جماعة الحوثي تحمل فكراً اقصائياً قائماً على فكرة سلالية اصطفائية لايمكن أن تتعايش مع أي مكون سياسي، ولو تمكنت لأطبقت على آخر نفس للتعددية والمشاركة في السلطة تحت حجة العمالة لأمريكا وغيرها من الحجج الواهية .. وغير بعيد عنهم المجلس الإنتقالي في سلوك نفس المسلك الإقصائي الوصائي في الجنوب، والذي يحمل نزعة مناطقية ولايمكن أن يقبل من يخالف توجهه الضيق، وبالتأكيد التهم بالارتزاق والعمالة للشمال والوصف بالإرهاب جاهزة لأي مخالف .. حاملوا المشروع اليمني الوطني يختلفون عن هؤلاء في كونهم يرون التعددية والشراكة هي أساس قيام جمهورية مستقرة وعلى هذا اتفقوا ووصلوا للنظام الاتحادي التعددي في الحوار الوطني .. عندما يمارس حاملوا المشروع الوطني سلوك الإقصاء تجاه شركاء النضال لأنهم من عرقية معينة و يبثوا خطاب الكراهية والتمييز فهم قد شابهوا الحوثي .. وكذلك عندما يحمّل وزر تمرد الانتقالي لمنطقة بأكملها ويبسط بهذا الشكل فإننا نسلك نفس مسلك المناطقيين .. الجمهوريون هم أكثر الناس تعايشاً وأوسعهم نظرةً، يحملون في دواخلهم تلك النظرة الوطنية التي تتسع لليمن كل اليمن وتستوعب اختلافاته وظروفه بشتى صنوفها فكرية أو سياسية أو ثقافية ..