اقتراح مسؤول إيراني الربط بين مفاوضات بلاده حول النووي والوضعين في كل من سوريا والبحرين، بدا على قدر كبير من التعسف والاعتباطية، وكانت ملامح المناورة السياسية واضحة فيه. وفي بدا أنه بلا فائدة عملية، حيث يستحيل قبوله، فإنه لم يزد دول الخليج العربية الجاورة سوى غضب وتوجس من سياسات طهران. المنامة- ردّت دول الخليج العربية بحزم على اقتراح إيران الربط في مفاوضاتها المرتقبة مع مجموعة 5+1 بين ملفها النووي والوضع في كل من سوريا والبحرين، معتبرة ذلك على لسان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي محاولة لخلط الأوراق، فيما اعتبرته المنامة تدخلا جديدا سافرا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد اللطيف بن راشد الزياني رفض دول المجلس لاقتراح إيران بإدراج الأوضاع في كل من سوريا ومملكة البحرين على جدول أعمال الاجتماع المقرر عقده نهاية الشهر الحالي بين إيران ومجموعة 5+1 بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال الأمين العام لمجلس التعاون إن دول المجلس ترفض رفضا باتا هذه المحاولات الإيرانية التي تؤكد تدخل إيران الواضح في الشؤون الداخلية للدول العربية ومساعيها المستمرة لزعزعة أمن بعضها واستقرارها. ووصف الزياني هذه المحاولات بأنها تمثل تلاعبا بملف المفاوضات الإيرانية مع مجموعة 5+1 عن طريق خلط الأوراق السياسية وهروبا من مقتضيات ومتطلبات هذه المفاوضات واستمرارا لمماطلة إيران وعدم جديتها في الوصول إلى حل نهائي يزيل القلق الإقليمي والدولي من برنامجها النووي داعيا دول مجموعة 5+1 إلى رفض هذه المحاولات الإيرانية المستفزة. ومن جهته هاجم وكيل وزارة الخارجية البحرينية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون السفير حمد العامر "سعي إيران لزج ملف البحرين في مفاوضات ملفها النووي". وقال في تصريح صحفي "إن البحرين لن تصمت إزاء هذه المحاولة البائسة". وأضاف العامر في تصريح صحفي: "ندرس هذه المحاولات الإيرانية وسنبلور التحرك المناسب، وردنا سيكون مسؤولا، ولا نريد أن يكون ردنا على ذلك سريعا وغير مدروس". ويأتي كلام المسؤوليْن، الخليجي البحريني، ردا على اقتراح نائب وزير الخارجية الإيراني لشؤون آسيا والمحيط الهادئ سيد عباس عراقجي "أن يتم إدراج مناقشة الوضع في سورية والبحرين ضمن المفاوضات بين طهران والقوى الدولية في كازاخستان المقررة نهاية فبراير الجاري". وقد اعتبر هذا التصريح مناورة سياسية إيرانية للتملص من المفاوضات المرتقبة والتي تمثل مصدر إحراج لطهران. ووصف العامر هذه المحاولة الإيرانية ب "التصرف غير اللائق"، منتقدا تكرار المحاولات الإيرانية التدخل في شؤون البحرين وسيادتها، واعتبر مثل هذه الخطوات "أحد عوامل التصعيد". وأشار إلى أن "هذه المحاولة الإيرانية لا تتسق مع طبيعة العلاقات الطيبة التي من المفترض أن تربط البحرين بالجمهورية الإيرانية". وأوضح العامر أن "هذه المحاولة الإيرانية لإقحام اسم البحرين ليست بالجديدة، فقد سبق لإيران أن أقحمت اسم البحرين في اجتماعات تمت سابقا في موسكو وبغداد، وحينها أوضحنا وجهة نظرنا للدول الأخرى التي تفهمت وضع البحرين ورفضت التدخل الإيراني في شؤون البحرين". وبتجاوز هذه القضية، فإن إيران متهمة على نطاق واسع في الخليج بالتدخل في الشأن الداخلي لمملكة البحرين. ويقول مراقبون إن لطهران يدا في الاضطرابات الجارية بالبلاد عبر موالين لها في المعارضة للشيعية لنظام الدوحة. كما أن لإيران تحرشات كثيرة بالبحرين أشهرها ادعاء أحد المسؤولين الإيرانيين منذ سنوات أن البحرين "تابعة لإيران تاريخيا".