قال مسؤول يمني إن حوار الأحزاب السياسية اليمنية مع جماعة الحوثي او من يسمون انفسهم "أنصار الله"بمثابة الالتفاف على الشرعية، بل وتجاوز الأمر لأكثر من ذلك، حين قال "إنه عودة إلى المربع الأول". وأعرب المسؤول في تصريح لصحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر اليوم، ذكرت انه فضل عدم الكشف عن هويته، عن خشيته من أن الحوار مع الأطراف الحوثية، التي تحتل الدولة بمفاصلها، حتى وإن كان برعاية أممية، بمثابة إضفاء نوع من الشرعية على الانقلاب. وقال "دخلنا مع جماعة أنصار الله حوارات عدة ولم تكن مجدية. هذه المرة حتما سيكون الحوار عودة إلى المربع الأول". وأضاف "هذه قناعة الشارع اليمني الذي يرفض وضع الحوثي يده على مفاصل الدولة وتعطيلها، وشل كل صورها وأشكالها". وانطلق حوار الاحزاب السياسية وجماعة الحوثي، أمس، برعاية مستشار الأمين العام للامم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر، بصنعاء، وانسحب منه الحزب الناصري، فيما ألمحت مصادر إلى اتخاذ حزب الإصلاح ذات الموقف، من حيث رفض الحوار مع جماعة الحوثي. وأشارت صحيفة الوطن إلى أن الحوار مع الحوثيين يجد رفضا كبيرا في الشارع اليمني والأحزاب السياسية، لكن البعض منها لا يمانع الجلوس إلى طاولة حوار مع الجماعة، لكن شريطة أن يكون الحوار مستندا إلى ما قبل إعلان الحركة الدستوري، الذي كمل الانقلاب الشرعي على الدولة ورئيسها الشرعي. وذكرت أن أطراف يمنية تعول على تطمينات أطلقها المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر، الذي تحاشى وصف ما حدث في الأراضي اليمنية ب"الانقلاب"، خشية فقدان خط رجعة مع الجماعة، التي تعتمد في سياستها على فرض الأمر الواقع. وأصدر الحوثيون او من يسمون انفسهم "أنصار الله" الجمعة، من القصر الجمهوري إعلانا دستوريا فوضوا بمقتضاه "اللجان الثورية" بإدارة شؤون البلاد لمدة عامين، وحل المؤسسات القائمة حاليا، في خطوة قال متابعون إنها قد تدفع باليمن إلى المزيد من المعارك بين مختلف الخصوم، فضلا عن أنها قد تقود إلى إعلان انفصال الجنوب من جانب واحد وأزمة مع المجتمع الدولي. وأعلن الحوثيون حل البرلمان وإقامة مجلس رئاسي من خمسة أعضاء، ما يعني أنها أغلقت أبواب الحوار مع الفرقاء السياسيين وتولت الالتفاف على العملية السياسية المستمدة من المبادرة الخليجية المدعومة إقليميا ودوليا.