قدرت إحصائيات صادرة عن مكتب الإحصاء السكاني بالأممالمتحدة نسبة النمو السكاني في اليمن ب(3.3%)، ونسبة الخصوبة (7.1%)، معتبرة تلك الأرقام هي ثاني أكبر نسبة خصوبة في العالم بعد (غزة) الفلسطينية التي تقدر نسبة النمو السكان فيها ب(4.5%)، ونسبة الخصوبة ب(7.6%.) وأشار تقرير الأممالمتحدة الصادر نهاية الأسبوع الماضي الى أن البرنامج التنموي للأمم المتحدة يحدد نسبة النمو السكاني التي لا ينبغي على أي بلد تجاوزها ب (1.5%)% سنوياً، على اعتبار إن هذه النسبة كفيلة بالمحافظة على التجديد السكاني، والحيلولة دون شيخوخة البلد من حيث توزيع الفئات العمرية. وأضاف: إن نسبة الخصوبة المرتفعة جداً في غزة واليمن تعتبر ظاهرة عائدة إلى ارتفاع مستوى الخدمات الصحية، والتعليمية التي يحصل عليها الأفراد، وانعكاس هذا الوعي على نسب وفيات المواليد أو الأمهات التي تتناسب معه عكسياً. إلا أن التقرير رأى في تلك الزيادة (الهائلة) وضعاً غير صحياً، ويؤدي إلى كثير من المشاكل في ضوء عدم تناسب الزيادة السكانية مع حجم الدخل القومي لليمن أو غزة، الذي وصفه ب(المتدني جداً)، منوهاً إلى أن عدم كفاية الدخل القومي قد تسبب الكثير من المشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية على صعيد المستقبل الذي ستجد فيه هذه البلدان نفسها أمام حالة انفجار سكاني هائل لا يمكن إيقافه أو معالجته..الأمر الذي قال عنه التقرير "يستدعي من اليمن معالجة النمو السريع ببرامج توعية مكثفة لتنظيم النسل، وعدم الإفراط في الإنجاب". كما أشار إلى أن ثلثي سكان اليمن هم ممن أعمارهم دون الثلاثين عاماً، وأن نصف هذا العدد هم من فئة الشباب دون العشرين عاما، فيما قدر نسبة الشباب الذين لم يبلغوا سن الخامسة عشر، ب (40%.) إلى ذلك علق خبراء محليون: بأن ارتفاع نسبة النمو والخصوبة في اليمن عائد في بعض أسبابه إلى عاملين رئيسيين: أولهما التركيبة الداخلية للمجتمع اليمني بوصفه مجتمع ريفي يميل إلى الكثرة العددية، وثانيهما بحكم أن اليمن مجتمع إسلامي محافظ فإن الأغلبية الساحقة تتهيب الحد من النسل خشية تعارض ذلك مع أحكام الشريعة الإسلامية. وأضافوا: إن اليمن تستعد هذه الأيام للقيام بتعداد سكاني عام، وإن النتائج التي ستخرج بها ستكون كفيلة بتنظيم الكثير من الخطط والبرامج الحكومية المستقبلية التي من شأنها مساعدة الحكومة في رسم المعالجات المناسبة لظاهرة ارتفاع معدلات النمو السكاني في اليمن.