اليوم بمناسبة عيد الأضحى المبارك حملتني الذكريات إلى أجواء العيد أثناء طفولتي بالقرية حيث كنا ما أن ينهي خطيب العيد خطبته حتى نهرع إلى منزل جدي أحمد لتناول وجبة الإفطار وهي وجبة دسمة يمثل السمن البلدي والحليب حجر الزاوية في كل أصنافها ... فمع العصيد واللبن والسمن وبين الشجور والنشوف مرورا بالفتة تخوض المعدة معركة أسطورية لا هوادة فيها ولا رحمة ... يقرع جرس الإنذار منبها المعدة بالتوقف ويحذرها من العواقب الوخيمة لكن المعدة تردد " بالعشر ما نبالي" وهكذا تستمر بالتهام اللقمة بعد الأخرى .. تتجاهل المعدة صوت العقل فينتهي الأمر بعسر في الهضم وآلام حادة كسكاكين تقطع الأمعاء . كان أهل القرية يجتمعون في ثلاث بيوت لتناول الإفطار وكنت مع الفريق الذي اعتاد الذهاب إلى بيت الجد أحمد حيدرة ... كانت عادتنا أن نأخذ الصور التذكارية بعد الفطور مباشرة ... تظهر على اليسار صورة تم أخذها في عيد الأضحى من العام 1413 هجري .. ستلمحون فتى غرا يافعا يظهر عليه أثر تدليل أمه له .. كانت أمه تخاف عليه كثيرا فمن يوم أنجبته والمرض يحيط به من كل جانب .. ما أن يشفى من مرض حتى يهجم عليه آخر .