دعا الرئيس المصري محمد مرسي اليوم في خطاب ادلى به بعد العاشرة مساء امس بتوقيت القاهرة، على ابقاء "الاعلان الدستوري" الا انه عرض تعديله بإلغاء المادة السادسة التي تخوله اتخاذ 'اجراءات استثنائية في حال تعرض حياة الامة للخطر'". كما دعا الرئيس المصري محمد مرسي الأحزاب السياسية وشخصيات أخرى لاجتماع غدا السبت لحوار وطني لوضع خريطة طريق سياسية لما بعد الاستفتاء على دستور جديد. وإضافة الى وضع خريطة طريق قال مرسي إن الاجتماع سيبحث استكمال مجلس الشورى بعد حل مجلس الشعب في يونيو حزيران وقانون الانتخابات وقضايا أخرى. وقال مرسي ان خطط تنظيم الاستفتاء المقرر في 15 ديسمبر كانون الأول كما هي. وقال انه كانت مجرد تأكيد لسلطات موجودة بالفعل، وانه ليس مصرا على بقائها اذا كان هذا ما سيسفر عنه الحوار مع القوى الوطنية. كما اكد مرسي انه سيقصر استخدام المادة الخاصة بتحصين القرارات على تلك المتعلقة بقضايا السيادة فقط. وشنّ مرسي هجوما شديدا على بعض القوى السياسية التي اتهمها بتمويل بعض المتظاهرين وتزويدهم بالسلاح، وقال ان النيابة تحقق مع ثمانين متهما وانهم اعترفوا بتلقي اموال وجار البحث عن اربعين متهما اخرين. واشار الى وجود مصادر للتمويل في الداخل والخارج. واتهم متظاهرين معارضين له بالاعتداء يوم الثلاثاء الماضي على سيارات للرئاسة واصابة احد سائقيها اصابة بالغة، الا انه اتهم 'مندسين' بالهجوم على المتظاهرين السلميين الاربعاء، ولم يشر الى فض الاعتصام بالقوة الذي قام به محسوبون على جماعة 'الاخوان'. ودعا مرسي ممثلي القوى المدنية والكنيسة الى حوار وطني غدا السبت في مقر الرئاسة' للنقاش بشأن مشروع الدستور، للتوصل الى اتفاق جامع للكلمة بشأن قضايا خلاقية تشمل استكمال مجلس الشورى، وقانون الانتخابات، وخريطة الطريق بعد الاستفتاء'. وتوقع مراقبون ان ترفض القوى المدنية دعوة مرسي للحوار بسبب تمسكه بالاعلان الدستوري والاستفتاء. واعتبروا ان خطابه قد يزيد من الغضب الشعبي بسبب هجومه على المتظاهرين المعارضين له، وتجاهله لاعمال العنف التي قام بها انصاره في 'موقعة الاتحادية' التي تنذر باتساع الاقتتال في انحاء البلاد. وقالت جماعة 'الاخوان' انها فقدت خمسة من شبابها في المواجهات، واتهمت بلطجية بقتلهم، واكدت نقابة الصحافيين ان مصورا توفي اكلينيكيا بعد اصابته بطلق ناري اثناء تغطيته للمواجهات، واتهمت قيادات في 'الاخوان' بالتحريض على قتله. وسادت حالة من الغضب في الجانبين بعد الليلة الدامية، وقررت القوى المدنية تنظيم 'مليونية الكارت الاحمر' اليوم الجمعة للمطالبة برحيل مرسي، بعد ان فقد شرعيته بسقوط عدد كبير من الضحايا من ابناء الشعب. واقتحم مئات من المتظاهرين، مساء الخميس، حاجزاً من الأسلاك الشائكة بالقرب من مقر رئاسة الجمهورية المصرية شمالي القاهرة. وسقط حاجز من الأسلاك الشائكة بشارع الميرغني القريب من قصر الاتحادية (مقر رئاسة الجمهورية المصرية) بضاحية مصر الجديدة شمالي القاهرة، بفعل تزاحم وتدافع مئات المتظاهرين المعارضين للرئيس المصري محمد مرسي أمام الحاجز. وردَّد المتظاهرون هتافات 'اصحى يا مرسي صحي النوم.. بكرة حيكون آخر يوم'، و'الشعب يريد إسقاط النظام'. وفي غضون ذلك، يحتشد آلاف المتظاهرين بميدان التحرير في وسط القاهرة في اعتصام متواصل دخل يومه الخامس عشر على التوالي احتجاجاً على إعلان دستوري أصدره الرئيس مرسي يعتبره معارضوه 'ترسيخاً لحكم الفرد وتأسيساً لديكتاتورية جديدة في البلاد'. وكانت مسيرتان وصلتا، بوقت سابق من مساء اليوم، إلى محيط مقر الرئاسة، للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة قتلة المتظاهرين أمس أمام مبنى الرئاسة. وأحرق متظاهرون غاضبون، مساء الخميس، واجهة مقر لحزب 'الحرية والعدالة' لجماعة الإخوان المسلمين بضاحية المعادي في القاهرة، فيما يحتشد آخرون أمام مقر آخر للحزب بالمنطقة وفي منطقة 'الخانكة' شمال القاهرة. وقالت مصادر إن أعدادا كبيرة من المتظاهرين الغاضبين أضرموا النار في واجهة مقر حزب 'الحرية والعدالة' الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بمنطقة 'زهراء المعادي'، فيما يحتشد متظاهرون آخرون بشارع 'العرايس' في المعادي في محاولة لاقتحام مقر آخر للحزب هناك، ومجموعة ثالثة تحتشد أمام مقر ثالث للحزب بمنطقة 'الخانكة' المجاورة لضاحية شبرا الخيمة شمالي القاهرة.