رجح العضو السابق في فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بشأن اليمن، جريجوري دي جونسن، بأن تحقيق الحوثيين لنجاح وحيد سينهي آمال اليمن الموحد ويضع الولاياتالمتحدةالأمريكية، في موقف صعب وخارج الخيارات. وقال في تحليل نشره معهد دراسات دول الخليج بواشنطن، بعنوان " صندوق أدوات الولاياتالمتحدة الفارغ في اليمن"، وترجمه "المشهد اليمني"، إنه في حال "نجح الحوثيون في الاستيلاء على عاصمة مأرب، وهو ما يبدو مرجحًا بشكل متزايد، فسيمنحهم ذلك السيطرة على حقول الغاز، وينهي أي آمال عالقة في إعادة تشكيل اليمن كدولة واحدة". وأكد على أن "الديناميكيات في مأرب و ضعت الولاياتالمتحدة في موقف صعب. اذ ليس للولايات المتحدة أي نفوذ على الحوثيين، ولم تنجح العقوبات، كما أن التصريحات شديدة اللهجة الصادرة عن الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة لا تلقى آذانًا صاغية، والمشاركة العسكرية الأمريكية المباشرة أمر غير ناجح". وأشار الى انه "عندما يتعلق الأمر باليمن، فإن الولاياتالمتحدة خارج الخيارات. وأحد شيئين على وشك الحدوث؛ إما أن الولاياتالمتحدة ستحتاج إلى مساعدة خارجية من إيران لإقناع الحوثيين بوقف هجومهم قبل سقوط مأرب (لكن لماذا ستضغط إيران على حلفائها للتوقف، ولماذا سيستمع الحوثيون إذا لم يتضح الأمر)، أو أن الحوثيين سيأخذون مأرب، والضغط جنوباً على شبوة، وسينهار هدف المجتمع الدولي المتمثل في إحياء دولة يمنية موحدة". ولفت إلى أن "الحوثيون لا يرون أي سبب للتسوية أو التفاوض. إنهم يعتقدون عن حق، أنهم ينتصرون في ساحة المعركة وأنهم إذا استمروا في الضغط في مأرب فيمكنهم في النهاية الاستيلاء على حقول النفط والغاز وتأمين دولة مستقلة يقودها الحوثيون". ونوه بأنه "إذا نجح الحوثيون في الاستيلاء على مأرب فمن المحتمل أن يتجهوا جنوباً إلى شبوة في محاولة للسيطرة على حقول النفط هناك وتوسيع قاعدتهم الاقتصادية، ونظرًا لأن مأرب هي أقصى غرب هذه المحافظات، والأقرب من المناطق التي يسيطرون عليها، فقد كانت الجماعة ذات عقلية واحدة في تركيزها على مأرب ". وأوضح بأن "إدارة بايدن بعد سنوات من انتقادات الديمقراطيين للتحالف الذي تقوده السعودية ليست مستعدة للتراجع عن قرارها بشأن توفير أسلحة هجومية للسعوديين ، وستكتشف الإدارة الجديدة منذ توليها المنصب مخاطر ممارسة الضغط عندما يكون لديها نفوذ على جانب واحد فقط". وتتركز الموارد الاقتصادية للبلاد ولا سيما حقول النفط والغاز، في مأربوشبوة وحضرموت، ولكي يعيش الحوثيون كدولة يحتاجون للسيطرة على واحدة على الأقل من هذه المحافظات؛ بحسب التحليل.