اشترط خالد بحاح، نائب عبد ربه منصور هادي، ورئيس حكومته، مساء الثلاثاء، انسحاب مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والقوات الموالية لهم من المحافظاتاليمنية التي سيطروا عليها أخيرا، وذلك قبل الشروع في إجراء أي محادثات معهم حول الأزمة، ما يرشح لمزيد من تصعيد الأوضاع في هذا البلد. كما وجهت تصريحات بحاح ضربة قوية لجهود مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي يسعى لجمع الفرقاء اليمنيين على طاولة المفاوضات مجدداً في مدينة جنيف السويسرية في نهاية شهر مايو/ آيار الجاري، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
لكن كثيراً من المستجدات، ربما تلقي بظلالها على إمكانية إجراء أي محادثات سلام بين المكونات اليمنية، خصوصاً بعد رفض الحوثيين، وهم طرف رئيسي في الصراع الدائر حالياً في اليمن، فكرة الانسحاب من المحافظاتاليمنية، كشرط مسبق للحوار.
وقال مسئول المجلس السياسي لجماعة "أنصار الله" حسن الصعدي، ل"سبوتنيك"، في وقت سابق، إن جماعته "لا تقبل أي شروط مسبقة للحوار".
وتساءل، " كيف ننسحب… الجيش اليمني هو من يسيطر وليس أنصار الله… كيف ينسحب الجيش من أرضه؟".
وإضافة إلى رفض "أنصار الله" فرض الشروط المسبقة للحوار، التي شدد عليها الصعدي مراراً، جاء "إعلان الرياض" الصادر، أمس، عن مؤتمر "إنقاذ اليمن"، الذي عقد في العاصمة السعودية، في ظل غياب ممثلين عن الحوثيين، ليضفي مزيداً من التعقيد على المشهد السياسي في البلاد.
ورفض الحوثيون المشاركة في "مؤتمر الرياض"، وأعلنوا أنهم "غير معنيين" بنتائجه، فيما لم توجه لهم الدعوة للمشاركة في المؤتمر.
كما أعلن حزب "المؤتمر الشعبي العام"، الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أن "مؤتمر الرياض" سيفرض "إملاءات خارجية فقط من الدول التي تقود العدوان على اليمن".
وفي نهاية مؤتمر الرياض، أكد هادي، أن "إعلان الرياض"، الذي نص على استخدام كافة الوسائل السياسية والعسكرية لإسقاط الحوثيين، هو إحدى المرجعيات السياسية للمرحلة الانتقالية في اليمن.
وفي ظل عدم اعتراف الحوثيين بمؤتمر "إنقاذ اليمن" ومقرراته الناتجة عنه، ورفض حكومة هادي الجلوس على طاولة مفاوضات واحدة مع الحوثيين ما لم ينسحبوا من المحافظات ويسلموا أسلحتهم، فإنه لا يبدو في الأفق أي حل للأزمة، ما يطيل أمد الحرب ومعاناة اليمنيين.