لا أقصد هنا بالوقاحة ما ورد على لسان الدكتور عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية، من وصف لنضال القيادات الجنوبية بأنه نعيق، فالنعيق، هو ما يصدر عن صاحبه. ولا أقصد هنا بالوقاحة ما ورد في رسالة الرئيس الشفوية إلى الشقيق العزيز أمير دولة قطر عبر الدكتور الإرياني ذاته، ولا ما ورد في التوجيه المكتوب المحرر بختم الرئاسة إلى معالي الدكتور، وقرأه الأشقاء في قطر بكل ما فيه من وقاحة. ولا أقصد هنا بالوقاحة ما ورد على لسان الرئيس نفسه في خطاب عام في تعز من حديث عن انفلونزا الخنازير وأطباء الوحدة، ووقاحة المعارضة، وقد أحسن الشقيق العزيز عبدالرحمن الراشد في الرد عليه في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية. ولا أقصد هنا بالوقاحة محاولات السلطة المستميتة للاستقواء بالخارج ضد الداخل، فكل هذا كلام لا يجدي نفعا، ولن ينقذ الشلة الحاكمة من غضب الداخل. ما أقصده هنا بالوقاحة هو الفعل الشنيع الذي قامت به السلطة الحاكمة، أثناء زيارة الرئيس لمحافظة تعز، وهو تفجير منزل المرحوم ناصر المفلحي الذي مازالت جثته في مستشفى العلوم والتكولوجيا، إلى جانب جثة الطبيب المرحوم درهم القدسي. المنزل الواقع في منطقة الرياشية بمديرية رداع، لا يملكه قاتل الدكتور القدسي الفار من وجه العدالة، وإنما يملكه المرحوم والده، وبقية الأسرة، ولا يجوز تفجير المنازل حتى لو كانت مملوكة للفارين من وجه العدالة، لأن مثل هذه الأعمال لم يقبل بها أهل الطبيب القدسي ولم تطالب بها قدس ولم ترض تعز عن مطلبها المنطقي في القبض على القاتل. إن تدمير منزل المفلحي عمل شنيع لا يقل بشاعة عن بشاعة مقتل الطبيب أثناء مزاولته عمله الإنساني. هذا العمل الشنيع لن يعفي السلطة من مسؤوليتها في إلقاء القبض على القاتل ومحاكمته، ولا يجوز أن يكون تغطية لتهريب القاتل. هذا العمل البشع لن يتمكن النظام من استغلاله لاستهداف الأستاذ العزيز سلطان العتواني، وتحميل أهالي الرياشية المسؤولية، لأن مثل هذه الأساليب لن تنطلي على أبناء تعز، مثلما لن تنطلي على أبناء رداع، فقد أصبح الجميع يدركون ألاعيب السلطة الحاكمة ويدركون أهدافها جيدا، ولا يستبعد أن تكون هذه السلطة هي التي تقف وراء إخفاء قاتل الدكتور القدسي أو التستر على مكان اختفائه، لأغراض تدميرية. هذا العمل الشنيع يتيح المجال لآل المفلحي لمطاردة من أقدموا عليه في القضاء الدولي لأن الصور تشهد على بشاعة الجريمة ولن تتمكن السلطة الحاكمة من تبرير مثل هذا الجرم الذي يتحدث عن نفسه. إن تدمير المنازل وتفجيرها بالديناميت ليس عملا بطوليا للدفاع عن الوطن، ولا يدل على قوة السلطة بل على ضعفها وهشاشة تفكيرها. هذا العمل الشنيع والجرم القبيح يتحمل مسؤوليته المسؤول الأول في البلاد الذي لا بد من محاكمته على مثل هذا الأفعال سواء في الداخل أو في الخارج. ويجب علينا أن ندرك أن تدمير المنازل بمثل هذه البشاعة ليس مجرد جريمة بل وقاحة أيما وقاحة.