وصفت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، الاتفاق النووي الإيراني، ب “الاحتيال الدبلوماسي”، مشيرة إلى أن طهران كانت بالفعل في حالة “احتضار” بسبب العقوبات الاقتصادية ، حتى تدخل باراك أوباما لإنقاذها. وأكدت الصحيفة أن أوباما جعل النظام الإيراني “الوحشي”، أكثر قوة وعدوانية، مشيرة إلى أن ملالي طهران لم يخدعوه، حيث أن كل ما حدث كان فكرته. وأضافت بأن إيران كانت في حالة بائسة لسنوات، لدرجة عجرت فيها عن تسديد رواتب بعض موظفي القطاع العام البالغ عددهم 5,2 مليون موظف، وهو الأمر الذي تسبب في حدوث العديد من الإضرابات. وأشارت الصحيفة إلى أن العقوبات وغياب الاستثمارات يعني أيضاً أن أجزاء كبيرة من الصناعة الإيرانية التي تعتمد على الأجزاء المستوردة، كانت على حافة الهاوية. بجانب انخفاض عملتها إلى مستوى قياسي غير مسبوق. وتساءلت الصحيفة عن الأسباب المنطقية التي دفعت أوباما للتصميم على مساعدة الملالي للخروج من الخندق الذي حفروه لأنفسهم، مؤكدة أن البعض يرى ما يفعله أوباما يُعد تكتيك لتعزيز (المعتدلين) داخل النظام الإيراني الذين سوف يقودون إيران إلى تغيير سلوكها، إذا تأكدوا أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى تغيير النظام”. وتلفت نيويورك بوست أنه بالإضافة إلى إنقاذ إيران من الانهيار المالي، فإن أوباما من الناحية الدبلوماسية قام بتأييد سيناريو طهران بالنسبة إلى سوريا، ويقوم بحملة لمساعدة إيران على اختيار الرئيس اللبناني القادم، كما منح الملالي حقل مفتوح في أفغانستان والعراق. وأوردت الصحيفة بعضاً مما فعله أوباما لمساعدة إيران، وهو كالتالي: تجاهل أوباما مطالبة إيران بإعادة تشكيل برنامجها النووي للتأكد من أنها لن تحصل أبداً على البعد العسكري؛ حيث صرح على أكبر صالحي رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية قائلاً: “مشروعنا النووي لا يزال سليماً، وأن الاتفاق النووي لا يمنعنا من القيام بما كنا نقوم به”. قام أوباما برفع العقوبات عن إيران، وضغط على الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لكي يفعلا الشيء نفسه. كان لأوباما الفضل في ضخ 1,7 مليار دولار أمريكي في الاقتصاد الإيراني، من خلال الإفراج عن الأصول المجمدة في عهد الرئيس جيمي كارتر؛ حيث كانت الولاياتالمتحدة تحتفظ بها كتعويض محتمل للأمريكيين الذين تم احتجازهم رهائن في أوقات مختلفة، ومن ثم استطاع روحاني بهذه النقدية البدء في دفع بعض الرواتب في إيران، إضافة إلى تمويل فروع حزب الله ومساعدة نظام بشار الأسد في سوريا. أطلق أوباما سراح شريحة أخرى بمقدار 30 مليار دولار أمريكي، وهو ما ساعد روحاني على تقديم ميزانيته الجديدة بعد انخفاض العجز بمقدار 14%، وزيادة ميزانية الأمن العسكري مرة أخرى بمقدار 4,2%. تم وضع العقوبات المصرفية جانباً للسماح إلى إيران باستيراد 19 ألف طن من الأرز الأمريكي لسد النقص عشية السنة الإيرانية الجديدة عندما يصل الاستهلاك إلى ذروته. ساعد “مهرجان الحب” ما بين أوباما والملالي، على ترسيخ صورة نظام حكم الخميني بصفته “الراعي للإرهاب الدولي والمنبوذ دبلوماسياً”. واختتمت نيويورك بوست مقالها قائلة: “لا يوجد معتدلين في طهران، ولا يمكن إصلاح إيران من طبيعتها، وطوال الفترة المتبقية للرئيس أوباما، على الأقل، علينا أن نتوقع أن إيران ستكون أكثر عدوانية”.