يكاد نبض جزيرة كمران الواقعة على البحر الأحمر بالحديدة أن يتوقف وتكاد معه قلوب الكمرانيين أن تنطفئ دون صراخ جراء وقف شريان الحياة في جزيرتهم. قبل يومين جاءني صراخ ممزوج بلوعة البكاء إلى هاتف الصحيفة يخبرني أن في جزيرة كمران ما يدفع الضمير الوطني إلى الثورة ضد التغيير الذي أتى بأشخاص دارت بهم العجلة إلى الأمام، دافعين بالبلد إلى حالة سيئة من الإفلاس والانهيار. كان صاحب الصوت رجلاً يدعى، عبده أبكر طرمبي، من سكان الجزيرة وأحد المنددين بسياسة رئيس شركة التبغ والكبريت الواقعة في الجزيرة نبيل الفقيه، والذي قال طرمبي انه يمارس سياسة إفقار الجزيرة بشكل انتقامي عبر تحويلها إلى منطقة طاردة للحياة ما بالك بالاستثمار، حد تعبيره. ومنذ تعيينه بديلاً لنجل شقيق الرئيس السابق توفيق صالح في رئاسة شركة التبغ والكبريت بدأ وزير السياحة السابق نبيل الفقيه يفرغ شحناته الانتقامية على جزيرة كمران مع سكانها الطيبين حيث وضع حداً لاستثمارات الشركة في الجزيرة وعمل على تقليص خدماتها للأهالي بشكل غير مبرر، والأسوأ من كل ذلك يقول طرمبي إن الفقيه أوقف استكمال أضخم مشروع استثماري فندقي في الجزيرة سبق وأن بدأه الرئيس السابق للشركة توفيق صالح كمشروع استثماري تابع للشركة يمكن أن يسهم في إحداث نقلة نوعية بالجزيرة وتحويلها إلى منتجع سياحي عالمي . وكما تعود الرجل على استخدام ذريعة تشجيع الاستثمار لنهب أهم الاستثمارات الحقيقية في البلد منذ أن كان على رأس وزارة السياحة ذهب أيضاً للتحايل بغرض بيع ولهف أي شيء ثمين تحت مبرر إدارة العجلة إلى الأمام كما هو حاصل الآن في شركة التبغ والكبريت الذي يرأسها. المحامي محمد المسوري زار جزيرة كمران واستمع إلى معاناة الأهالي وشكاواهم من رئيس شركة التبغ والكبريت نبيل الفقيه، حيث قال على لسان سكان الجزيرة انه بعد أن كان المشروع، وهو عبارة عن منتجع سياحي(فندق) في منتصف مرحلة البناء تم إقالة توفيق صالح الذي كان قد أنشأه وتعيين نبيل الفقيه بدلاً عنه ليأمر الأخير مباشرة بوقف إكمال البناء دون توضيح للدوافع أو المبررات. وبحسب تلميحات الأهالي فإن مبررات الفقيه لا تتعدى عن كونها حساسيات بينه وبين رئيس الشركة السابق توفيق صالح وعلى ما يبدو فإن وقف المشروع بمثابة انتقام منه . إذ يخاطب الأهالي نبيل الفقيه بالسؤال هل الفندق ملك للشركة أم للشيخ توفيق لكي تقوم بتوقيفه ؟ ما يعني أن في الأمر انتقاماً من الأخير. ويضيف الأهالي هل تعلم بأن إكمال بناء الفندق سيجعل الجزيرة شرم الشيخ في اليمن؟ كما هل تعلم أيضاً أنك أهدرت عشرات ملايين الريالات بتوقيف المشروع؟. المحامي محمد المسوري أعاد ذاكرة الرئيس الحالي لشركة التبغ والكبريت نبيل الفقيه إلى أرشيف التصريحات السابقة له أثناء فترة توليه وزارة السياحة بخصوص المشروع الذي أمر بإيقافه مؤخراً. ففي تصريح سابق للوزير نبيل الفقيه أشاد بدور رئيس مجلس إدارة شركة التبغ والكبريت الوطنية حينها توفيق صالح عبد الله صالح وتفاعله مع أبناء الجزيرة لإنجاح هذا المشروع الحيوي الذي من شأنه رفع مستوى الخدمات السياحية المقدمة في الجزيرة .. مشيرا إلى أن هذا المشروع سيسهم في إحداث نقلة نوعيه بالجزيرة ويسهم في الارتقاء بمستوى قاعدة الخدمات السياحية الموجودة فيها. وكأن الفقيه لم يستوعب السؤال أو كأنه لم يعد ذلك الشخص الذي كان عليه يومئذٍ في وزارة السياحة فنسي كل شيء وتغابى عنه . الأهالي يشهدون يكفي الرئيس السابق لشركة التبغ والكبريت توفيق صالح شهادة الغلابى في جزيرة كمران على ما قدمه لهم والجزيرة من خدمات لا يزالون حتى الآن يستمتعون بفضلها. حيث أوضح عبده أبكر طرمبي أن توفيق صالح قدم للجزيرة ما لا تستطيع أن توفره الدولة، فقد وفَّر لأبنائها مولدات الكهرباء واهتم بالمدارس الواقعة فيها وجهز للطلاب باصات للنقل وكذا عمل على تأثيث المدارس بأجهزة كمبيوتر وغيرها من الخدمات.. والأهم من ذلك كله، يقول طرمبي: فإن السكان أيام توفيق يحيى صالح كانوا في استقرار معيشي جيد، حيث كان المشروع الاستثماري الذي أنشأه توفيق صالح يستوعب العاطلين من أبناء الجزيرة ويشجعهم على تطوير الجزيرة واستمرار حيويتها. * أسبوعية "المنتصف"