يسود ترقب وقلق سكان العاصمة صنعاء اليوم، بعد اعلان الحوثيين او من يسمون أنفسهم "أنصار الله" عن تنظيم مظاهرة احتجاجية رفضا لقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية أو ما يصطلح عليه محليا ب"الجرعة". وكانت السلطات أقرت الاربعاء الماضي، رفع أسعار المشتقات ما دفع كثيرًا من اليمنيين إلى التظاهر في عدد من شوارع العاصمة صنعاء وأضرموا النار في إطارات السيارات، وذلك تعبيراً عن سخطهم وحنقهم من القرار. ووجهت شركة النفط اليمنية تعميماً لكل فروعها في المحافظات للبيع بالسعر الجديد البالغ 200 ريال يمني للتر البنزين، وكذلك سعر 195 ريالا للتر الواحد من مادة "الديزل"، بالإضافة إلى ارتفاع سعر اللتر من مادة "الكيروسين" ليصل 200 ريال. وستنطلق مظاهرة الحوثيين، من وسط العاصمة صنعاء، وتحديدا ما يسمى ب"ساحة التغيير" امام جامعة صنعاء في العاشرة من صباح اليوم الاثنين. ويتخوف سكان مدينة صنعاء والتي تعتبر عاصمة الدولة الاتحادية، وفق النظام الجديد الذي أقره اليمن مطلع العام الجاري، من تحول مسار المظاهرة الاحتجاجية من السلم إلى العنف ما ينذر بتكرار المشهد الذي حدث في مدينة عمران عندما اصر الحوثيون على تسيير مظاهرة إلى المدينة، للمطالبة باقالة المحافظ وقائد اللواء 310. وهدد زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، السلطة في كلمة متلفزة بثتها قناة "المسيرة" المملوكة للحوثيين، داعيا إياها "ألا تضطر الشعب إلى خيارات أخرى"، لم يكشف عن ماهية الخيارات، مؤكدا أن "قرار الجرعة هو تعبير عن حالة الإخفاق السياسي، وأن سياقها ليس اقتصادياً". وقال مراقبون إن إصرار الحوثيين على تنظيم مظاهرة اليوم الاثنين رفضا لقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، يأتي في إطار الضغط على الرئيس عبدربه منصور هادي لإشراكهم في التشكيل الحكومي المرتقب. وحذر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن اللواء الركن علي محسن صالح، في بيان صادر عنه، مما اسماها "الدعوات المشبوهة" التي تستهدف تحطيم السكينة العامة والتي من شأنها خلق بيئة وأجواء للفوضى في عموم اليمن تحت ذريعة قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية، في إشارة إلى المسيرة التي يعتزم الحوثيون تنظيمها يوم غد الاثنين. وأكد اللواء محسن، حق كل مواطن في اليمن سواءً أكان عضوا في حزب أو فرد مستقل أو يتبع جماعة في التعبير عن مواقفه من القرارات السياسية والاقتصادية بشكل سلمي بعيدا عن التأثيرات السياسية لبعض الأحزاب والجماعات التي تجد في الدعوة للاحتجاجات مجالا لتحقيق أهدافها الخاصة عبر دفع الناس نحو العنف المجتمعي. وقال مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية في وقت سابق، إن "الحوثيين" التزموا للرئيس عبد ربه منصور هادي بأن تكون مظاهرة الاثنين "سلمية والا يكون فيها فوضى"، إلا أن مراقبون يخشون من إقدام طرف ثالث على استغلال الموقف وتأزيم الوضع بمهاجمة مظاهرة الحوثيين. ويبسط الحوثيون نفوذهم على محافظة صعدة بعد ستة حروب خاضوها مع الجيش خلال الفترة 2004-2010 إبان حكم الرئيس علي عبدالله صالح، في حين أعلنوا الشهر الماضي سيطرتهم على محافظة عمران بعد أربعة أشهر من المعارك التي أدت إلى مقتل وجرح العشرات وتشريد ما يقارب 40 ألفا من منازلهم.