أظهر فرسان منتخب اليمن لالتقاط الأوتاد جلدا لا نظير له ورباطة جأش مقدمين أنموذجا متفردا في كسر حاجز التحدي وتذليل الصعاب بعزيمة فارس لا تلين شكيمته ولا تنهار عزيمته .. فعزفوا على صهوات العاديات لحنا يمنيا خالصا و سمفونية رياضية أصيلة لا تقل عن أصالة شعب حملوا بين أضلعهم وطنا بأكمله وبكل جرحه ووجعه فكانوا سفراء متوجين وبشكل دائم خلال أيام البطولة الشاطئية الدولية الأولى لالتقاط الأوتاد التي انتهت في 13 مارس الجاري بجزيرة مصيرة العمانية . رغم ما تعرضوا له من مشقة الجهد البدني والنفسي لسفر دام لأربعة أيام متتالية برا وبحرا استقلوا خلالها حافلات وباصات متوسطة الحجم وشاحنات نقل البضائع إلا أنهم كانوا مع الموعد قبيل إنطلاق البطولة التي جمعت بين دفتيها أبطال العالم وأفضل سبعة منتخبات في نهائي مونديال القاهرة العام المنصرم . يقول رئيس البعثة جميل علي بشر لم أتوقع ذلك الإجهاد النفسي والعصبي والبدني للبعثة وإصرارنا على إكمال الطريق وبأي وسيلة كانت للحاق بالبطولة في موعدها المحدد . ويضيف بشر لقد قررت أن لا نحمل منتخبنا أي نتائج سلبية قد يحققها المنتخب جراء ما تعرضت له البعثة من مشاق وأن الجهد البدني والإرهاق لفرسان المنتخب كان وحده كفيلا لهم بأن نرفع لهم القبعات تقديرا لتواجدهم مباشرة دون راحة في ميدان المنافسة . كانوا في سباق مع الزمن وعقب وصولهم لأراضي سلطنة عمان عبر المنفذ البري بين اليمن والسلطنة كانت المفاجأة .. غياب كامل للجنة المنظمة للبطولة وعدم استقبال البعثة اليمنية وعدم وجود وسيلة مواصلات تقلهم في ذلك التوقيت بهدف اللحاق بالموعد المحدد لانطلاق المنافسة . وهنا يضيف بشر وصلنا عبر منفذ شحن وعقب دخولنا الى الأراضي العمانية كانت المفاجأة لم نجد من الاتحاد العماني أي مستقبل للبعثة أو توفير وسيلت مواصلات كلفنا حينها الحكم معين الحربي للبحث عن وسيلة مواصلات وكنا حوالي السابعة مساء وبعد قرابة الساعة وجد لنا وسيلة مواصلات إلى منطقة ثمريت والتي وصلناها منتصف الليل وقتها كان أعضاء البعثة في غاية من الإرهاق والسهر لسفرنا المتواصل ليل نهار ولم نجد مكان نبيت فيه فقررنا النوم لساعتين في ساحة أحد مساجد المنطقة . ولم نجد بعدها أي حافلة أو باص كي تقل البعثة ولم تكن الوسيلة المتوفرة سوى شاحنة نقل بضائع والتي استقليناها وكنا نتناوب خلال عشر ساعات من السفر المتواصل في الشاحنة كل ثلاثة بجوار سائق الشاحنة نظرا لبرودة الجو ليلا حتى وصلنا ميناء شنة العماني وقد فاتتنا رحلة العبارة الأولى فلحقنا برحلة العبارة الثانية ظهرا للحاق بموعد إجراء القرعة . وصلت البعثة تحمل على أكتافها وعثاء سفر مرهق تعاقبت فيه ساعات الليل والنهار وحملا ثقيلا في البحث عن الذات ومقارعة منتخبات لها باعها لعل أبرزها المتوج بلقب المونديال فرسان الفراعنه والقادمون من جنوب القارة السمراء منتخب جنوب أفريقيا والذي يلتهم الألقاب دون أن يأبه بمنافسيه وأصحاب الأرض الباحثون من خلال البطولة عن الذات وأسود الرافدين وبقية المنافسين من السودان الأسد الجريح في كأس العالم الأخيرة وفرسان النشامة الأردني الطامح لمزاحمة الكبار . و كانت المفاجأة التي لم يحسب لها المنافسين وأولهم المدرب الجنوب أفريقي برندن أن يأتي فرسانه في منصة التتويج ليوم البطولة الأول خلف فرسان اليمن بعد أن حصدوا فضية الرمح فردي وفرقي والتي كانت الذهبية من نصيب فرسان السلطنة والبرونز لجنوب أفريقيا . يقول فارس منتخبنا الوطني المتألق جلال عبد الجليل اليوسفي لقد كانت نتيجة اليوم الأول وتجاوزنا لمنتخب جنوب أفريقيا حافزا لنا بمواصلة الأداء القوي خصوصا بعد أن بدء التخوف لدى المنافسين من المنتخب اليمني والذي لم تعد ضربة حظ في ظل الإرهاق الكبير الذي تعرض له المنتخب . وأشار اليوسفي لقد سعينا بقوة في اليوم الثاني لمنافسات فردي وزوجي السيف من المنافسة بقوة لكن بعض الأخطاء التي حدثت أثناء أشواط المنافسة منحتنا في نهاية هذا اليوم الميدالية البرونزية خلف الفراعنه الوصيف لأسود الرافدين أصحاب الذهب . وفي اليوم الأخير والبطولة تستعد لاسدال الستار على منافساتها يؤكد الفارس مراد الفتيي لقد كنا منافسين بقوة واستجمعنا كل ما لدينا من قدرات بهدف المنافسة على ذهبية العاب التتابع والحلق والليمون لكن الأقدار شاءت أن تمنحنا برونزية ثانية بعد أن ذهبت الذهبية لجنوب أفريقيا والفضة لسلطنة عمان . ويضيف الفتيي هنا بدأ الحساب الذهني هل استطعنا جمع ما يضعنا بين خانة الثلاثة الكبار في الإجمالي العام للبطولة أم لا . يؤكد المتألق بلال الصبري ثاني أبرز فرسان اليمن بعد جلال اليوسفي لقد شعرنا بأننا أمام الفرصة الأخيرة بعد تساوينا في النقاط مع فرسان العراق برصيد 511.5 نقطة وبفارق نقطة ونصف عن سلطنة عمان وصيف جنوب أفريقيا حامل لقب البطولة . وأشار الصبري خضنا الشوط الترجيحي بأداء قوي كان فيةه فارق الزمن لمصلحة الأشقاء في المنتخب العراقي لنحل رابعا بعد أن كسبنا إعجاب وتقدير المنتخبات المشاركة في البطولة . لتعود البعثة متوجة بإنجاز رياضي يحسب للرياضة اليمنية عموما ولرياضة الآباء والأجداد .
