كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تردد آلاف النازحين من حرب صعدة، التي اندلعت بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين، في العودة إلى ديارهم وعدم قدرتهم على العودة، رغم توقف الحرب منذ ما يقارب ثلاثة أشهر. وأكدت اللجنة الدولية سعيها مع جمعية الهلال الأحمر اليمني لمساعدتهم والوصول إلى الأشخاص الآخرين المحتاجين إلى المساعدة في المناطق المتضررة جراء النزاع، وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في شمال البلاد، وبالتحديد في محافظتي صعدة وعمران يبذلون كل ما في وسعهم لإعادة بناء حياتهم التي دمرها قتال ضار دام أشهرا عديدة.
وقالت "منذ إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في شباط (فبراير) عاد الكثير من الناس بعد أن أمضوا أشهراً طويلة مع عائلات مضيفة أو أصدقاء أو أفراد عشيرتهم، إلا أن 22000 نازحاً داخل البلاد لا يزالون يقيمون في ستة مخيمات تديرها جمعية الهلال الأحمر اليمني بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وقال جان نيكولا مارتي، رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن في تصريحات له اليوم "إن الكثيرين من الناس لا يريدون إلا العودة إلى ديارهم والعيش في محيط آمن والعمل في أراضيهم وإرسال أطفالهم إلى المدرسة".
وأضاف "خلال الأسبوع الماضي فقط قرر ما يفوق 850 شخصا مغادرة المخيمات في محافظة صعدة والعودة إلى ديارهم، لكن عددا منهم لن يتمكنوا من الوصول، وربما لو وصلوا فقد يجدوا منازلهم ومدارسهم وأبنيتهم العامة الأخرى قد تعرضت للأضرار والتدمير أثناء الجولات العديدة من القتال"، واستطرد "لا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لآلاف النازحين من محافظة عمران، فهم ليسوا على يقين مما سيجدونه عند العودة إلى ديارهم".
وقالت اللجنة الدولية "لقد تعذر على فرق اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر اليمني الذهاب إلى مديرية حرف سفيان في محافظة عمران، ومساعدة العائدين والسكان الذين لزموا المنطقة أثناء النزاع، وعبرت اللجنة عن قلقها إزاء الوضع الإنساني في المديرية كونها ظلت مقطوعة عن أسواقها الرئيسية طيلة أشهر عديدة ودمر النزاع المسلح فيها عدداً من محطات المياه والعيادات والمرافق العامة الأخرى، فضلاً عن المساكن الخاصة.
وأشارت إلى عمليات إزالة الألغام الجارية، وقالت "إن الألغام والذخائر الأخرى القابلة للانفجار المبعثرة في القرى والأراضي الزراعية تظل من أكبر العقبات التي تحول دون استئناف المدنيين لمعيشتهم وبدء الإنتاج الغذائي الأساسي من جديد.وأكدت عدم تمكن فرقها من الوصول للمنطقة"، أضافت "يفضل أناس كثيرون في محافظتي صعدة أو عمران المتضررتين بشدة من النزاع البقاء في المناطق التي توفر لهم الغذاء والماء والرعاية الصحية، بينما لا تتوفر لدى الآخرين أية وسائل للنقل، وبالتالي لا خيار لهم سوى البقاء في أماكنهم".
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قامت بإعادة إرسال فريق الموظفين الدوليين إلى صعدة، بعد أن غادر شمال البلاد في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي إثر اندلاع الحرب السادسة. وقامت فرق عمل مشتركة من اللجنة الدولية والهلال الأحمر اليمني بزيارة مخيمات النازحين ومناطق مثل صعدة التي كانت مسرحا للقتال،، وقامتا خلال الأشهر الستة المنصرمة بتوفير المياه والغذاء والمأوى والرعاية الصحية لأكثر من 150000 شخصاً نازحاً ومقيماً.