مساء الأحد قبل الماضي التقى "المصدر أونلاين"محمد الشبواني الشقيق الأكبر لعايض الشبواني عضو تنظيم القاعدة بمأرب الذي أعلنت الأجهزة الأمنية مقتله عدة مرات، كان آخرها في الغارة الجوية التي شنها الطيران على عناصر تابعة للقاعدة في المنطقة الواقعة ما بين الجوف وصعدة، والتي راح ضحيتها حسبما أوردته الأجهزة الأمنية ما لا يقل عن أربعة أشخاص كان من بينهم إلى جوار الشبواني القيادي قاسم الريمي الملقب ب "أبو هريرة الصنعاني". ورغم نفي تنظيم القاعدة لاحقاً مصرع من أوردتهم وسائل الإعلام الرسمية، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تكشف حتى اللحظة عن هوية الأشخاص الذين تم استهدافهم.
في الحقيقة لقد جرت العادة على ذلك، فكل مرة تقوم الأجهزة الأمنية بالإعلان عن قتل من تصفهم بالعناصر الخطرة إلا أننا نكتشف لاحقاً بأنهم لا يزالون على قيد الحياة، في حين يبقى مصير تلك الجثث التي لاقت حتفها طي الكتمان والسرية.
سألته عن إعلان السلطة مقتله أكثر من مرة فأجاب: "في كل مرة تعلن الأجهزة الأمنية مقتل عايض نتفاجأ بأن تلك المعلومات كاذبة، صحيح أنه لم يعد يهمنا حياته من موته، لكن تصرفات هذه الجهات تثير الدهشة".
إذن متى كانت آخر مرة التقيت به؟ "من بعد ما حررنا الوثيقة اختفى وما عاد لقيناه لليوم.. احنا قبل ثمانية أشهر قمنا بالتبرؤ منه، وعملنا ورقة ووقعنا عليها أنا ووالدي وأخي علي، وخلينا كل أبناء قبيلة عبيدة يوقعوا عليها، وذكرنا فيها أن عايض ما هو مننا ودمه مهدور للدولة والقبيلة، ومن آواه وحماه دمه مهدور".
لماذا؟ "يا أخي هو جاب لنا وله المشاكل، وخلى الطيران يقصف حقنا المزارع، بسبب تصرفاته السلبية".
هل حدث بينكما خلاف أو نزاع؟ "نعم لقد ترامينا بالرصاص بسبب هذه الأفكار التي يحملها في عقله".
وما السبب في ذلك؟ "البطالة هي السبب.. والدولة ما توفر الوظائف للشباب، الذين يصبحون ضحية لهذه الأفكار والجماعات المخربة". ولد عايض الشبواني في 1992م، ونشأ في أسرة متدنية الدخل، تعتمد على الزارعة كمورد مالي يوفر لها الشيء اليسير من احتياجاتها المعيشية.
التحق بالمدرسة الواقعة بمنطقته في آل حمد بن شبوان، ودرس فيها حتى الصف السادس الابتدائي. وبسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها أسرته، اضطر للتخلي عن المدرسة والقيام بالعمل في زراعة الأرض رغم ما ابتلي به من عيب خلقي في قدمه.
عرف بتدينه ومحافظته على أداء الصلوات المفروضة جماعة.
قام بالسفر بحثاً عن عمل يعينه على مساعدة أسرته الفقيرة، وتنقل في العديد من المحافظات، وبعد عودته التقى بشخص في مدينة مأرب، وكان ذلك في أحد أيام العام 2008م، ولاحظ أهله وأصدقاؤه حينها بوجود علاقة متينة بينهما. وفي مطلع العام الماضي تفاجأ أهله بإدراج اسمه كمطلوب أمني بتهمة الانضمام لتنظيم القاعدة. ونقلت مصادر إعلامية عن قيام عايض الشبواني باستهداف أحد أبناء الأسرة الحاكمة المتواجد حينها بمأرب.
هكذا تبدو ملامحه: ضعيف البنية، أسمر اللون، في وجهه شعر قليل وفي قدمه عرجه منذ ولادته.