انطلقت فعاليات بطولة كوباامريكا في المباراة الافتتاحية بين تشيلي والاكوادور الخميس، ويبدو ان البطولة مرتبطة كثيرا في اذهان محبي كرة القدم بمنتخبي البرازيلوالارجنتين، بسبب وجود نجوم عالمية كثيرة فيهما. ودائما ما يكون منتخب الارجنتين (التانغو) هو الاوفر حظا والاكثر ترشحا لخطف لقب بطولة امريكا الجنوبية، كيف لا يتم ترشيحه وعنده لاعب بحجم النجم ليونيل ميسي. ويبدو ان هذه النسخة (44) من بطولة كوباامريكا حدث خاص ومهم بالنسبة للبرغوث ميسي، حيث يسعى لتحقيق مكاسب عدة من خلالها. ويهدف ميسي إلى: 1- مسح نكسة المونديال يبدو ان محبي ميسي والتانغو ما زالوا متأثرين بما حدث لهم في كأس العالم 2014، حيث كان الفريق قريبا جدا من تحقيق لقب البطولة، ولكنه اصطدم بعناد الالمان، الذين تمكنوا في النهاية من خطف لقب المونديال امام التانغو في المباراة النهائية. ويسعى ميسي للتويج بلقب كوباامريكا 2015، لكي يمسح نكسة المونديال ويرسم البهجة والسعادة على وجوه عشاق الارجنيتن. مهمة صعبة تنتظر ميسي ورفاقه، في ظل وجود فرق على مستوى كبير للمنافسة على هذا اللقب وعلى رأسهم البرازيل بقيادة الساحر المبدع نيمار. 2- انفجاره في برشلونة سيعكسه مع الارجنتين ميسي بدأ الموسم الماضي مع فريقه برشلونة الاسباني، دون المستوى، حتى ان البعض انتقد اللاعب، وخرج الجميع ليتحدث عن التراجع الكبير في اداء البرغوث، ولكن الامر لم يستمر طويلا، فبعد الخسارة من ريال سوسيداد في الدوري الاسباني، انتفض برشلونة، وربما يعود الامر هذا للانفجار الكبير الذي قام به ميسي في ذلك الوقت، حيث اعاد لمحبيه افضل نسخ ميسي على مر تاريخ برشلونة. واستمر هذا التألق، حتى تمكن برشلونة في النهاية من تحقيق ثلاثية تاريخية (الدوري والكأس ودوري الابطال)، والان يتوجب على ميسي مواصلة تألقه بنفس الطريقة ليقود منتخب الارجنتين للتتويج بالبطولة الغالية. 3- كسر النحس مع التانغو مارادونا قاد الارجنتين لخطف لقب مونديال 1986 لوحده، هذا ما كان محبو التانغو يقولون عن اسطورتهم السابقة، وهو من اوصل الارجنتين لنهائي مونديال 1990 قبل ان يخسروه امام الألمان، وبعد مرور سنوات عديدة ظهر ليونيل ميسي، ليعيد لمحبي التانغو الايام الجميلة التي عاشوها مع مارادونا، حيث علق الجميع الامال على ميسي ليكون خليفا للاسطورة. ولكن ميسي تألق كثيرا وحقق جميع الانجازات مع برشلونة، اما على مستوى المنتخب فيبدو ان النحس بقي ملازما له، بالرغم انه وصل الى نهائي مونديال 2014، ولكنه في النهاية خسره، حتى ان البعض خرج وقال "ميسي لاعب نادي وليس بمستوى الارجنتين". وتمثل بطولة كوباامريكا فرصة رائعة للبرغوث لكي يكسر النحس من خلال التتويج بها، وكسر اخفاق دام لمدة 9 سنوات لم يتمكن خلاله البرغوث من تحقيق اي لقب عالمي او قاري مهم للتانغو. 4- كوباامريكا طريق ميسي للكرة الذهبية بعد التتويج بالثلاثية التاريخية لميسي مع برشلونة، اصبح طريقه معبد للحصول على لقب افضل لاعب في العالم للمرة الخامسة، وهذا ما يتوقعه الجميع. ولكن اذا تمكن من تحقيق بطولة كبيرة مثل كوباامريكا، فوقتها يمكن القول ان لقب الكرة الذهبية سيكون عنوانه "ميسي افضل لاعب في العالم للمرة الخامسة". وكان ميسي حقق الكرة الذهبية في اربع مرات متتالية من عام 2009 الى عام 2012. 5- فرصة للابتعاد عن رونالدو ونيمار ميسي حقق انجازات كبيرة مع برشلونة، وايضا الدون رونالدو، نجم ريال مدريد الاسباني، حقق هو بدوره انجازات فردية وجماعية كثيرة، وحصد العام الماضي الكرة الذهبية، ولكن ما يجمع الاثنين هو المعاناة على صعيد المنتخبات. رونالدو مع البرتغال لم يحقق انجازات كبيرة، وكانت الفرصة متاحة له في يورو 2004، ولكنه خسر النهائي مع منتخب بلاده امام عناد اليونان. وايضا ميسي، 9 سنوات كاملة من الاخفاق مع التانغو، وبما ان بطولة كوباامريكا في عام 2015 وبطولة امم اوروبا ستكون في عام 2016، فان تتويج ميسي في البطولة سيعني انه ابتعد قليلا عن منافسه رونالدو ولو لمدة عام واحد. ولكن رونالدو ليس المنافس الوحيد لميسي، فصديقه في برشلونةالبرازيلي نيمار يطمح هو الاخر لتحقيق بطولة كوباامريكا وبالتالي الاقتراب كثيرا من افضل لاعبين في العالم (ميسي ورونالدو) ومنافستهما، ويريد ميسي تجنب جميع هذه الحسابات وتحقيق اللقب ليؤكد ان 2015 هو عام ميسي بلا منازع.