كتب / عبدالجبار الشغدري الريال اليمني ينهار ويدخل غرفة العناية المركزة ويعيش وضع بين الحياة والموت ، لأن الحكام يعيشوا ايضاً بين حياة الضياع المنفلت وموت ضمير الواجب . انهيار الريال يعني انهيار نظام حكام الغفلة باسمائهم وألقابهم وصفاتهم وطنياً وسياسياً وسيادياً واخلاقياً ، حتى وأن بالغوا بمنح أنفسهم وأقربائهم الأمتيازات والمناصب والرتب العالية والألقاب والأوسمة المزيفة ووضعوها على جنوبهم وصدورهم فان الأمر بالنسبة للشعب اليمني المقهور لن يتغير مبدأ قناعته بهم قيد أنملة بأنهم ناهبين وفاسدين وعملاء للخارج أضروا بمصالح الشعب العليا وأمانة المسؤولية الوطنية . مافيا الحكم الفاسدة صارت تتعالى بما نهبته عنوة من ثروات الشعب وتعيش القصور والفلل وتملك الأرصدة والشركات والمؤسسات وتحتكر استيراد معظم السلع وتبيعها بأسعار احتكارية مضاعفة وكأنها لا تحس أن الحرب قد ألحق الضرر بكل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعمق مظاهر الفقر والجوع والبطالة والتضخم وارتفاع الأسعار ، وتؤكد المؤشرات الدولية أن نسبة 60% من سكان اليمن يعيشوا تحت خط الفقر وأن 80%من السكان غير قادرين دفع قيمة الدواء وغيرها من المؤشرات المتدنية . المُفجع وكأن الحكام أيضاً لا يشعروا بالإنتماء انسانياً ووطنياً للجينات الوراثية والتاريخية للشعب اليمني الصابر على جور ظلمهم واستبدادهم ولم يحسوا إخلاقياً أن كل شيء بهذا الوطن ينهار بسبب سوء إدارتهم ونهبهم وعمالتهم . بسقوط العملة الوطنية في أي بلد من بلدان العالم تسقط الحكومات وتهتز العروش ويفتقد نظام الحكام لشرعيته الدستورية والوطنية لأنه فشل في إدارة وتأمين البلد سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وفي بلدنا اثبت فشل الحكام بإدارة السياسة النقدية والمالية التي تشكل جوهر وعصب سياسات الدولة مما سبب انهيار للاقتصاد بشكل كلي ولم يعد بمقدورهم دفع رواتب الموظفين ولا استيراد سلع الغذاء ولا الدواء ولا المشتقات النفطية بدون مساعدات أو قروض أو وديعة سعودية بالعملات الأجنبية لدى البنك المركزي اليمني . الواجب اتخاذ سياسات حرب تقشفية شفافة تبدأ بإصلاح مؤسسات الحكم وعودتها جميعاً إلى الوطن وتشكيل حكومة كفاءات متخصصة بداخل الوطن ووقف كل التعيينات في الخارج ومنع تسليم الراتب لأي موظف خارج الوطن بالعملة الاجنبية ، ماعدا العاملون بالسفارات والمنظمات الاقليمية والدولية وتأمين تصدير النفط والغاز بشفافية تسهل الرقابة والمحاسبة ومحاسبة الفاسدين وتجار الحروب وتحديد استيراد سلع الغذاء والدواء والمشتقات النفطية ومنع استيراد السلع الكمالية الغير ضرورية مؤقتاً والنضال من أجل السلام العادل. سقوط قيمة الريال أمام سلة العملات الأجنبية في المعنى العام يعني سقوط الجميع شرعية وحوثيين .