المؤتمريون أكثر دراية بصاحبهم هادي. هم يعرفون أن موقفه من الحوثيين موضع شك، ومعهم تجربة مريرة سابقة معه، اكتشفوا بشكل متأخر أن هادي كان في 2011 فاتح خطين في الباطن مع علي محسن وفي الظاهر مع صالح، بعد حادث جامع النهدين كان يعطي التعليمات لجيش صالح في كنتاكي والصمع وغيرها بينما كان على تنسيق مع حماة الثورة باعتراف علي محسن نفسه. المؤتمريين خلاص لم تعد تنطلي عليهم حيل هادي. لذا قرروا أن يتخذوا في الأزمة الأخيرة هذا الموقف الأقرب للحياد حتى تنجلي لهم الصورة أكثر. شوفوا مواقع جلال كيف جالسة تضخ في اتجاه واحد محوره التحالف العفاشي الحوثي، صالح فاهم اللعبة، هادي يدفع صالح لكي يخرج يبرهن على براءته من تهمة التحالف بالإصطفاف ضد الحوثي، عشان هادي يورطهم كلهم في المحرقة: الإصلاح وحلفاءه والرئيس السابق، يريد تقديمهم وجبة للحوثي وبعدين يظهر واقع جديد يكون فيه هادي والحوثي وثالثهم القمر، أو على الأقل هكذا يحلو له أن يتوهم، لأن الواقع الذي سيظهر هو الجحيم بذاته. هذه مقامرة انتحارية لا تحتملها البلاد. بالعقل ياجماعة لو كان هادي جاد وصادق في موقفه من جماعة الحوثي أو غيرها، فإن حزبه المؤتمر كان سيكون في مقدمة المصطفين معه، أو حتى الإشتراكي وأحزاب المشترك، أو الكيانات الحراكية التي اصطنعها هادي لنفسه عبر استثمار العصبية الجنوبية، ليش الا الإصلاح فقط خرج يصطف؟ ولم يكن المطلوب من هادي خوض حرب ضد الحوثيين لإثبات مصداقيته، فليس هذا ما كان يفترض به أن يفعل، كان عليه فقط أن يتصرف كرئيس دولة تواجه تهديدات وجودية، كان عليه أن يتصرف في حدود المتاح السياسي، أن يمنع وقوع الحرب في عمران مثلا من وقت مبكر، وإذا كان الإصلاح وحلفاءه يعيقون ذلك فلماذا لم يستخدم العصا الدولية التي جلس يركزها على الرئيس السابق ولأغراض غير نزيهة وغير حقيقية غالبا وبإلهام من الإصلاح أحيانا. لماذا لم تستثر تحركات الحوثيين الأخيرة العصبية الجنوبية، واحنا كنا نكتب بوست ننتقد هادي ويطلعوا لنا الحراكيين المتطرفين يقولوا هااااااا ياشماليين عشان هو جنوبي تنتقدوه، مع ان القاعدة الانتخابية لهادي هي في الشمال. أحيانا أقول هل الرئيس هادي يعي ما يفعل بنفسه وببلاده؟ * صفحة الكاتب على فيسبوك