قال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق إن نجاح تنظيم داعش عزز تفكير المتشددين بلبنان وأكد أن هذه الجماعة المتشددة ظهرت في بيروت لأول مرة في الأسابيع الأخيرة، لكن الأجهزة الأمنية أحبطت أي تصور لتكرار ما حدث في العراق في لبنان. ومنذ فترة طويلة تفاقمت الانقسامات السياسية بين الجماعات اللبنانية المتناحرة بسبب الحرب الأهلية في سوريا التي غذت التشنجات والنزاع المسلح في الشمال وأدت إلى تعطيل الحكومة نحو عام وإلى هجمات لمتطرفين إسلاميين. وقال المشنوق: "لا بد من الاعتراف بأن ما حدث في العراق تسبب بنشوة كبيرة عند هذه المجموعات واعتقدوا أنهم يستطيعون الاستفادة من التجربة العراقية الناجحة من وجهة نظرهم في لبنان، ولكن حتى الآن خلال الشهرين الأخيرين من الواضح أن اليقظة الأمنية استطاعت تعطيل هذا التصور وهذا التفكير". وفي حين لا يزال السياسيون اللبنانيون منقسمين حول العديد من القضايا، فإن التهديد الذي يشكله المتشددون السنة ولد تعاوناً غير مسبوق بين الأجهزة الأمنية مما يؤكد القلق المشترك إزاء خطر الانتحاريين. ورأى المشنوق أن هذا التنسيق لم تشهده البلاد منذ عام 90. وقال إن الأجهزة الأمنية فككت شبكة تابعة للدولة الاسلامية في العراق والشام والتي سيطرت على أجزاء كبيرة في سورياوالعراق كانت تحضر لعمليات انتحارية وتم اعتقال أفراد منها ومنهم سعوديون وفرنسيون في ثلاثة أماكن مختلفة في البلاد. وقال: "أعتقد أنه أول ظهور رسمي وموثق" لكنه أضاف أن وجود هذه المجموعة في البلاد كأفراد فقط. وكان لبنان وجه الاتهام في وقت سابق من هذا الاسبوع إلى 28 شخصاً بالتخطيط لتنفيذ هجمات انتحارية والانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية المتشددة. وجاء هذا الإجراء بعد 3 تفجيرات وقعت في لبنان في أواخر الشهر الماضي وحملة أمنية شملت العاصمة ومناطق أخرى في البلاد بما في ذلك السعودي الذي فجر نفسه عندما حاولت القوى الامنية اقتحام فندق ببيروت. وأعلنت الدولة الاسلامية في العراق والشام الخلافة الاسلامية في محاولة لإعادة رسم حدود الشرق الاوسط. ونفذ اسلاميون متشددون العديد من الهجمات على لبنان منذ العام الماضي وغالباً ما استهدفت هذه الهجمات مناطق يسيطر عليها حزب الله الذي يدعم قوات الرئيس بشار الاسد في الحرب في سوريا.