في الوقت الذي تجاهلت السعودية الاتهامات الموجهة لها من قبل سلطات الحوثيين بصنعاء عن سبب افشال تفويج اليمنيين لموسم الحج للعام الجاري، أبدى الكثير من الحجاج استيائهم من حشر فريضة الحج بالخلافات السياسية الجارية، بالتزامن مع الحرب التي شنها التحالف بقيادة السعودية ضد ميليشيا الحوثي وصالح. وعلى غير المعتاد ولأول مرة، لن يشارك اليمنيين في الحج هذا العام باستثناء بعض ابناء المناطق الجنوبية الذين استكملت اوراقهم وغادر الكثير منهم إلى مكةالمكرمة استعداداً لفريضة الحج.
وبدأت التخوفات مبكراً مع ضعف التسجيل في وكالات الحج والذي كان يصل عدد المسجلين إلى أكثر من 50 ألف حاج، يتم تقليصهم إلى 20 ألف، إلا ان التسجيل لهذا العام شهد تدني كبير في عدد الحجاج والذين لم يستوفوا العدد المطلوب.بحسب ما رصده المصدر أونلاين.
واثناء تسديد رسوم الحج، ابلغ بنك (كاك بنك)، الحجاج بامكانية سحب مبالغ التسجيل في أي وقت وبنفس العملة (ريال سعودي)، في حال لم تتم عملية التفويج، بعد رفض البنك استقبال مبالغ بالريال اليمني.
وخلال الاسابيع الماضية شنت جماعة الحوثي عبر وسائل إعلامها، وعبر وزارة الاوقاف التي تسيطر عليها، هجوما على السعودية، واتهمتها برفض تفويج اليمنيين.
وعلى الرغم من اعلان عبر وكالة سبأ التابعة للحكومة الشرعية عن بدء تفويج 5 آلاف حاج وبدء استكمال التجهيزات، خرجت وزارة الاوقاف التي تسيطر عليها جماعة الحوثي واعلنت رسميا تعثر دخول اليمنيين للأراضي السعودية، لأداء شعيرة الحج، في الموسم الجاري 1436ه ه وذلك بعدم موافقة الجانب السعودي على تأشير جميع جوازات الحجاج المدخلة بياناتهم في المسار بدون استثناء وإحالتها إلى قاعدة بيانات وزارتي الداخلية والخارجية بالسعودية.
وقالت في بيان لها "الجانب السعودي لم يمنح التصاريح اللازمة من قبل هيئة الطيران السعودي لجداول الرحلات الجوية الخاصة بالحجاج اليمنيين المسافرين جواً، إضافة إلى عدم السماح بتحويل المبالغ الخاصة بخدمات الحجاج ولم يستكمل حل القضايا العالقة في المسار الإلكتروني، الأمر الذي جعل الوزارة تعبر عن أسفها لعدم تمكنها من تفويج الحجاج اليمنيين للموسم 1436ه".
وأضافت "المختصين في قطاع الحج والعمرة، ومعظم المنشآت المعتمدة من قبل الوزارة لتفويج الحجاج، قد بذلوا كل الجهود الممكنة في سبيل أن تتحقق أمنية الجميع في أداء فريضة هذا العام، لكن تعثر التفويج كان خارجاً عن إرادتها، مشيرة إلى أنه سيتم إعادة كامل المبالغ المدفوعة من قبل الحجاج المسجلين هذا العام وبدون نقص، وبالريال السعودي، من قبل البنك، ابتداءً من الأحد القادم بتاريخ السادس من ذي الحجة 1436ه الموافق 20 سبتمبر 2015م وستكون الأولوية لهم الحج العام القادم، وبدون استثناء".
وعقب بيان سلطات الحوثيين عبر وزارة الاوقاف، لم يخرج الجانب الحكومي اليمني في الرياض بأي تصريح او تطمين للحجاج، وتجاهل اعلان تعثر الحج.
اما الجانب السعودي فاكتفي بالاعلان عبر وسائل إعلامه عن استمرار الاستعدادات والترتيبات في منفذ الوديعة لاستقبال الحجاج اليمنيين، دون أي توضيح آخر.
ويوم الجمعة وعبر موقع وزارة الداخلية السعودية خرج ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف في تصريح مقتضب قال فيه إن "أعمال الحوثيين وأعوان نظام علي عبدالله صالح، الذين ألحقوا الضرر بأمن اليمن وسلامة أبنائه واستقرارهم، تعيق حج اليمنيين". بحسب ما رصده "المصدر أونلاين".
ويبقى الاستياء الاكبر بين الحجاج اليمنيين على الحكومة اليمنية في الرياض التي تجاهلت العمل بطاقتها لحل اشكالية الحج وعدم الاهتمام بهذه المسألة، وهو الأمر الذي استغله الحوثيين بالخروج في مظاهرة الجمعة الماضية في العاصمة صنعاء بلباس الحج.
وشارك الالاف من الحوثيين مرتدين لباس الحج، والسلاح في مظاهرة احتجاجية في باب اليمنبصنعاء، ضد السعودية، والذي حملوا خلال التظاهرة المملكة التسبب في عرقلة حج اليمنيين.