قال إن الهيكلة لعبة كراسي تفتقد أسس بناء القوات المسلحة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل ل"المنتصف": الرئيس هادي معزول عن المثقفين.. ولقاءاته تقتصر على السفير الأمريكي وشوية عسكر أنا لست مقتنعاً ب"اللعنة على اليهود".. والفيدرالية بدون دولة لا قيمة لها! قلت لصالح: لماذا لا يقدّم المؤتمر مشروع الدولة المدنية الديمقراطية العادلة؟ أحزاب المشترك تتصارع على الوظيفة العامة ووصل بها الحال إلى أن كل طرف ينهب حصة الآخر! قلت ل"الآنسي": أنتم تعملون بطريقة تُكرِّه الناس بحزب الإصلاح.. وإذا كنتم تعتقدون بأنكم ستحكمون بمفردكم فأنتم مخطئون الإسلاميون فشلوا في اندونيسيا والسودان ومصر وتركيا، وسيفشلون في اليمن الدكتور محمد عبدالملك المتوكل، سياسي معروف برؤيته الثاقبة وتحليله المنطقي للأحداث.. ثمة أسئلة قلقة بشأن ما جرى وما يجري وما سيجري تتزاحم وتفرض الوجهة صوبه ليفككها ويسبر أغوار الإجابة عليها.. يرجع كل الأوجاع والمشاكل إلى غياب الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، ويؤكد أن الحياة لن تستقيم في ظل غياب القضاء المستقل العادل. بعيداً عن قبضة الحزبية.. ترك الأحزاب لأنها أقل من القضية الوطنية، ويربط أمله بحاضر ومستقبل مشرق ببناء الدولة.. فإلى الحصيلة: حاوره/ محمود الهجري نبدأ من قرارات هيكلة الجيش، فهناك من يقول بأنها مؤامرة استهدفت تفكيك الجيش المهني الجاهز، في إشارة واضحة إلى الحرس الجمهوري وهناك من يراها إعادة تأهيل الجيش وفق أسس مهنية ووطنية.. ما رأيكم يا دكتور؟ - أنا كتبت حول موضوع القوات المسلحة ونشرت في صحيفة الأولى، انتقدت موضوع الهيكلة ووصفتها بلعبة الكراسي، لأنها ليست منطقية، وفي رأيي الجيش هو أهم أسس بناء الدولة الحديثة، وقبل التفكير ببناء هذه الدولة لابد من البدء بالقوات المسلحة وما هي أسس بنائها؟ وكيف يتم اختيارها؟ وما هي المعايير؟ وأين تتموضع؟ وكيف نبعدها عن كل القوى السياسية؟ ليصبح الجيش من كل اليمن ومن أجل اليمن.. وعند طرد أبناء الجنوب، وتعز والمناطق الوسطى من الجيش، هذا يعني عدم الجدية في بناء دولة، ولهذا إذا أردنا بناء دولة لابد أن نعيد بناء القوات المسلحة على أسس صحيحة.. لكن للأسف الشديد الهيكلة لعبة أطرافها القوى السياسية، فعلي محسن من جانب، والإصلاح من جانب، والاشتراكي والناصري والرئيس عبدربه، كل طرف له وجهة نظر في هذا الموضوع، والأمريكان تنبهوا للقضية ولا يريدون أن يزعلوا أحداً.. بصراحة، الهيكلة بهذه الطريقة تفتقد إلى أسس بناء القوات المسلحة. ما هي الأسس الصحيحة؟ - جرى بحث هذا الموضوع في مؤتمر الحوار واطلعت على بعض ما تم عمله وانتقدت بعض الأشياء، منها إدخال الجيش في العقيدة، فما دخله؟.. الجيش يلتزم بقانون، والدولة هي المختصة بالقانون والدستور، وإذا ما وجد شيء فالبرلمان والقضاء ومؤسسات الدولة هي المسؤولة عن مواجهة أية أخطاء.. فالحديث عن العقيدة التي يجب أن يلتزم بها الجيش، محاولة لإدخاله في صراع طائفي. توجد مؤشرات لصراع طائفي يلوح في الأفق، فقبل أيام كما سمعنا تم تفكيك سيارة مفخخة بالقرب من جامع بدر بالعاصمة، ودراجة نارية تنفجر في سوق شعبي بمدينة صعدة.. من هي الجهات المستفيدة من هذا الصراع؟ - هذه كلها ظواهر لغياب الدولة والحكم الرشيد، مثلها مثل قضية الحوثي وقضية الجنوب، والفساد، وعند معالجة هذه المشاكل يتم التعامل معها كظواهر، ونسيان الأساسات التي صنعت هذه الظواهر أو المشاكل.. وفي الحوار لابد من الإتفاق أولاً على بناء الدولة والقوات المسلحة والقضاء المستقل والعادل، والدستور. ذهب البعض إلى علي عبدالله صالح وقالوا له: أنت رئيس الجمهورية وليس ضرورياً مجلس رئاسة، فقط نريد إدخال تعديل على نص دستور دولة الوحدة الذي يقول: "المواطنون جميعاً يتساوون في الحقوق والواجبات دونما تمييز في الجنس أو المعتقد" وطلبوا منه إبعاد دونما تمييز، وهدفهم هو إخراج النساء من حقوق المواطنة.. وعملوا لهن مادة: "النساء شقائق الرجال لهن من الحقوق وعليهن من الواجبات ما تفرضه الشريعة الإسلامية".. فأي شريعة هي هذه شريعة السعودية، أم شريعة إيران، أم أفغانستان أم شريعتهم هم؟.. القرآن يقول: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر".. هذه هي شريعة الله.. الشيء الآخر يريدون إخراج المواطنين من غير المسلمين من حقوق المواطنة، فمثلاً يقولون رئيس الجمهورية لابد أن يؤدي الشعائر الإسلامية، ولم يقولوا لابد أن يكون رئيس الجمهورية مسلماً، لأن الناس لن يختاروا إلا مسلماً، لكن لا داعي لأن يؤدي الشعائر الإسلامية، وقالوا أيضاً عضو مجلس النواب لابد أن يؤدي الفروض الدينية.. فماذا يقصدون بالفروض الدينية؟ هل يقصدون أن اليهودي (لازم يقع يهودي سوى)؟ وكذلك رئيس الوزراء والوزراء بمعنى إخراج المواطنين من غير المسلمين من حقوق المواطنة في تناقض مع القرآن الذي يقول: "لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" الرسول عليه الصلاة والسلام عمل دولة فيدرالية في المدينة لليهود، وللمسلمين والنصارى، وقال لهم أنتم أمة من بين الناس، فالإسلام هو أول من رفع شعار الدين لله والوطن للجميع، وأصحابنا مشغولون بموضوع خارج السياق الحقيقي للإسلام.. فمن هو قدوتهم؟ وما هو الدين حقهم؟ بمعنى، هل نحتاج إلى دولة علمانية؟ - لابد من تصحيح الدستور.. هل نريد نظاماً برلمانياً أم رئاسياً أم مختلطاً؟ هل نريد فيدرالية أم حكماً محلياً؟ لابد من الاتفاق على الجيش وعلى القضاء المستقل العادل بعيداً عن الحزبية.. وبعد الدستور يتم الاتفاق على كيفية إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وحقيقية، وتنافس القوى السياسية، في ظل توازن القوى، قلت للمؤتمر الشعبي العام إما أن تقدم شيئاً لهذا الشعب وإما ستذهب إلى الزبالة.. عندما التقيت ب(علي عبدالله صالح) قلت له: هل قرأت مقالي: "لماذا أنقذك الله من موت محقق" فقال لي: نعم، فقلت ربما أراد الله لك التوبة.. فقال: أنا قد بطلت الرئاسة؟ فقلت له: أنت رئيس المؤتمر الشعبي العام لماذا لا تدفع المؤتمر إلى الحوار ليقدم مشروع الدولة المدنية الديمقراطية العادلة. أملي في المؤتمر الشعبي العام عند دخول الانتخابات أنه سيعمل على إحداث توازن في القوى.. وهذا سيتيح للجيل الجديد والأحزاب الجديدة فرصاً للوصول إلى الحكم خلال أربع سنوات. نعود يا دكتور إلى توجسات الصراع الطائفي؟ - أؤمن إيماناً كاملاً بأن الصراع الطائفي مؤامرة خارجية من أيام الإنجليز والوهابية، والذي عمل الوهابية هو قصد إشعال حروب طائفية، واللعبة هي تفتيت المسلمين وتصنيفهم إلى سني وشيعي. لماذا يستهدفوننا كمسلمين؟ - لأننا هبلان، ولسنا مسلمين كما جاء في القرآن.. بالله عليك من الذي يجيز قتل شخص يسربل، أو آخر يضم؟ والرسول يقول "أن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم إنسان" يقولون: لا.. الحديث ليس هكذا الحديث "دم مسلم". المنظومة السياسية في اليمن مختلة لغياب المعارضة ولانشغال بعض القوى بقضاياها الداخلية كالمؤتمر، وأحزاب المشترك؟ - لو تحرك المؤتمر تحركاً صحيحاً من منطلق مشروع الدولة المدنية الديمقراطية العادلة فسيحدث توازناً.. فوجود الإصلاح والناصري والاشتراكي لوحدهم فقط سيقودهم إلى القتال فيما بينهم، ففي قيادات من هذه الأحزاب تبحث عمن هو العسكري أو القائد الذي يمكن أن تتوظف معه للأسف الشديد.. أقول الخطأ الذي وقع فيه اليمنيون منذ عام 1948م بدأه مثقفون ومتعلمون فكروا بالتحرك وأغفلوا الأداة التي سيتحركون بها.. وكانت النتيجة قتل الإمام يحيى واستلام القوى المتخلفة للسلطة.. الآن من هي القوى القادرة على الحركة والتي ستكون قادرة على الفعل؟ هل الجيش أم الأمن أم القوى الخارجية أم المتعلمون والمثقفون؟ إذا كانت القوى القادرة على الفعل وعلى الحركة قوى متخلفة فستكون النتيجة لعبة كراسي. علينا أن نتفق اليوم، ونحن أفضل من الأمس بوجود آلاف المتعلمين والوعي المتقدم الذي صنعه الإعلام. أريد أن أعرف مع من يلتقي عبدربه من المتعلمين والمثقفين والدكاترة، إنه لا يلتقي مع هؤلاء، ويلتقي مع شوية عسكر ومع السفير الأمريكي.. فهل هذا هو الحل؟ وأصحابنا في الأحزاب دخلوا السلطة، فإذا بهم يتقاسمون الوظائف، لذلك فقد تركت كل الأحزاب.. بعد أن عدت من العلاج في الأردن طرحت على المشترك سؤالاً: بأي حق تتقاسمون الوظائف؟ فقال الدكتور ياسين: نحن أقصينا ولهذا لابد لنا من عملية التعويض، فقلت له: يعني التعويض أن تقصي آخرين، فما هو الفرق بينك وبين علي عبدالله صالح؟ وفي هذه الحالة وفي وجود مشروع الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، يحق له التقدم إلى القضاء لإنصافه أو تعويضه.. والآن يتصارعون على الوظيفة ووصل بهم الحال إلى مرحلة أن كل طرف ينهب حق الثاني.. فأنت كحزب ليس لك حق في الوظيفة العامة التي هي حق الشعب كله وتحكمها الأنظمة والقوانين والمعايير.. أنت إذا نجحت في البرلمان وحصلت على الأغلبية تختار رئيس الوزراء والوزراء فقط ورئيس الجمهورية إذا كان النظام برلمانياً.. ما رأيك بالاندفاع للحصول على البطاقة الشخصية وبتوجيهات من بعض الأحزاب.. ومنذ الوقت الراهن؟ - اتصلت بالأخ عبدالوهاب الآنسي وقلت له: أنتم ستدمرون الإصلاح كما دمرتم المؤتمر الشعبي العام. وإذا دمرتم الإصلاح، فذلك يعني تدميركم للأحزاب والبديل معروف عسكري وشيخ.. نحن لا نريد أن يتدمر الإصلاح، وأنتم تعملون بطريقة تجعل الناس يكرهون الإصلاح، فكان رده أن هذه دعايات يشنها ضدهم الحوثيون.. فقلت له: لا يستطيع أحد أن يكسب ضدك، ما لم يكن لديك خلل.. واتصلت بالأخ أحمد القميري وقلت له: ما الذي يحدث يا أحمد؟.. فقال: يا أخي ما نعمل لا يوجد من يسمعنا. وهذه هي المشكلة الأساسية التي أخشاها في هذا الموضوع. لكن هم يسعون للفوز والحكم؟ - مرة أخرى اتصلت بالأخ/ عبدالوهاب الآنسي وقلت: إذا كنتم تعتقدون بأنكم ستحكمون بمفردكم فأنتم مخطئون. فقال لي: كيف؟.. فقلت له أول من ستتقاتل معه هم السلفيون، والقبائل، والعسكر، وأهل إبوتعزوالحديدة والجنوب، فهم لم يعودوا الرعية حق العادة.. اليوم لن يحكم هذا البلد إلا الديمقراطية ما لم فلن يحدث استقرار.. ما أخشاه الآن هو أن بعض قيادات الأحزاب قد وصلت إلى مرحلة الإرهاق أو ما يسمى بالخيول المنهكة، وبالتالي تبحث عن شغل مع عسكري أو شيخ.. أتذكر أن حملة في الفيسبوك تبنت ترشيح الدكتور ياسين للرئاسة، كانوا سيقتلونه، والمسألة لا تزال في الفيسبوك، وقلت حينها أنا أنصح الدكتور ياسين أن ينزل إلى تعزوعدن حيث سيجد من يسمعه. سمعتك في أكثر من مرة تؤكد على ضرورة بقاء المؤتمر الشعبي في الحياة السياسية.. ما الميزة من ذلك؟ - يعجبني المؤتمر الشعبي العام أنه غير إيديولوجي، فالإيديولوجية قد تتحول إلى حقد لا تقبل الاختلاف في الرأي وتتعامل كحاقد، أو مارق إذا اختلفت معها في الرأي، وسبق وأن كتبت عن الإيديولوجية المتخلفة. لقد سقطت الاشتراكية، والقومية، وجاء الاسلاميون ففشلوا في اندونيسيا وفي السودان وفي مصر، وفي تركيا أطلقت عليهم الخريف التركي، وأقول الآن سيفشلون أيضاً في اليمن، لا يمكن أن تحصل على وطن لك ولأولادك ما لم يكن لائقاً لكل اليمنيين. لقد ظللنا لفترة نفكر كيف نصلح ونحسن أوضاعنا وأولادنا وخبرتنا وقبيلتنا، ونسينا البلاد برمتها، وانظر كيف كانت النتيجة. الحركة الحوثية.. هل ستتحول إلى حزب؟ - الحقيقة أنا ألحيت عليهم في لقاءاتي مع عدد منهم، وطلبت منهم أن يعملوا على الأقل مثل المصريين.. الإخوان المسلمون في مصر عملوا حزب الحرية والعدالة وعمل مؤسسة دينية. اعملوا أنتم مؤسسة دينية ودرسوا، ولا داعي أن تدخل في السياسة، واعملوا حزباً سياسياً، ومؤخراً قالوا لي بأن أنصار الله حزبهم السياسي، وأنهم سيعملون مؤسسة دينية. كنت ما أزال أتحاور معهم حول قضية الشعار.. قلت لهم بصراحة: أنا لست مقتنعاً بقضية اللعنة على اليهود، لا أحد يلعن ديناً، قولوا اللعنة على الصهيونية.. الرسول صلى الله عليه وسلم عندما رأى جنازة يهودي وقف. الموت لأمريكا..؟ - على الأقل هذا الموضوع يمكن تبريره بأن الناس يتخذون مواقف سياسية، أنا سألت الأمريكيين وقلت لهم: ما رأيكم في موقف الحوثيين منكم فقالوا: الحوثيون ليسوا إرهابيين، الحوثيون يبحثون عن شعبية، وسبقت محاولات أن نصنفهم كإرهابيين لكننا رفضنا، لأن الإرهابي هو الذي يقتل.. يهمني الشباب وأتمنى أن لا يظلوا أدوات تحت قوى متخلفة. تظهر بين الحين والآخر حرب إعلامية وسياسية يمكن تسميتها بحرب الملفات، فحين يحرك ملف جمعة الكرامة يتحرك ملف جامع النهدين.. من سينتصر؟ - قضية القتل هل يمكننا اعتبارها قيماً أخلاقية، أم أنها تقف ضد ديننا وإسلامنا؟ لماذا لا نؤمن بأن القضاء يجب أن يكون هو الحكم؟ فالذين ارتكبوا الجريمتين كلهم قتلة أياً كانوا، لكن المتهم بريء حتى تثبت إدانته. عملية إطلاق سراح متهمين في إحدى القضيتين.. ماذا تعني؟ - وباقي المحبوسين ماذنبهم، والمفترض ألا يحبسوا أحداً ويفترض وجود قضاء مستقل وعادل يأمن الناس إليه، فعندما يتهم شخص يذهب إلى القضاء وهو لا يشعر بالخوف.. سألوني وأنا موجود في الخارج لماذا لا تدعون الموجودين هناك للعودة إلى البلاد؟ فقلت لا يوجد عندما يرجع ما يؤمنه. فأنا أقول كل هذه الدعاوى يجب أن تذهب إلى القضاء، فالقتل جريمة ما في ذلك خلاف، والقضاء وحده هو الذي يجب أن يكون الحكم. كيف تنظر إلى مستقبل الوحدة اليمنية؟ - في الحقيقة أنا متعاطف مع الإخوة الجنوبيين منذ 2007م وكتبت مقالاً تحت عنوان: "جاه الله يا رئيس"، قلت له فيها أنت ترتكب جريمة كبيرة، وعندما ارتفعت أصوات الحراك اعترض أصحابنا وقالوا الحراك انفصالي.. فقلت لهم من حق أي إنسان يتعرض للظلم، فقالوا طيب في مظلومين في الحديدة وفي تعز.. فقلت إذا كان هؤلاء لا يتحدثون فماذا نفعل لهم؟ لا يقع الظلم إلا على من شعر به، فإذا كان هؤلاء لا يشعرون بالظلم الواقع عليهم فماذا نفعل لهم؟ وقد كنت عضواً في لجنة الحوار مع الجنوبيين وأجريت لقاءات في عدن وأبين، فقالوا أنتم لا تريدون أن نحاوركم عندما نتكلم عن الانفصال، فقلت لهم يجب أن تتحدثوا عن أي شيء.. ولكن دعونا نتحاور تحت شعار المصلحة العامة، فإن كان في مصلحة عامة في الانفصال فليكن، وإن كان في مصلحة عامة في بقاء الوحدة فليكن.. والتقينا في إحدى المناسبات في منزل الأخ علي سيف حسن وكان الدكتور ياسين حاضراً، فقلت لهم يا جماعة الفيدرالية هي جزء من دولة، وأنا أخشى أن يعطوكم الفيدرالية بدون ديمقراطية فتتقاتلون بها. كل المؤشرات تؤكد أننا نمضي باتجاه الفيدرالية؟ - والفيدرالية بدون دولة لا قيمة لها، لذلك قلنا تعالوا نتفق على الدولة والفيدرالية جزء من هذه الدولة، وبالتالي تصبح معقولة بالنسبة لنا جميعاً، لكن فيدرالية بدون دولة ولا ديمقراطية مدعاة للفوضى. إذا طلب منك الرئيس عبدربه منصور هادي في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نصيحة.. بماذا ستنصحه؟ - أنصحه بشيء واحد هو أن يقول لهم أنا أريد أن يتركز الحوار حول بناء الدولة ونتفق على أسس هذه الدولة ابتداءً من القوات المسلحة إلى القضاء إلى الدستور إلى الانتخابات، ونجري الانتخابات، وإجراء الانتخابات بعد الاتفاق على هذه الأسس.. فبوجود الدولة يأمن الناس، بوجود الأساس الذي تم التوافق عليه.. ما يتم مناقشته الآن هو ظواهر لحكم غير رشيد، فلا تتعب نفسك. الشيء الثاني أقول له: لا تعزل نفسك عن القوى الحضارية والمثقفة، فالعمل الذي تقوم به هو عمل حضاري ولا يمكن أن يتم إلا بأيد حضارية ولا تظل لقاءاتك محصورة بين العسكر والمشائخ وقوى حزبية متناحرة وطائفية. بالتأكيد أنكم سمعتم عن المعركة الدائرة في تعز بين الإصلاح من جهة والمحافظ وبعض القوى السياسية من جهة أخرى.. ما رأيكم، ولماذا تعز بالذات؟ - أنا بصراحة ومنذ البداية مع شوقي وظللت على تواصل معه لأنه شاب نجح في العمل الخاص وليس بحاجة للسرقة وجمع الأموال وهو من أبناء تعز، مع أن بعض الإخوة قالوا لي بأنه أخطأ في بعض التعيينات، لكنه يظل الأفضل وأنا معه. * المصدر: صحيفة "المنتصف", العدد (50)- 24 / 6 / 2013م