آثار اجراء قناة العربية الحدث مساء الاثنين 6/4 اتصالا هاتفيا ب علي سالم البيض التساؤلات حول المغزى السعودي من هذه الخطوة خاصة أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها البيض لقناة سعودية منذ أكثر من عقدين من الزمن،علاوة على تمسك الرجل بمواقفه الانفصالية،وتقديم نفسه كرئيس شرعي للجنوب،وهى مواقف تتعارض مع الهدف الرئيسي لعاصفة الحزم المتمثل في إعادة هادي الى منصبه كرئيس شرعي لليمن الموحد،فما مغزى الرياض من ذلك !!وهل يعني تخلي السعودية عن هادي وعن خيار اليمن الموحد؟. -لاشك أن استضافة العربية الحدث للبيض تعزز شكوك الكثيرين من ان تقسيم اليمن هو الهدف الغير معلن لعاصفة الحزم ،ويبدو أن هناك توجه من الرياض نحو الاستغناء التدريجي عن خدمات هادي بعد ان توصلت السعودية على ما يبدو الى قناعة بعدم الجدوى من المراهنة عليه كواجهة واداة يمنية في حربها الحالية ضد الحوثيين والرئيس السابق خاصة مع ضعف اداءه السياسي منذ انتقاله اليها وفشله الذريع في إعادة تنظيم القوات الموالية له والميليشيات التابعة له وعدم الاستفادة من الدعم اللوجيستي والغطاء الجوي الذي توفره مقاتلات التحالف وبما يؤدي الى رفع اداءها في المعركة العسكرية الحالية . -ظهر استقدام الرياض لخالد بحاح رئيس الوزراء المستقيل من الولاياتالمتحدة يوم الاحد الماضي وكأن الهدف منه الاستعانة ببحاح للقيام بمهام هادي مع إبقاء الأخير واجهة ديكورية بسبب ارتباط الشرعية التي تتحرك بموجبها في عدوانها على اليمن بشخص هادي ،لكن من غير المستبعد ان تكون تلك الاستعانة السعودية اقرب ما تكون الى المحاولة الأخيرة لاستمرارها في موقفها الراهن المؤيد ليمن موحد والساعي لإعادة هادي الى منصبه ،الا انه في حالة عدم تجاوب بحاح مع مطالبها او عدم جدوى الاستعانة به في تغيير جذري في مسار المعارك في اليمن ،ففي هذه الحالة لن يكون امامها سوى الانتقال لتبني الخيار البديل وبصورة علنية والمتمثل بدعم تقسيم اليمن وإعادة دويلة الجنوب الى الحياة مرة أخرى . - في الغالب تدرك السعودية عدم الجدوى من الرهان على الخيار الثاني (دولة الجنوب) للضآلة فرص نجاحه خاصة مع تمكن القوات المحسوبة على صالح والحوثيين في فرض سيطرتها على معظم المناطق في عدنوالمحافظات المجاورة لها وما يعنيه ذلك من اجهاض تلقائي للخيار الثاني سيما مع فشل الخيار العسكري ضد تلك القوات خلال عاصفة الحزم -لاستعادة الجنوب ،لذا فالخيار الأنسب في الوقت الراهن والذي مايزال يمتلك فرص مواتيه للنجاح يتمثل في دعم خيار إقامة دولة في حضرموت خاصة أنه الخيار المفضل لديها واكثرها انسجاما وخدمة لمصالحها . من هنا يمكن فهم الاحداث الأخيرة في حضرموت والسقوط السريع للمكلا في يد القاعدة ،طبعا وهذا عكس الصورة المغلوطة التي يروج لها الاعلام السعودي عن وقوف صالح وراء ذلك وتبعية عناصر القاعدة له ،فالمؤشرات المختلفة تدل على تبعية تلك العناصر للسعودية ولجماعة الاخوان ومن ذلك : 1-تعتبر حضرموت المنطقة الأقل نفوذا للرئيس السابق على مستوى اليمن ،ويرجع ذلك الى سببين رئيسيين الأول مذهبي جراء تغلغل الوهابية في كثير من مناطقها و النفوذ الكبير لجماعة الاخوان المسلمين فيها،والثاني عسكري كون المنطقة العسكرية الأولى في سيئون بوادي حضرموت موالية للواء علي محسن وكانت قياداتها طوال العقدين الماضيين من المحسوبين عليه ،أما المنطقة الثانية في المكلا بساحل حضرموت فقياداتها من المحسوبين على الرئيس المستقيل هادي والمقرب من الاخوان أصلا ،في حين ان صالح يأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد القيادات العسكرية الموالية له في حضرموت. 2-العناصر الإرهابية التي استخدمها الرئيس السابق او ما درج الحراك على تسميتها بقاعدة صالح تركز نشاطها في السابق على ابين ومأرب ولم يعرف لها نشاط واضح في حضرموت . 3- استهداف القاعدة في هجومها الأخير على المكلا للمعسكرات المحسوبة على الرئيس السابق وتجنبها استهداف المعسكرات الموالية لهادي ( قيادة المنطقة العسكرية الثانية واللواء 27 ميكا واللواء 190 دفاع جوي ) علاوة على المعلومات المتداولة حول قيام قيادة المنطقة العسكرية الثانية (الموالية لهادي )بتسليم المعسكر دون اطلاق اي رصاصة ورفض المنطقة العسكرية الثانية إرسال تعزيزات لفك حصار عناصر القاعدة على القصر الجمهوري ومعسكر شرطة الدوريات والامن القومي . 4- نشر عدد من الناشطين في حضرموت على صفحاتهم في الفيسبوك مسودة الاتفاق بين القاعدة وتحالف قبائل حضرموت -الممول من رجال المال الحضارم المقيمين في السعودية-والذي من شأنه تمكين القاعدة من السيطرة الكاملة على حضرموت ،ورغم مسارعة حلف القبائل لنفي اتفاقه مع القاعدة بعد تسريب مسودة الاتفاق ،لكن ذلك لايغير من حقيقة أن هناك طبخة كبيرة يجري اعدادها في حضرموت وبصورة لاتنسجم مع توجه صالح والحوثي في الحفاظ على الدولة اليمنية الموحدة . -طبعا لايمكن تجاهل الاتهامات التي يوجهها خصوم الرئيس السابق بوقوفه وراء تحريك القاعدة في حضرموت لمنح قواته المدعومة بمسلحي الحوثي مبررا لاجتياح حضرموت بذريعة محاربة الدواعش،لكن ذلك يصطدم بأمرين اولهما عدم حاجة صالح والحوثي لمبرر القاعدة للتوجه نحو حضرموت ،كون سعيهما الحالي للحفاظ على الدولة اليمنية والحيلولة دون تقسيم اليمن يستدعي سيطرة قواتهما على حضرموت سواء بوجود القاعدة أو عدم وجودها -أما الامر الثاني فهو عدم وجود تفسير منطقي لتجنب طائرات عاصفة الحزم استهداف القاعدة وقصف معاقلها بعد سيطرتهم على ثاني اهم مدينة في الجنوب وأكبر محافظاتاليمن من حيث المساحة واغناها من حيث الموارد الطبيعية خاصة اذا افترضنا صحة اتهامهم بتبعية تلك العناصر لخصمهم (صالح والحوثي). -خلاصة الامر يبدو أن النظام السعودي بدأ يتجه نحو الخيار الثالث (الدولة الحضرمية )في تعامله مع اليمن ،وفي الغالب لن يتبنى ذلك علنا الا بعد تلاشي فرص نجاح خياره الاول (اليمن الموحد ورئاسة هادي له) وخياره الثاني (دولة الجنوب )لكنه سيركز جهوده من الان على رفع فرص نجاح الخيار الثالث قدر الإمكان وذلك من خلال أمرين الأول انهاء سيطرة الشمال والجنوب بشكل كامل على حضرموت عبر ضرب القوة العسكرية لصنعاء وجعلها عاجزة عن استعادة حضرموت من يد القاعدة بعد تمكين الأخيرة منها. -والثاني تشكيل تحالف مشابهة لعاصفة الحزم لاستعادة حضرموت من قبضة القاعدة لكن بعد تحقيق هدفين رئيسين هما : الأول: إيجاد قيادة حضرمية موحدة يتجاوز بها صانع القرار السعودي ابرز نقاط الضعف في خياره الأول (ضعف هادي)وفي الخيار الثاني (عدم وجود قيادة موحدة للحراك تمثل كل الجنوب)بحيث تستخدم هذه القيادة كواجهة حضرمية لتحرك السعودية مع حلفائها لاستعادة حضرموت من يد القاعدة ،ويمكن اعتبار تواصل قناة العربية الحدث مع البيض أولى الخطوات نحو تطبيع السعودية علاقاتها مع البيض وبداية لتشكيل كيان حضرمي موحد يظم الى جانبه حلفائها التقليدين كالعطاس والجفري وباعوم . -والثاني استخدام القاعدة ضد الامارات وسلطنة عمان انتقاما منهما،فعاصفة الحزم في معناها العميق لايقتصر على اليمن او على الرئيس السابق والحوثيين بالمعنى الادق للكلمة وانما هو توجه سعودي –قطري وبدعم تركي لمعاقبة والتعامل بحزم مع كل من وقف في وجه الربيع العربي وجماعة الاخوان او من ساعد ايران على التوغل في المنطقة والعقاب هنا سيكون عبر داعش يعقبه موجة أوسع من الربيع العربي . - ما يرجح سعي السعودية وحلفائها القطريين والأتراك والاخوان لتحويل حضرموت الى معقل للقاعدة ومنطلقا لها في المستقبل المنظور للتوسع باتجاه الامارات وسلطنة عمان مستلهمة تجربة داعش في سوريا وتوسعه بعد ذلك الى العراق ،وذلك ببسبب دور الامارات الرئيسي في محاربة جماعة الاخوان وتحولها الى رأس حربة لإجهاض ماسمي بالربيع العربي وتأديب سلطنة عمان باعتبارها اهم الدول التي تساعد ايران في التغلغل في المنطقة وفي تطبيع علاقاتها مع الولاياتالمتحدة والغرب عبر دورها في الاتصالات بين الطرفين واستضافتها لقاءات سرية وعلنية لحل إشكالية الملف النووي وغير ذلك ،بعدها سيأتي دور مصر عبر انصار بيت المقدس في سيناء وداعش في ليبيا وربما يلتقيان في القاهرة من يدري. _____________________ [email protected]