رفع المجلس الانتقالي الجنوبي والأحزمة الأمنية والنخبة الشبوانية شعار: تطهير الجنوب من الشماليين والإخوان المسلمين، لتبرير انقلابهم على السلطة الشرعية، وهي كذبة كبيرة لا يصدقها أحد، بما في ذلك هم أنفسهم وداعمهم القوي حاكم أبو ظبي، فهم يعلمون وحاكم أبو ظبي يعلم، أن انقلابهم وحروبهم كانت ضد الحكومة الشرعية بهدف فرض انفصال الجنوب عن دولة الوحدة اليمنية بالقوة، وأن مسؤولي الدولة المدنيين والعسكريين والأمنيين في الجنوب هم جنوبيين مثلهم، وأن الإخوان المسلمين (سواء كانوا شماليين أو جنوبيين) هم مجرد مكون واحد من المكونات السياسية التي تدعم الحكومة الشرعية، وأن تواجدهم في جبهات المحافظات الجنوبية يكاد لا يذكر، وحتى لو افترضنا جدلاً أن كل مسؤولي الدولة في الجنوب كانوا من الإخوان المسلمين، فلا يحق للمجلس الانتقالي فرض رؤيته وتوجهه عليهم بقوة السلاح، ولا أن يرفع شعار تطهير الجنوب من الإخوان المسلمين، فهذا الشعار يشير بوضوح إلى أنهم يمارسون تطهيراً سياسياً (كالتطهير العرقي والعنصري) ضد مكون سياسي شرعي ودستوري. وعموماً فإن الجنوبيين يدركون أن رفع هذا الشعار يشير بوضوح إلى ارتهان الانتقاليين للحاكم الإماراتي المعادي للإخوان المسلمين، وأنهم مجرد وكلاء لتنفيذ مشروعه التقسيمي في اليمن، ولا يحملون قضية وطنية يمنية أو جنوبية. يعلم الانتقاليون أكثر من غيرهم أن كثيراً ممن يجابهونهم عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، يختلفون مع توجهات التجمع اليمني للإصلاح (أو الإخوان المسلميين كما يحلو لهم)، لاسيما فيما يتعلق بانحياز الإصلاح لمصالح النخب القبلية والعسكرية الفاسدة على حساب مصالح الجماهير، ومشاركتهم في إجهاض ثورة 11 فبراير مساعدة هذه النخب الفاسدة على سرقة الثورة، وسعي الإصلاح إلى توظيف مشاركته في الثورة والمقاومة كآلية وأداة لاغتنام الدولة. إلا أن القوى السياسية والاجتماعية المخالفة لتوجهات الإصلاح ترى أن مجابهة مشروع الإصلاح النخبوي الإقصائي والاستحواذي، ينبغي أن تتم عبر مشروع سياسي جماهيري مضاد، وليس عبر انقلاب عسكري على السلطة الشرعية، أو عبر تفكيك الدولة.