التحدي الذي يواجه حزب الاصلاح اليوم وسيواجه حركة أنصار الله في قادم الأيام، هي حالة الخلط في تعريف الذات والهوية والدور بين الحزب السياسي والحركة الدعوية. الحزب/ الحكة السياسية كآلية وبرامج ومواقف وخيارات وأعضاء، أكرر وأعضاء، يتعاملون مع الواقع كما هو، وينخرطون في أعماقه بكل أدواتهم وأساليبهم.. يعيشون ويتعايشون مع أنصارهم ومع شركائهم ومع خصومهم ومنافسيهم كما هم في الواقع، ويتحدثون بلغة الواقع السياسي كما يعرفها ويفهمها الجميع.
أما الحركة الدعوية والتي ليس لدي خبرة ولا معرفة متعمقة فيها، إلا أنني أعتقد أن أعضاءها تنطبق عليهم صفة الْحَوَارِيُّونَ وهم من صنفهم وخاطبهم بالأمس الأستاذ محمد اليدومي.
أعتقد أن الأستاذ محمد اليدومي وزملاءه في قيادة الإصلاح، مثلهم مثل قرنائهم في قيادة حركة أنصار الله، ما زالوا يتعاملون مع أعضائهم باعتبارهم حواريين وأعضاء حركة دعوية في المقام الأول، وأن دورهم السياسي كأعضاء وكحزب وكقيادة وبرامج ما هي إلا جزء مكمل وخادم ومعزز لهويتهم ولحركتهم الدعوية.
سيظل هذا التحدي قائماً ما لم يتم الفصل بين المشروعين، هيكلاً وقيادة وبرنامج وأعضاء.. ويبقى التوافق بينهما في التوجه العام لا أكثر.
هذا الفصل تحقق بعد مواجهة كثير من التحديات والفشل في الأحزاب الغربية، من خلال تشريع وتقنين حق كل حزب سياسي في تكوين منظمة سياسية تتفق معه في المبادئ والتوجهات.
النموذج الواضح لدينا في اليمن هو المعهد الديمقراطي الأمريكي كمنظمة سياسية تعبر عن سياسات وأهداف الحزب الديمقراطي الأمريكي.