كان يا ماكان ، في قديم الزمان ، يأتي شهر رمضان ، على شعب الحكمة والايمان ، وهم في أمن وأمان ، وجميعهم للخير اعوان ، وبدين الله اخوان ، فيتسابقون للبر والاحسان ، ويجعلون الشهر المبارك اجمل الالوان ، وللهنأ والسعادة عنوان ..... واما الآن ، فقد أتى شهر رمضان ، والشعب طفشان ، والمواطن جوعان ، يسود فيه الحرمان ، ويعيش الكل حيران ، فترى الشعب فيه سكران ، وماهو بسكران ، ولكن هكذا في عهد الحوثي يصبح رمضان . انها مأساة شعب يعيش المعاناة بأقسى مافيها ، حرمه الانقلاب الحوثي طيب العيش ، وبسمة الحياة ، وافقده طابع شهر رمضان المبارك الذي كان يتمتع به في قضاء الشهر الفضيل في السابق ، مما جعل رمضان يأتي على الشعب اليمني كمثابة صاعقة ، تثقل كاهله ، وتضاعف همومه ، فالاسعار مرتفعة ، والامن مفقود ، والحرب لازالت مستمرة ولم يلمع بارق امل يوحي بانتهاءها عبر اتفاق بين الاطراف التي تتفاوض في الكويت . أتى شهر رمضان وهناك من يبكي على قريب له قتله الحوثي او قتل وهو يقاتل مع الحوثي فالحوثي هو السبب في كلتا الحالتين ، وهناك من يعيش بلا سكن فمنزله فجره "الحوثي" ، وهناك عاطل بلا عمل فقد عمله نتيجة انقلاب "الحوثي" ، وهناك مطارد ملاحق مشرد هرب ليحافظ على حياته لأنه ملاحق من قبل الحوثي ، وهناك مختطف مسجون في سجون وزنازين الحوثي يقضي رمضان تحت التعذيب والتنكيل والضرب يقاسي اصناف العذاب في سجون تكاد تكون اسوء من سجون جونتناموا . حتى التجار الذين يتصدقون في شهر رمضان ، قد اصبحوا شبه مفلسين ولا يوجد لديهم مايتصدقون به ، فالجماعة الحوثية قد صادرت اموالهم بدعوى المجهود الحربي ، مماجعل الشعب اليمني كله يحتاج إلى من يتصدق عليه ويغيثه وينقذه من حال يعاني منها الجميع في داخله ماعدا اولئك الجماعة التي انقلبت على وطن ونهبت كل خيراته ونكلت بشعبه ومارست ابشع الجرائم الفاشية التي لم يشهدها التأريخ من قبل . المنظمات الخارجية وعلى رأسها المفوضية السامية للامم المتحدة ومايعمل على شاكلتها من جمعيات ومؤسسات خيرية انسانية ، لم تقدم للشعب اليمني اي تخفيف حقيقي من المعاناة التي يعيشها ، فالسلة الغذائية التي تقدم للأسرة اليمنية التي يتكون عدد اعضاءها مايقارب العشرة الافراد لا تسمن ولا تغني من جوع ، فما الذي ستعمله تلك الاغاثة البسيطة لشعب يعاني اغلبه من الفقر وانعدام مقومات الحياة بسبب الحرب التي تدور فوق ترابه ، وكلما يحدث من اعمال انسانية هي مجرد فقاعات لها صدى اعلامي وليس لها تأثير واقعي ، وكلما يريده الشعب اليمني هو حلول جذرية لما يعانيه وليس اغاثة او صدقة من احد .