تزامن نعى تنظيم القاعدة في اليمن، لمقتل أحد أبرز قيادات التنظيم الدولي، في أول ظهور للفرع المحلي منذ ستة أسابيع، مع تحذير أمريكي من استغلال القاعدة للفراغ السياسي والأمني في اليمن نتيجة لانشغال الحكومة اليمنية المعترف بها، في مواجهة مليشيا الحوثي، والمجلس الانتقالي الجنوبي. وقال تقرير صادر عن الخارجية الأمريكية، أطلع عليه " المشهد اليمني "، أن التراجع في مكافحة الإرهاب باليمن، له علاقة باستخدام أبو ظبي للحزام الأمني في مواجهة الحكومة الشرعية، إضافة الى حالة عدم الاستقرار والعنف، وسع نفوذ الجماعات الإرهابية في اليمن وساهم في توفير المساعدات الفتاكة للمليشيا الحوثية. وأشار التقرير إلى أن "معظم المكاسب التي تحققت في مكافحة الإرهاب في عام 2018، تراجعت في عام 2019". وأشار التقرير إلى تنفيذ القاعدة وداعش "هجمات إرهابية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك؛ الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة". و أوضح التقرير أن قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات "والتي لعبت دوراً هاماً في جهود مكافحة الإرهاب" استخدمت من قبل الإمارات و"المجلس الانتقالي لممارسة السيطرة على أجزاء كبيرة من عدن في أغسطس". ورغم ذلك التراجع، أشارت الخارجية الأمريكية إلى استمرار "الضغوط القبلية والحكومية في الجمهورية اليمنية (عام 2019) في تعقيد حرية حركة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية". وشدد التقرير على أن الحكومة اليمنية "ظلت شريكا دوليا يمكن الاعتماد عليه" في مكافحة الإرهاب، في نفس الوقت الذي تعمل فيه قوات الحكومة "على إعادة بسط سيادة القانون داخل الأراضي التي تملكها" على الرغم من استغلال تنظيم القاعدة، وحزب الله، والحرس الثوري الإيراني، للفراغ السياسي والأمني السائد في اليمن. وبحسب التقرير الأمريكي، فمنذ "عام 2010، تشكل اليمن خطراً على النظام المالي الدولي بسبب أوجه القصور في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. يأتي ذلك، تزامنا مع نشر تنظيم القاعدة بيان نعي مكون من ثلاث صفحات؛ نعى من خلاله أبو مصعب عبدالودود زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، متوعداً بالانتقام لمقتله. وقتل عبد المالك درودكال الملقب ب "أبو مصعب عبد الودود" زعيم القاعدة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي، مطلع يونيو الجاري، في عملية للقوات الخاصة الفرنسية شمال غرب مدينة تساليت المالية على الحدود مع الجزائر. وتوقف الظهور الإعلامي للقاعدة في اليمن منذ مقتل القيادي عبدالله المالكي في 13 مايو الماضي، و الذي يعتقد أنه المسؤول الإعلامي للتنظيم حيث توقف توزيع محاضرات التنظيم في رمضان. وكانت مديرة موقع سيت الأمريكي ريتا كاتس، نقلت في وقت سابق من مايو، تأكيد مدير وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية أن ضربة جوية أمريكية في مأرب استهدفت أحد أفراد عناصر القاعدة في جزيرة العرب يدعى عبد الله المالكي، الذي عمل كنقطة اتصال مع السعودي لشمراني قبل هجوم فلوريدا وأضافت الخبيرة في الجماعات الإرهابية ريتا كاتس، في تغريدة أخرى: كان مقتل قاسم الريمي ضربة قوية للقاعدة، لكن المالكي ليس أقل أهمية.