بدأ الحوثيون او من يسمون أنفسهم "أنصار الله" دق طبول معركة "فتح صنعاء" لإسقاط منظومة الحكم الحالية، وذلك بمحاصرتها عبر المناطق المحيطة بها. وأعلن الناطق الرسمي باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن "جماهير الشعب اليمني في محافظات صعدة وعمران وحجة وذمار بدأوا فتح ما وصفها ب"اعتصامات سلمية" إستعدادا للخيار القادم". ويطالب الحوثيون باسقاط الحكومة، وإشراكهم في التشكيل الحكومي الجديد، ومحاسبة "الفاسدين"، كما عبروا عن رفضهم لقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية او ما يصطلح عليه محليا "الجرعة". ولم يكشف عبدالسلام ماهية "الخيار" إلا أنه زعيم الحوثيين قال في حوار نشر قبل أيام إن "من لا يستمع لصوت الشعب لا يحترم"، مهددا باسماع "السلطة" "لغة مسموعة" نظرا لتجاهلها مطالب اتباعه باسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين. وقال محللون إن "لغة السلاح" هي اللغة الوحيدة التي يجيدها الحوثيون، "ولنا في الحروب السابقة والاخيرة في محيط العاصمة الدليل الكبير". وأشاروا إلى أن اقامة الاعتصامات تعتبر استراتيجية دائمة يتخذها الحوثي للتمدد على الأرض، كما حدث عندما نصبوا خياما عند جميع مداخل محافظة عمران حتى تم اسقاطها من قبلهم. من جانبه، قال رئيس دائرة العلاقات السياسية للحوثيين حسين العزي إنه لن "تعوزهم الوسيلة لإجبار ما أسماه "الظلم" على التراجع". وقال "أن يتم تجاهل الشعوب ومطالب الشعوب فهذا يعني بشاعة النتيجة والمصير". في حين أشار عبدالواحد ابو راس، القيادي في جماعة الحوثيين، والتي تصنفها الدولة "كحركة متمردة" إلى أنه "كلما ازدادت وتيرة التحرك الشعبي وتنوعت وسائله وأساليبه، كلما كثّفت السلطة اللقاءات مع المسؤولين الأمريكيين"، مشيرا إلى أنه "الهروب بإتجاه الأمريكيين أو غيرهم، لن يفيد السلطة في مواجهة الشعب". وقال "أرادوها خيارات مفتوحة، فلتكن ...خيارات مفتوحة". ونصح ابو راس من وصفهم ب"رموز السلطة" "الاصغاء بانصات إلى نداءات الشعب والامتثال لارادته". وقال مهددا "في حال أرادت الشعوب أن تتحرر من الطاغوت، فان إرادتها لاتقهر، لأن الله معها وإرادته فوق كل إرادة". ويبسط الحوثيون نفوذهم على محافظة صعدة عقب حروب ست خاضوها مع الجيش خلال الفترة (2001-2010) إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأعلنوا الشهر الماضي سيطرتهم على محافظة عمران التي تبعد عن العاصمة صنعاء بحدود 50 كيلومترا، في حين ينتشرون بشكل لافت في محافظاتإب وذمار ومارب وحجة والجوف.