شن خطباء المساجد في العاصمة صنعاء اليوم الجمعة حملة ضد وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية, معتبرين أن تلك الوثيقة التي تنسب لمبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر, بداية لتقسيم اليمن . ودعا الشيخ هزاع المسوري الى التبرؤ من الوثيقة ومن الموقعين عليها. معتبراً أن وثيقة بن عمر تأتي في اطار تقسيم اليمن وتأسس لمشاريع تهدف الى تمزيقه ووضعه تحت الوصاية الدولية . وقالت مصادر مطلعة ل"المشهد اليمني" ان رئاسة الجمهورية حثت الخطباء على القيام بدور داعم للوثيقة.. الا ان ما جاء في معظم خطب جمعة اليوم يناقض ذلك بحسب تأكيدات مصادر متطابقة, فيما أظهر الاعلام الرسمي خلاف ما قاله خطباء ورجال دين من مختلف المذاهب من دعوات صريحة الى مقاطعة تلك الوثيقة والتبرؤ الكامل. وقالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن خطباء المساجد في عموم محافظات الجمهورية أشادوا خلال خطبتي الجمعة اليوم بمخرجات اللجنة المصغرة لفرق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل وباركوا وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية .. داعين كل القائمين على الحوار الوطني أن يرسخوا من مقومات الوحدة الوطنية. وبالتزامن ضجت وسائل الإعلام اليمنية الرسمية ببرقيات تأييد ومباركة لرئيس الجمهورية من قيادات الجيش والأمن بمختلف مسمياتها على توقيع الوثيقة. وطبقاً لموقع وزارة الدفاع اليمنية "رفعت القوات المسلحة وقيادتا القوات البحرية والدفاع الساحلي برقيات تأييد لرئيس الجمهورية ومؤتمر الحوار بما تحقق من انجاز وطني بتوقيع المكونات السياسية المشاركة في اللجنة المصغرة للقضية الجنوبية على وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية" . ونقل موقع الوزارة "سبتمبر نت" عن قيادات الجيش تعهدهم " بالصمود في وجه كل محاولات الإعاقة في البلاد، باذلين أرواحنا ومهجنا رخيصة في سبيل تلبية وفرض إرادة الشعب الحرة على ما عداها، واضعين أنفسنا وقدراتنا القتالية رهن إشارة قيادتنا السياسية والعسكرية العليا". فيما قالت وكالة (سبأ) الرسمية أن "القيادات الأمنية والشرطية في امانة العاصمة وعموم المحافظات اليمنية أكدت – في برقيات مماثلة - أن منتسبي المؤسسة الأمنية والشرطية سيشكلون إحدى الضمانات الرئيسية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل ، للوصول باليمن وشعبها إلى بر الأمان". ويسير الرئيس هادي على خطى سلفه صالح الذي كان يلجأ لرجال الدين وللقيادات العسكرية والأمنية لتأييده ومباركته من خلال خطب الجمعة وبرقيات التأييد والمباركة من كبار القادة والضباط حين يتخذ قرارات تلقى معارضة من القوى السياسية. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة _ وخصوصا برقيات تأييد الجيش والأمن المطبوخة في دوائر الرئاسة الاعلامية _ تعد تلويحاً مباشراً من الرئيس هادي باللجوء للجيش والأمن لتمرير هذه القرارات الغير توافقيه. وطبقاً لمحليين تحدثوا ل"الخليج الآن" فإن هذا الاجراء قد يزيد الأمور تعقيداً في ظل رفض قوى سياسية ووطنية فاعلة لوثيقة حلول القضية الجنوبية بصيغتها الحالية. وكان هادي قد وقع وبعض الأطراف السياسية وثيقة حلول وضمانات للقضية الجنوبية, لكن أحزاب وقوى سياسية مشاركة في مؤتمر الحوار امتنعت عن التوقيع، وبعضها رفض ما نصت عليه الوثيقة جملة وتفصيلا. وسجل المؤتمر الشعبي العام أكبر الأحزاب اليمنية والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الناصري الكثير من الاعتراضات والملاحظات الجوهرية على الوثيقة التي تنسب لمعدها جمال بن عمر مبعوث الأممالمتحدة لليمن والذي غادر البلاد إلى قطر بعد ساعات من حضوره مراسيم التوقيع. ومساء اليوم الجمعة انتقد مجلس شباب الثورة ا نصوصاً تضمنتها الوثيقة. وقال بيان للمجلس وزع خلال مؤتمر صحفي أن الوثيقة أوردت " نصوصاً وعبارات تكرس التمييز وعدم المساواة في الحقوق السياسية والمدنية بين المواطنين، كما اسرفت في الحديث عن هويات جهوية وضعت حلولاً ومقترحات لصراعات الماضي بصورة تكرس لهويات متصارعة في مقابل عدم الإعلاء من شأن الهوية الوطنية". وانتقد البيان الذي حصل (المشهد اليمني) على نسخة منه "شرعنة الوثيقة لشغل الوظيفة العامة على اساس جهوي وليس بناءً على الكفاءة والنزاهة وتكافؤ الفرص بين المواطنين"، في إشارة الى نص الوثيقة على منح الجنوبيين الاولوية في الوظائف الحكومية خلال الفترة الانتخابية المقبلة ، ونصهاعلى ان يكون نصف اعضاء البرلمان من الجنوب رغم ان الكثافة السكانية في المحافظات الجنوبية تمثل نحو 25% من نسبة السكان في اليمن. يذكر مجلس شباب الثورة تترأسه الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان.