تتشابه جماعات العنف المسلح من حيث طريقة الوصول للسلطة وإدارة الحكم، وفرض واقع أحادي في المجتمع، ومصادرة الحريات، وعزل المجتمعات الواقعة تحت سيطرتها عن العالم، لكن مقاربة حالة طالبان بالحوثي من حيث الظروف غير مناسبة لأسباب عدة: هذه المقاربة تمنح المليشيا الحوثية مجاناً شرفاً لا تستحقه بأنها حركة تحرر وطني، كما تحاول المليشيا الحوثية تقديم نفسها أو من خلال حلفائها، كان آخرها وصف عبدالله سلام الحكيمي لهم قبل أيام بذلك، وهم في الحقيقة امتداد لحكم الإمامة في اليمن بنكهة خمينية. بينما طالبان ينظر إليها داخليا بوصفها امتدادا لحركة كفاح مسلح ضد ثلاث قوى استعمارية على التوالي؛ الانجليز، السوفيت، الولاياتالمتحدةالأمريكية. مقاربة الحالة الحوثية بطالبان أفغانستان تعطي انطباعا بأن الحوثي يحظى بحاضنة اجتماعية على امتداد الجغرافيا اليمنية، وهذا الأمر لا ينطبق على الحوثي باستثناء الحاضنة الزيدية في شمال الشمال. الحوثية حركة عنصرية قائمة على مفاهيم التميز العرقي، وهذا لا يتوفر عند طالبان، وهو البعد الذي يجعل الحوثية أقرب إلى داعش منه إلى طالبان. سقوط المدن اليمنية بيد مليشيا الحوثية ليس لوجود حاضنة شعبية لها، وإنما لأن الرئيس السابق علي صالح وقوى محلية وإقليمية أرادت ذلك وهيأت له في سياق الثورة المضادة، وهذا لا ينطبق على الحالة الأفغانية في ظل عودة طالبان. الأهم من ذلك كله، إلى أي مدى استفادت طالبان من أخطائها بعد عقدين من إسقاط حكمها وما مدى استعدادها لاحترام الكرامة الإنسانية والحريات الشخصية والمدنية والسياسية.