الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد عبدالملك المتوكل: اليمن الجديد بلا دولة.. وأخشى أن يتحول المستقبل إلى فيد للقوى المتحاورة
نشر في المنتصف يوم 31 - 01 - 2014

السياسي والأكاديمي/الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ل"المنتصف":
العسكر والسياسيون والتكنوقراط الانتهازي ضد الدولة
بديل الأحزاب.. الشيخ أو العسكري.. وأخشى أن يتحول المستقبل إلى فيد للقوى المتحاورة
قلت للدكتور ياسين وباسندوة والإصلاح: (ليس من حقكم تقاسم الوظيفة العامة)
الشافعي أكثر ديمقراطية من أحزابنا التي لا تقبل الديمقراطية داخلها
اتفقنا على وثائق كثيرة لكنها لاتنفذ منذ دستور48المقدس وحتى وثيقة الحوار الوطني 2014
صالح ابن قرية منفتح.. وتعرَّضت لهجوم عنيف على خلفية زيارتي للرئيس السابق
منتقدي لا يستوعبون سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.. السياسي والأكاديمي المخضرم، التقيناه في منزله وأجرينا معه حواراً مطولاً قال فيه إن قضية الدولة هي التي كان يجب أن يتفق عليها، وأضاف أن هيكلة الجيش لعبة كراسي.. واليمن الجديد بلا ركائز الجيش والبرلمان والقضاء. وأكد أن خيار الفيدرالية يتطلب أسساً علمية وليس خياراً حزبياً.
واستغرب من الشموليين في الشمال والجنوب الذين عجزوا عن توحيد أقربائهم ورفاقهم كيف سيوحدون الوطن، واصفاً القوى التي وصلت للسلطة تحت يافطة التغيير ب"المحوشين".. منتقداً الأحزاب التي تدعو للديمقراطية فيما لا تقبل الرأي في أطرها التنظيمية.. كما شنَّ نقداً لاذعاً على تقاسم الوظيفة العامة.. فإلى التفاصيل:
حاوره/ عبدالرحمن المحمدي
ما هي الضمانات المستقبلية لتنفيذ المخرجات حسب ما أوردته مخرجات الحوار؟
- المبادرة الخليجية وإقرار مجلس الأمن لإسهام المجتمع، والشراكة الوطنية الفاعلة على أساس شركاء في التأسيس شركاء في التنفيذ – التوافق – الحكم الرشيد، بما يكفل المؤسسات الضامنة في التقييم بهدف التنفيذ بالشكل المطلوب، المواطن هو محور العملية السياسية وعامل نجاحها وغايتها- رفع مستوى ثقة المواطن بالعملية السياسية وتشجيعه للمشاركة خاصة في المحافظات الجنوبية – استمرار دعم المجتمع الدولي لإنجاح العملية السياسية وتوفير الاحتياجات للعملية التنموية لضمان استقرار الوضع – التزام أطراف العملية السياسية بتبني سياسة إعلامية بشكل إيجابي وداعم لدعم العملية السياسية ومخرجات مؤتمر الحوار – اعتماد الضمانات الكاملة من مخرجات فريق مؤتمر الحوار خصوصاً فريق القضية الجنوبية وقضية صعدة كضمانات رئيسية لتنفيذ مخرجات الحوار عموماً وهذان الفريقان بشكل خاص.
هذا ما أوردته وثيقة مؤتمر الحوار..
معالجة الأصل..
أنت.. ما رأيك وما مقومات تنفيذ ما أوردته سابقاً؟
- أنا من البداية أركز على قضية بناء الدولة، وهي التي كان يجب أن يتم الاتفاق عليها.. فببناء الدولة يسهل معالجة كل القضايا والحل ممكن. مثلاً القضية الجنوبية وقضية صعدة وقضية الفساد..الخ، كل هذه ظواهر بسبب غياب الدولة والحكم الرشيد ولا يمكن أن تعالج هذه الأشياء قبل أن تعالج الأصل وهو وجود الدولة الذي كان غيابها سبباً في هذه الظواهر.
ما يجري هو التوجه لمعالجة الظواهر..
أنا كنت أتمنى المضي في بناء الدولة.. نتفق أولاً على أسس بناء القوات المسلحة وأين تتموضع وكيف يتم اختيارها من كل مناطق اليمن دون تمييز.
لعبة كراسي!
تم هيكلة الجيش، كما قيل، على أسس علمية ووطنية؟
- هذه هيكلة؟ هذه لعبة كراسي. الجيش مخلول أصلاً.. طردنا منه الجماعات من تعز والجنوب والمناطق الوسطى وأخذنا (الخبرة) وقسمنا بينهم هنا وهناك.. وهذا ليس جيشاً.. أولاً كان يتوجب أن نتفق على أسس بناء الجيش ونتفق أين يتموضع، ونتفق أن يمثل الوطن ونضع معايير اختيار قياداته ونبعدها من الأحزاب السياسية لتكون جيش الوطن لحماية الوطن وحماية الدستور وحماية الأمن والاستقرار، ثم نتفق على القضاء المستقل العادل الذي يشكل المرجعية للكل وبالتالي يحتكم إليه الكل. وهتان قضيتان أساسيتان بعدها نذهب للاتفاق على قضية الدستور ونحدد شكل الدولة فيه.. وهل نريد نظاماً رئاسياً أم برلمانياً؟ ونتفق على قضية اللامركزية بحيث يصبح بعد هذا الدستور هو ضمانا لكل ما سبق..
وبعدها نتفق على المؤسسة التي ستختص بالانتخابات ونضمنها ويكون فيها توازن ونعمل انتخابات والناس ينتخبوا برلمان والبرلمان ينتخب الرئيس، هذا إذا تم الاتفاق على نظام برلماني.. أما إذا كان الاتفاق الذي سيتفق عليه الجميع رئاسياً فسيتم الرجوع للشعب لانتخاب الرئيس عقب انتخاب البرلمان.
ويجب أن نتفق على البرلمان هذا ما كان يجب أن يتحقق..
هل تقصد أن ما تم كان خارج مسار الدولة اليمنية الجديدة؟
كل جهة وكل واحد يطرح شيئاً.. لكن ما قد ثبت شيء منه، والصحيح ما سيثبت بالدستور القادم، وهو من سيتضمن حكماً مركزياً.. لا مركزي.. فيدرالي.. الإبقاء على النظام الحالي..
ما سيتفق عليه سيتم تضمينه وتثبيته بالدستور الحكم الفصل هذا سيتم الاتفاق عليه بالدستور..
بعده ستأتي قضايا الفيدرالية أو اللامركزية، وهذه كان المفترض نؤجلها قليلاً إلى بعد الانتخابات ونتفق على البرلمان الذي يجب أن يكون نصفاً بنصف رغم أني أرى تقسيمه ثلث للجنوب وثلث للشمال وثلث للمرأة من الشمال والجنوب.
وهنا سيكون لنا جيش وبرلمان وقضاء عادل ودستور وهما ركائز بناء اليمن الجديد.
ماذا عن الفيدرالية قبل الدولة.. هل هو مسار آمن؟
ما تم هو إقرار مبدأ أساسي وهو لا مركزية الحكم في إطار الدولة المركزية، ووثيقة العهد والاتفاق كانت قد تضمنت 6 أقاليم.. والأقاليم ليست مشكلة.. المهم أن لا يكون الخيار قائماً على أسس حزبية، بل يتطلب هذا الخيار أسساً ونظماً علمية وذات خبرات كبيرة متخصصة بالطابع الثقافي والاجتماعي والجغرافي والسياسي والتاريخي.
هذه القضية ليست لعبة.. هذا يريد يوقع إقليم وهذا يريد إقليم. الأمر يحتاج لما سبق أسس ونظم علمية متخصصة.
كيف يتم هذا والواقع مغاير فعلاً؟
لهذا نقر أولاً مبدأ أن الدولة غير مركزية ونتفق على الصيغة النهائية، إما حكم محلى كامل الصلاحيات أو أقاليم.. لكن هذا بعد الاتفاق على المؤسسة الشرعية.. وإذا اتفقنا على الأقاليم يتوجب أن نمضي لكن بشروط خضوع العملية لأسس علمية..
لكن يبدو أن المشكلة أن هناك من يفكر بالأشكال فقط دون أن يعوا ما عائدات هذا الشكل في المستقبل.
ولهذا أذكر حين كنت عضواً في لجنة الجنوب عن المشترك في حضرموت أخبرني شخص بقوله (أنتم مشكلتكم لا تريدون أن تناقشونا في إطار قضية الانفصال).. فقلت له: (أنتم مشكلتكم لا تريدون أن تناقشونا في إطار الوحدة تعالوا نتناقش في طريقة ثالثة بطرح شعار المصلحة العامة فإذا كانت في الانفصال فليكن وإذا كانت في الوحدة فليكن نختار شكل ثالث).
الوحدة وقعت بدون تفكير وهناك من يريد فصلها بدون تفكير أيضاً. وهنا أتذكر ما قلته للأستاذ المرحوم عبدالعزيز عبدالغني عند إعلان الوحدة.. يا أستاذ الوحدة مشروع حضاري تحتاج لأيادٍ حضارية لتنفيذها.
راحوا عملوا شوية عسكر ومشائخ وشموليين من الشمال والجنوب.. تخيل الشموليين في الجنوب جاؤوا اشترطوا ترحيل علي ناصر وشلته. طبعاً كيف لهؤلاء الذين جاؤوا يتوحدوا مع الجميع في وقت مش قادرين يتوحدون مع رفاقهم وجيرانهم المختلف معهم، كما أن الشموليين في الشمال كانوا اشترطوا عدم وجود جار الله عمر وشلته.. هذه قوى متخلفة.
في اليسار متخلفين..
كيف يأتي هذا من يساريين؟
في اليسار متخلفين.. لا تنسَ أن هؤلاء تقاتلوا على البطاقة في صراعاتهم الدموية، التخلف يفرض نفسه، كان يفترض أن تفرض القوى الحضارية نفسها، لكن غيابها أوصلنا إلى هذه النتيجة التي وصلنا إليها اليوم.
واليوم لدى اليمنيين فرصة تاريخية لبناء الدولة المدنية ويتوجب أن تتولاها القوى الحضارية.
لماذا لم يتفقوا على بناء الدولة حتى الآن؟
لأن كل القوى التي هي في الساحة، ومنها القوى حقنا المعارضة، تتصور أنها حاكمة وتسعى ل(تحوش) لنفسها في السلطة بتوظيف عناصرهم، وتتصور هذه القوى أن وجود الدولة سيكون على حسابهم.. فهؤلاء العسكريين أو اليساريين أو التكنوقراط الانتهازي لا يريدون الدولة.. يشتوا يخلصوا أمورهم على الدولة. وهذه هي المشكلة الأساسية.
هل تشبه هذه المرحلة السائدة مرحلة تاريخية؟
ما حدث من تغيير هو تحول صوري, لا يمس هذا التحول المجتمع..
فإذا كانت الأحزاب هذه لا تقبل الديمقراطية داخلها كيف ستقبلها للوطن؟ كثيراً من الأحزاب الأيديولوجية تكره الرأي الآخر وتعتبره عدواً.. هؤلاء ليسوا حتى من القديم.. الشافعي كان أكثر ديمقراطية، قال رأيي صحيح يحتمل الخطأ.. والأجداد قالوا الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية..
وأنا انتقدت أحزاب المشترك حين شاركت في السلطة في هذه المرحلة التوافقية قلت لهم باجتماع لي معهم: بأي حق لكم تتقاسمون الوظائف.. جاء هذا بعد عودتي من الأردن من حادثة الموتور السياسي. قلت لهم: الوظيفة العامة ملك الشعب وليست ملكاً لكم..
وكان رئيس الوزراء والوزراء ممثلو المشترك حاضرين. قلت لهم: الوظيفة لها قوانين ونظم، بأي حق أنتم تقتسمون الوظيفة العامة؟! قال لي الدكتور ياسين: نحن أقصينا؟ قلت: يا دكتور أنتم أقصيتم فما الفرق بينكم وبين من ثرتم عليه؟!
(لا تنهَ عن خلق وتأتيَ مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم)
دعونا نبني الدولة اليمنية الحديثة العادلة والجأوا للقضاء فيها وهو من سينتصر لكم وبالتالي تأتون بشيء جديد عظيم، لكن تمارسوا نفس العمل، هذا جزء من التخلف. الآن هذه القوى ليست مستعدة لبناء اليمن.. عادها ترى مصلحة نفسها وتدبر أمورها في الجيش.. في المؤسسات.. في الزلط.
في ظل هذا الوضع.. ماذا عن المستقبل؟
المستقبل سيفرض نفسه، وهو نتاج للحاضر، لكن أنا أريد أن أوجه رسالة إلى الشباب ليتحولوا لإحداث التغيير الحقيقي أن لا يخضعوا للإيديولوجيات ويلتقوا مع كل زملائهم من كل المكونات للالتفاف حول القواسم المشتركة ويؤجلوا المختلف فيه من أجل حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم.. أوروبا اتفقوا بعد حروب وبنوا حضارة.
لكن يا دكتور الشباب يتعلل بسيطرة الحرس القديم؟
هذه مشكلة وأذكر لك ما قاله اليمنيون لملكتهم بلقيس حين استشارتهم في رسالة النبي سليمان ردوا عليها: (والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين).. فوضوها، ولا يزال هذا الموضوع حاضراً حين فوض المتحاورون بن عمر وهادي فيما سبق وفيما لحق.
لذا أقول على الشباب مسؤولية المستقبل. ودائماً ما أسأل أي شاب: هل تريد مستقبلاً لك ولأبنائك؟! يقول لي: نعم.. فأقول له: لن يكون هناك مستقبل لك ولأبنائك إلا حين يكون المستقبل لكل اليمنيين..
علينا أن نسعى للمصلحة العامة التي في إطارها تتحقق المصلحة الخاصة، لذا من يسعى لتحقيق مصالحهم الخاصة هم الجهلاء.
تقييمك لأداء القوى السياسية.. لأداء الرئيس هادي.. لحكومة الوفاق؟
هؤلاء لا يزالون جميعهم رهن الموروث المتخلف حين ذهبوا إلى الوحدة.. إخواننا كانوا يعتبرونها فيداً، والجنوبيون أرادوا الخروج من مشاكلهم، وأخشى أن يتكرر هذا الآن، لا يزال كثيرون يتعاطون بعقلية الفيد، كنت قد قلت للآنسي عبدالوهاب أنتم لم تستوعبوا ضرب الاشتراكي التي أوصلتنا لهيمنة عسكري وشيخ.. هذا ناتج تخلف أنا لم يعد لي أمل سوى أن نعمل لتشجيع الشباب للحوار فيما بينهم للاتفاق على المشترك ونبذ المختلف.
نعرف أن الإسلام أول من رفع شعار الدين لله والوطن للجميع"، وقال الله ((من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر))، ((لست عليهم بمسيطر)).. ولهذا لما يأتي اليوم يقول الدولة اليمنية الحديثة كفر، هؤلاء يصرون على الدولة الحديثة وأولئك يدفعون بالمتطرفين حقهم ويقولون: ها.. أنتم تشتوها دولة علمانية، نشتي الدولة المدنية الحديثة العادلة شعارها (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل).
وأنا أطرح هذا في كل الاجتماعات حتى حين حضرت مع فريق الحكم الرشيد قلت لهم: كيف ستطبقون هذا..؟ وقلت لهم ايضاً: نحن اليمنيون نعرف نعمل وثائق لكننا لا نجيد التنفيذ، فمن ثورة 1948م عملوا الميثاق المقدس، فجاء لهم الورتلاني قال لهم اعقلوا، أبدؤوا اقتلوا الإمام اتغدوا به قبل ما يتعشى بكم.. فقتلوه بلا تفكير.
لو كان أولئك علموا أبناءهم ونهضوا بوعي المجتمع لحققوا أشياء.. لكن ساروا في طريق قتل الإمام وقتلوه فقُتلوا بعده هم.. وهذا حصل، أيضاً، بعد 2011م.. وفي 1955م قرر العسكر في تعز والذين نهبوا تعز وخافوا من الإمام أحمد، قرروا يعملوا انقلاب يتخلصوا منه وهو خلى عسكري يضربهم بالمدفع و(طعفرهم) وقتلوا منهم كثير.
جاءت ثورة 26سبتمبر والمبادئ الستة التي لقنوها للمستلم الذي أخطأ في كتابه "إزالة" الطبقات والصحيح "إذابة الطبقات".
كان لديهم النعمان والزبيري، فسلموها لعسكري والذي اشترط عليهم من (زقمناه قتلناه)، فقتلوا العديد من الهاشميين، فقالوا سيتهموننا بقتل الهاشميين لازم نقتل من غيرهم فقتلوا واحد من تهامة ليقتلوا مقابلة القاضي السياغي عشان يخلطوا.. فتحول إلى أمام فرحلوه وجأوا بالارياني رجل دين مدني والذي كان جنبه الشيخان الأحمر ومجاهد دخلوا الجيش، اختلف مع الشيخ الأحمر على تعيين محسن العيني، فرجع الارياني قرر يعين حسن مكي، فاختلفوا معه ورحلوه، وجاء الحمدي وكان شابا طموحا مثقفا يطمح لدولة مدنية، لكنهم قتلوه.. كان يشتي يضعفهم ونواياه الحسنة سهلت من اغتياله.. وأذكر مرة كلمته: ليش هذا الهدياني يحضر دائماً للرئاسة "القيادة"؟ فرد عليَّ: هذا يأتي عند الغشمي مش عندي.. وقد سألت الغشمي، فقال يشتيني أتأمر عليك ودفع لي شيك ب(250) ألف نقسمها، فقال له الحمدي: حسِّن وضع العسكر.. وصدق الحمدي من حسن النية، لكنه كان له توجه عمل لجان التصحيح، التعاونيات، وكان بطريقه لتأسيس المؤتمر الشعبي العام.. فغدروا به بعد ما غدوه، ثم جاء الرئيس علي عبدالله صالح وجاء هؤلاء اتفيدوا الدولة بدل ما كانوا يتفيدوا صنعاء.. كان ذكياً وحاول استمالتهم بالمال..
أذكر مرة دعاني قلت له: أنت متكتك ممتاز تنقل الكرسي من مكان لآخر وهذا ما خليهمش يتصيدوك، لكن هذا تفكير مؤقت وليس استراتيجي. وقلت له مش كل مرة تسلم الجرة.. وفعلاً جاؤوا له في جامع النهدين.
ثم جاءت الوحدة وجاءت وثيقة العهد والاتفاق ورغم الوثائق المثالية، إلا أنها تفشل في التنفيذ، وهذه هي المشكلة.
وهذا يعود لأننا نسلمها لناس لا يؤمنون بها.. لذا أقول للشباب في مؤتمر الحوار: لمن بتسلموا هذه الوثائق؟ لقوى لا تطبقها.
تخيل قوى غير ديمقراطية هل ستطبق الديمقراطية؟ لا يمكن.
جوهر المشكلة اليمنية يا دكتور ذكرتها في استعراضك السابق هي من تسيطر الآن ويمكن أن ترسم مستقبل البلد؟
الآن العالم تغير بسبب الإعلام والاتصال، رغم أن القوى لم تتغير.. لذا أنا يهمني الشباب، هم أمل المستقبل إذا استطاعوا استيعاب مصالحهم واتفقوا فيما بينهم من مختلف المكونات هم القوى الحقيقية.. في الأحزاب.. في القبائل.. في القرى.. وبالتالي هم يستطيعون خلق التوازن والتغيير الحقيقي.
زيارتك للرئيس السابق صالح أثارت جدلاً.. لماذا برأيك؟
تعرضت لهجوم عنيف. وهذا دليل أن النخبة لم يستوعبوا بعد حتى سيرة محمد رسول الله الذي دخل مكة وأعلن (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن) رغم أنه لم يسلم وزار هند وقال لها: (هند الهنود آكلة الكبود)، فردت عليه: (نبي وحقود..؟).
وقال: خالد سيف الله المسلول وهو قاتله ب"أحد" الذي قتل فيها حمزة وكسرت ثنايا رسول الله.. هؤلاء لا يفرقون. تخيل أخوك قد ارتكب خطأ فراجعه ولا تقتله..
كانوا يريدون مني أن أحكم على الرئيس السابق، قلت لهم: القضاء وحده من يحكم والمتهم برئ حتى تثبت إدانته.
أنا رحت زرته رداً للجميل يوم ضربني (موتور) بعث بطائرة لعلاجي بالأردن بعدما عدت من العلاج رحت أزوره قال لي: ما فعلوا بك؟ قلت له: بسيطة واحد بعث لي الموتور دقني والثاني أدي لي طائرة لعلاجي.. فضحك.
وفعلاً صالح كان شخص ابن القرية المنفتح في تعامله مع الآخرين وسماه الحمدي تيس الضباط. طبعاً أنا كنت سألته بزيارتي تلك: قل لي ما فعلوا بك أنت؟
فقال: لغموا دار الرئاسة بالديناميت لو انفجر ما طرح شجر ولا حجر ولا إنسان. فقلت له: هل قرأت مقالي (أتعلم لماذا أنقذك الله من موت محقق). قال: قرأته.. قلت له: أراد الله لك أن تتوب يمنحك (33) سنة وأنت تدي لهم هؤلاء.
قال: ما عادناش أنا رئيس؟ قلت له: أنت رئيس المؤتمر الشعبي العام خلِ المؤتمر الشعبي يدخل الحوار ويقدم مشروع الدولة المدنية.
فهل عمل بنصيحتك؟
قال لي إن الأمريكيين جاؤوا له فقال لهم ما تشتوا مننا؟ فقالوا أمن اليمن لأنها ستؤثر على مصالحنا بالمنطقة والاستقرار مصلحة لكم ولنا. فقلت: هل ممكن أن نستقر بدون دولة عادلة؟ فقال: لا يمكن ولن نستقر إلا بدولة يمنية حديثة وعادلة.. قلت له: المؤتمر الشعبي قوة سياسية وجماهيرية وذات توجه وسطي أنا أعتقد أنه عمل بها..
مرة قابلت الأعجم والمسوري وقلت لهم ارجعوا وشاركوا قبل ما تأتي حلول من الخارج ومرة اتصل بي صالح وعمار وطلبوا أتعاون معهم فقلت لهم: أنا جاهز أتعاون مع الشباب.. أين شبابكم يأتوا إليّ سنناقشهم وأمد أيدي لهم مثلما أمدها لكل شباب الأحزاب.. لأني قد كرهت الأحزاب .
هل استقلت من الأحزاب؟
لست متحزباً ولسه جاءت لي بنتي التي انظمت لحزب جديد اسمه (وطن) وطلبت أنضم معاها. قلت لها: ولا تضموا أي شيبة، اشتغلوا مع الشباب وبس، وبالتالي لابد من توازن بين الأحزاب وعلى الشباب أن يحضروا أنفسهم للأربع السنوات لقيادة المستقبل.
ماذا جرى في دماج؟
صراع طائفي وأرادت قوى استغلاله والمتاجرة به.. وإلا ما وصل حسين الأحمر لصعدة تحت يافطة (أسد السنة)؟ كان يشتي يوقع إمام بثوب قبلي طبعاً كما أن السعودية لها دور.
الحجوري طلب الخروج والذين خرجوا هم الذين ليسوا من صعدة، وعلى أي حال هي محاولة لاستثمار الصراع.. والإخوان في الإصلاح كانوا فارحين بهذا الصراع رغم أنه على بلاهم. قلت لأحد الإصلاحيين على استفتاء مصر للدستور: (إذا كان بمصر سيسي واحد فاليمن بها مائة سيسي).
ماذا عن الذين يتحدثون عن تحالف المؤتمر والحوثيين؟
عدو عدوي صديقي.. هذا هو السائد ولا يوجد تحالف.
كلمة أخيرة؟
أخاف على حزب الإصلاح.. لأنني حريص على كل الأحزاب من أجل التوازن؛ كونها أي الأحزاب أساس التغيير ولو تدمرت الأحزاب فالبديل شيخ أو عسكري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.