تستبشرُ العاصمة صنعاء بلقاء إنتظرته منذ نحو عام في إشتياق لبطل غيور يحررها من ظالم مستبد، وطبيبٍ يداوي جراحاتها وإبناً باراً يمسح دمعتها، ويعطف عليها، وحبيباً يحسسها بالأمان المفقود وصديقاً، يسندها لتقف في شموخ من جديد. عامٌ كاملٌ قضته صنعاء حزينة كسيرة بعد أن دنستها مليشيا الإنقلاب الحوثي وشوهت جمالها وحاولت طمس هويتها وإعادة عجلة تاريخها لما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد. عامٌ كاملٌ قضته صنعاء صابرةً ساهرة يجافيها النوم حتى شاخ جسدها وذبل جمالها واشتعل رأسها شيباً وابيضت عيناها من الحزن بعد أن دنسها إمامٌ كانت قد تخلصت من جده قبل أكثر من خمسين عام. هاهي صنعاء الفن والحضارة، والتاريخ والأصالة، تتأهب لإستقبال من سيعيد لوجهها جماله ونظارته ويكحل عيناها المتعبه ويبث فيها روح الحياة وينعش فيها الأمل الذي ظلت متمسكة به حتى قدوم أحفاد سبأ وحمير وسيف بن ذي يزن. صنعاء اليوم، توشك أن تعانق الفرح وتتنفس الحرية بعد كابوس جثم على صدرها نحو عام وحرمها لذيذ المنام، جعلها تبكي بحرقة وصمت داعية الله أن يعجل بالفرج القريب. اليوم، أحفادُ سبأ وحمير وسيف بن ذي يزن على مشارف صنعاء، لايبعدون عنها سوى عشرات الكيلومترات، يسطرون من أجل حريتها أروع الملاحم والبطولات باذلين الغالي والرخيص في سبيل الوصول إليها وتخليصها مما تعانيه. ستقف صنعاء على قدميها من جديد مستندة على أكتاف جبلي نقم وعطان الشامخين لتستقبل بالأحضان أبنائها الأبرار القادمين بعزم وإقدام وصلابة لا تلين من أجل تحريرها من سلالة إمامية بغيضة أرادت إعادة عجلة التاريخ للوراء. ستعانقكم صنعاء فرداً فرداً يا رجال الجيش والمقاومة المغاوير وتقبّل جباهكم الندية، سيلهج لسانها بالدعاء لكم وستغمركم بحنانها الذي لا ينضب، وتطعمكم وتسقيكم من خيراتها وستظلون نجوماً تتلألأ في سمائها أبد الدهر.