية، في حين تتواصل التصريحات المكثفة والتحركات حولها حتى وصلت إلى مجلس الأمن الدولي. وفي أحدث التصريحات قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية "مرضية افخم" ان ايران لن تسمح للدول التي قالت انها "متورطة في الحرب على اليمن" بتفتيش "سفينة المساعدات الايرانية" المتوجهة الى هذا البلد.
وأعربت افخم في تصريح نقلته وكالة أنباء فارس عن أسفها لما وصفته ب"الحصار الحاقد للدول المعتدية على اليمن التي تشن العدوان المتواصل منذ 50 يوماً ما فاقم الاوضاع المعيشية في هذا البلد ووضعه على حافة كارثة انسانية".
وبدت لهجة المتحدثة باسم الخارجية أكثر ليونة من تصريحات أخرى لمسئولين ايرانيين آخرين،إذ قالت انها تأمل "بوصول المساعدات الإنسانية الايرانية إلى الشعب اليمني في أقرب وقت ممكن عبر التنسيق مع مكتب شئون المساعدات الانسانية التابع للأمم المتحدة".
وفي السياق نقلت صحيفة العربي الجديد عن مصدر في الأممالمتحدة قوله ان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تلقى اتصالاً من نائب وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أبدى خلاله استعداد بلاده لإرسال مساعدات غذائية إلى اليمن عبر البرنامج الدولي.
ووفقاً للمصدر الأممي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، عرض المسؤول الإيراني إرسال 3 طائرات تحمل أدوية وأغذية إلى اليمن خلال ال24 ساعة المقبلة، وهي فترة قصيرة لا تكفي للتحقق من حقيقة المساعدات "المفترضة"، على حد قوله.
وتريد قوات التحالف العربي من تولي المنظمات الدولية إيصال المساعدات، التأكد من كونها غذائية ودوائية بالفعل، وليست عسكرية يمكن أن تصل للحركة الحوثية التي تهيمن على معظم موانئ اليمن الجوية والبحرية.
وتأتي تصريحات افخم بعد ساعات من تهديدات أطلقها مساعد رئيس الأركان العامة المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، قال فيها إن قواته ستقوم بإشعال الخليج في حال تعرضت القوات السعودية والأميركية لسفنها التي أرسلتها إلى اليمن.
وقال القائد في سلاح البحرية الإيرانية، الأدميرال حسين آزاد، قال إن "سفنا حربية ترافق سفينة المساعدات الإنسانية الإيرانية".
وأكد على أن "مجموعة القطع البحرية 34" للجيش الإيراني المنتشرة حاليا في خليج عدن ومضيق باب المندب تضطلع بمهمة حماية سفينة المساعدات الإيرانية المتوجهة إلى اليمن" .
وأضاف: "إن القطعات البحرية 34 تتواجد منذ 8 أبريل في المياه الدولية بالمحيط الهندي وخليج عدن في إطار سياسة طهران لتوفير الأمن الملاحي في الخطوط التجارية الدولية والدفاع عن المصالح الوطنية".
وأكدت وكالة أنباء فارس الإيرانية ان السفينة التي انطلقت قبل يومين اجتازت سواحل العاصمة العمانيةمسقط مواصلة سيرها باتجاه اليمن، مضيفة انها بعد أن تصل إلى شبه جزيرة راس الحد التابعة لسلطنة عمان ستغير مسيرها عند اقرب نقطة من السواحل الشرقية لسلطنة عمان باتجاه جنوب الغرب وصولا الى المحيط الهندي.
ونقلت الوكالة عن أحد مسؤولي السفينة قوله: إذا واصلت ابحارها على هذا المنوال فإنها ستصل الى ميناء الحديدةاليمني في غضون ستة أيام.
وحذرت الحكومة اليمنية الشرعية من أنه إذا لم تسمح إيران بتفتيش سفينة شحن متجهة إلى أحد موانيه في حراسة عسكرية فإنها تتحمل المسؤولية كاملة عن أي حادث ينجم عن محاولتها دخول المياه اليمنية.
وقالت بعثة اليمن في الأممالمتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي إن الحكومة اليمنية وقوات التحالف ليس لديهما اعتراض على شحنات المساعدات التي تدخل اليمن ما دامت تحصل على التراخيص اللازمة من الحكومة اليمنية الشرعية ويتم تفتيشها قبل دخولها.
من جانبه رفع مندوب ايران لدى الاممالمتحدة شكوى الى مجلس الامن ضد السعودية بسبب ما قال انها "عراقيل تضعها قوات الائتلاف بقيادتها امام ايصال المساعدات للشعب اليمني".
وتواصل طهران إطلاق التصريحات الغاضبة تجاه المملكة العربية السعودية.
وفي أحدث هذه التصريحات قال علي خامنئي الذي يوصف ب"قائد الثورة الإسلامية" ان السعودية ارتكبت خطأ كبيرا بقيادتها تحالفا عسكريا ضد الحوثيين في اليمن، لافتا إلى أن "تبعات جرائم هذه العملية سترتد عليها".
وطالب خامنئي، لدى استقباله الرئيس العراقي فؤاد معصوم الأربعاء، بوقف عاجل للعمليات العسكرية في اليمن.
وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني ان النظام السعودي ينتهج سياسة الامويين، وان ما يقوم به ويمارسه في اليمن يتطابق مع منطق الجاهلية وليس منطق البعثة النبوية.