أقدمت شرطة البلدية في منطقة مذبح بالعاصمة صنعاء ظهر اليوم الإثنين بهدم منزل إمرأة مسنة تدعى وهيبة مقبول المصباحي والذي تؤجره لشخص آخر وتعتمد هي وأسرتها على مردوده المالي. ووصلت ظهر اليوم جرافة معززة بقوات أمنية لهدم المنزل, بوشاية من شخصين أدعيا عدم امتلاكها لقطعة الأرض التي بنت عليها المنزل. طبقاً لما أفادت مالكة المنزل.
ورفض المستأجر في المنزل إخلاءه لغرض هدمه، لكن البلديه قامت ببدء هدم جزء منه على رؤوس ساكنيه ما أدى إلى إصابة 3 من أطفال المستأجر. ولم تستطع توسلات المرأة المسنة إيقاف هدم منزلها. كما لم تستطع صورة الرئيس المطبوعة على خزان المياه بسطح المنزل إيقاف هذه المأساة.
وقال مستأجر المنزل حميد أحمد ل"المصدر أونلاين" إن قوات البلدية طلبت من زوجته وأبنائه الخروج من المنزل قبل الهدم, غير أنهم رفضوا ذلك, الأمر الذي دفع الأمن لهدم جزء منه وإخراج أسرته بعد ذلك من نافذة الحمام, قبل أن يقوموا بهدم المنزل بشكل كامل.
وأكد أن البلدية لم تسمح لعائلته بإخراج الأثاث التي لا زالت حتى مساء اليوم الاثنين تحت حطام المنزل المدمر, مشيراً إلى أن 3 من أبنائه أصيبوا فيما أغمي على ابنه الرابع أثناء الحادث.
من جانبها قالت وهيبة المصباحي – مالكة المنزل – ل"المصدر أونلاين" أن البلدية قامت بهدم المنزل بدون وجه حق. واتهمت شخصين من نفس المنطقة بالوقوف وراء عملية هدم منزلها.
وأوضحت بأنها قامت بشراء الأرضية من وزارة الأوقاف قبل حوالي سنتين, غير أن هذين الشخصين قاما بالاعتداءا المتكرر على منزلها في محاولة للاستيلاء على الأرض بحجة أنها أرض حرة وليست وقف.
وحصل المصدر أونلاين على نسخة من عقد بيع من وزارة الأوقاف ل وهيبة مقبول المصباحي الأرض التي بنت عليها منزلها المتواضع.
وبقدر ما لحق الأذى بمالكة المنزل، فإن الضرر لحق بشكل كبير أيضاً بالمستأجر وعائلته المشردة حالياً في منزل أحد الجيران، بينما تعرض أثاث منزله للتلف جراء هدم المنزل عليه.
وناشدت وهيبة المصباحي أمين العاصمة بالتدخل لوضع حداً للمأساة التي لحقت بها، وتعويضها عن منزلها، بالإضافة إلى تقديم المتسببين في ذلك للعدالة.
وتتحدث وهيبة، وهي إمرأة مسنة، والدموع تنهمر من عينيها "لا أحد معي يا ابني يدافع عني .. ولا احنا مسلحين، وانا وعيالي ما لنا غير ايجار هذا البيت يصرف علينا".
وهيبة المصباحي تنتمي إلى منطقة وصاب، وتعيش أرملة إلى جانب 8 أبناء، أكبرهن فتيات، في منزل آخر بحي الضرائب في العاصمة صنعاء، بينما كانت تعتمد على إيجار المنزل الذي دمرته البلدية في تصريف شؤون حياتها. حسبما قالت.