المتوقع أن يصوت مجلس الأمن اليوم على المشروع الخليجي بشأن الأزمة اليمنية، وإذا حدث ذلك فهل سيكون التصويت بداية لنهاية الأزمة أم استمرارا وتعقيدا لها؟. كلا الاحتمالين واردان، والتجارب في مجلس الأمن والأمم المتحدة عموما تؤكد أن نتائج التصويت على القضايا المصيرية قد تكون أحيانا ضد المنطق ومصادمة للعقل والمبادئ والمواثيق التي تدعي المنظمة أنها نشأت من أجلها وتعمل لتحقيقها. في الفترة الأخيرة أصبحت مصائب الشعوب أوراقا للمقايضات والمصالح والمماحكات وتصفية الحسابات بين الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن. لنرجع قليلا إلى تفاصيل الكارثة في سوريا كمثال لنتأكد كيف جعلها القابعون في ذلك المبنى المرتفع في نيويورك تستمر وتتشابك فيها خيوط جديدة وتدخل على خطها عصابات وميليشيات الإرهاب لتعيث فسادا أمام عيون العالم بأجمعه، بينما الشعب السوري يدفع فاتورة باهظة الثمن من قتل وتشريد ودمار لكل شيء، وما زال السيناريو مستمرا لأنه لا حلول متوفرة إلى الآن، وكأنه أريد للقضية أن تستمر على ما هي عليه، وهذا ما يجعلنا نخشى أن تكون النية مبيتة لاستنساخها في اليمن. الأزمة اليمنية التي وصلت درجة الخطورة على اليمن والإقليم كان بالإمكان إنهاؤها أو الحد من خطورتها على الأقل لو أراد مجلس الأمن ذلك. دول الخليج قدمت مبادرة شاملة لحل كل أسباب المشكلة وإعادة الاستقرار إلى اليمن لكن لم يتم التعامل معها بجدية واستمر المبعوث الأممي يصب الوقود على النار ويغض الطرف عن خطورة التدخل الإيراني السافر عن طريق الوكيل الحوثي. وحين بلغ السيل الزبى وتحققت الخطورة المؤكدة على جوار اليمن وبدأت عاصفة الحزم تحركت روسيا حليفة إيران لخلط الأوراق وإتاحة الفرصة للوكيل الإيراني في اليمن لترتيب أوراقه استعدادا لاستمراره في تأزيم الوضع. قدمت مبادرة مشبوهة وهي تعرف جيدا أن المبادرة الخليجية أشمل وأعم منها وأكثر واقعية مع كل جوانب المشكلة. اليوم كل التوقعات الجيدة والسيئة واردة. الاعتراض الروسي بمفرده أو ربما مع دولة أخرى قد يحدث لنعود إلى الجدل وإعادة النقاش من جديد بينما الأزمة مستمرة، وقد يكون مجلس الأمن عاقلا لمرة واحدة ويتصرف كما يجب إذا كان يريد للأزمة أن تنتهي، وهذا لن يتحقق إلا بتبني المبادرة الخليجية وتنفيذها. نقلا عن "عكاظ" السعودية