تستعد وزارة العمل في السعودية للبدء في تطبيق نظام "حماية الأجور" لحفظ حقوق العمالة الوافدة، حيث سيطبق على الشركات التي يزيد عدد موظفيها على 3000 عامل. وتوقع تقرير لصحيفة الشرق الأوسط أن تواجه البنوك السعودية ضغطا شديدا من قبل العمالة خلال فتح حسابات لديها، خاصة إذا ما تأكد وجود نحو 4 ملايين عامل وافد بلا حسابات بنكية من ذي قبل، وكانوا يتسلمون أجورهم ورواتبهم باليد. وتبرز شركات المقاولات والإنشاءات في قائمة أكثر الشركات التي سيطبق عليها نظام حماية الأجور في خطوته الأولى. وأشار التقرير إلى أن أكثر من 40% من العمالة "الوافدة" التي تعمل في هذه الشركات ليس لديها حسابات بنكية جارية، وهو الأمر الذي يخالف نظام وزارة العمل الجديد لحماية الأجور. وينص نظام حماية الأجور الذي اقتربت وزارة العمل السعودية من تدشينه على رصد عمليات صرف الأجور لجميع العاملين والعاملات، السعوديين والوافدين في منشآت القطاع الخاص، من خلال إنشاء قواعد بيانات محدثة تحتوي على عمليات صرف الأجور، وتحديد مدى التزام تلك المنشآت بصرف مستحقات العاملين لديها في الوقت والقيمة المتفق عليهما بين طرفي العلاقة التعاقدية وفقا لنظام العمل. وفي هذا السياق، أكدت مصادر مطلعة في مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما البنك المركزي"، أن المؤسسة ستعمل على إلزام البنوك بتطبيق نظام حماية الأجور، الذي أعلنت وزارة العمل عن تدشينه من خلال تسهيل فتح الحسابات الجارية للعمالة الوافدة، وسط معلومات جديدة تؤكد أن "ساما" ووزارة العمل يعملان على إعداد لائحة عقوبات متفق عليها بحق البنوك التي ستتجاهل تسهيل إجراءات فتح الحسابات أمام العمالة الوافدة. وتأتي هذه التطورات، في الوقت الذي كانت البنوك السعودية قد بدأت فيه مرحلة استعداد مبكرة لعمليات الطلب المتوقعة على فتح الحسابات البنكية للعمالة الوافدة قبل نحو 3 أشهر. وبينت مصادر مصرفية في هذا الشأن أن نحو 4 ملايين عامل وافد في السعودية لا يمتلك حسابا بنكيا خاصا به. وفي السياق ذاته، أكد فهد المشاري الخبير الاقتصادي والمالي أن الأنظمة الحديثة للبنوك السعودية قد تسهل من عمليات فتح الحسابات البنكية الجارية للعمالة الوافدة، إلا أنه أبدى قلقا من إمكانية حدوث ضغط كبير على إتمام هذه الخطوة في ظل تزايد أعداد العمالة الوافدة التي لا تمتلك حتى الآن حسابات بنكية خاصة بها. ولفت المشاري إلى إيجابية قيام وزارة العمل بتقسيم خطوات تطبيق نظام "حماية الأجور"، إلى عدة مراحل، وقال "لو كان التطبيق في خطوة واحدة لرأينا زحاما شديدا على فتح الحسابات الجارية من قبل العمالة الوافدة، وقد يتكرر مشهد ازدحام السعوديين الباحثين عن عمل على فتح الحسابات البنكية إبان تدشين برنامج حافز".